الوطن

التحالفات ''المناسباتية'' تنهار قبيل تشريعات 2017

الانتخابات صارت موعدا لامتحان قوتها ومصداقيتها

 

قبيل 10 أشهر عن الانتخابات التشريعية، تسارع أحزاب محسوبة على المعارضة وأخرى في السلطة إلى ''حسم موقفها بشأن المشاركة في الانتخابات وتقرير مصير التحالفات السابقة''، على غرار أحزاب التكتل الأخضر وقطب التغيير وتنسيقية الانتقال الديمقراطي، في حين تطمع ''أحزاب صغيرة'' متحالفة مع الأفلان ضمن مبادرة الجبهة الوطنية لمساندة برنامج رئيس الجمهورية لدخول المعترك الانتخابي بدعم من الحزب العتيد، وهو ما يطرح التساؤل ''لماذا صارت الانتخابات موعدا لعقد التحالفات والتنصل منها؟''.

فمن جانب أحزاب محسوبة على المعارضة، سارعت أحزاب الإصلاح وجيل جديد إلى الانسحاب من تنسيقية الانتقال الديمقراطي لأسباب قالت إنها ''حيز وفضاء أضيق من هيئة التشاور والمتابعة''، في حين ذكرت مصادر حزبية أن الخلافات بين أعضائها طفت إلى السطح خصوصا بين حمس وجبهة العدالة والتنمية وبين جيل جديد والأرسيدي، وأبرز الخلافات هي عدم التزام أعضائها بحضور الاجتماعات، وكذا الخلاف حول مقاطعة التشريعيات المقبلة مثلما قاطعوا الرئاسيات السابقة.

وقبل 10 أشهر عن التشريعيات (ماي2017)، تؤكد مواقف الأحزاب المنضوية تحت لواء هذا التحالف أن الخلافات تتمحور أساسا حول المشاركة او المقاطعة في التشريعيات المقبلة، وانقسام التنسيقية التي تضم (أحمد بن بيتور، جيل جديد، حمس، النهضة، جبهة العدالة والتنمية، الأرسيدي) إلى مقاطعين (بن بيتور، جيل جديد) بسبب رفض السلطة تجسيد مطلب هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات، وبين تيار المشاركة كخيار سياسي للمحافظة على التواجد ضمن هياكل منتخبة تضمن التغيير من الداخل (حمس، النهضة، الأرسيدي، جبهة العدالة والتنمية).

أما من جانب الموالاة، فإن رفض حزب ''الأرندي'' بقيادة أويحيى والحركة الشعبية الجزائرية بقيادة عمارة بن يونس، الانضواء ضمن مبادرة حزب "الأفلان" في الجبهة الوطنية لمساندة برنامج رئيس الجمهورية، كان منعرجا جديدا ضمن أحزاب الموالاة، فالتشريعيات المقبلة ستكون موعدا لاحتدام الصراع بين الأفلان والأرندي في المنافسة على مقاعد الهيئات المنتخبة (المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة)، في حين لا تزال الأحزاب المنضوية في مبادرة الأفلان ''تطمع'' في دخول الانتخابات التشريعية فقط وفقا للشروط التي حددها القانون العضوي لنظام الانتخابات المصادق عليه مؤخرا، بدعم من جبهة التحرير الوطني في تحقيق شرط نسبة 4 في المائة للمشاركة في الانتخابات كمكافأة على دعم مبادرتها.

هذه التحالفات السياسية التي لا تعد مجرد ''تحالفات مناسباتية''، وفقا لقراءات مختصين، تتشكل في كل مرة مع الاستحقاقات الانتخابية وتنهار بمجرد انتهائها وحسمها.

يونس. ش

 

من نفس القسم الوطن