الوطن

تشريعيات 2017 تلوح ببداية تهاوي تجمعات المعارضة !!

بسبب تفكك قائمة التكتل الأخضر

 

يتوقع المتابعون للشأن السياسي أن تكون بداية التحضيرات لتشريعات 2017 بداية مرحلة تفكك قطب المعارضة، سواء التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي أو هيئة التشاور والمتابعة، وإن كانت هذه الأخيرة لا تحمل القيادات والشخصيات المؤسسة لها ميثاق وأسس العمل المشترك فيما بينهم حزبيا، وتترك لهؤلاء حرية العمل بصورة فردية داخل أحزابهم، على اعتبار أنهم يجتمعون على مشروع وطني شامل يهدف إلى تحقيق الانتقال الديمقراطي.

ويوعز هؤلاء أسباب هذا التوجس من بداية اندثار تجمعات المعارضة بسبب غلبة الأجندة الحزبية وخاصة الانتخابية على أي أجندة وطنية، وميول أغلبية الأحزاب المهمة إلى خوض الاستحقاقات القادمة بشكل فردي، وهوما يؤثر على المبادرات الجماعية الموجودة في الساحة الوطنية، كما ينعكس على توجهات بعض الأحزاب المشكلة له. وكان موقف حركة الإصلاح الوطني مؤخرا، والتي قررت الانسحاب من قطب بن فليس والبحث عن شركاء آخرين وفق معطيات الراهن السياسي وتحدياته المستقبلية، مؤشرا مهما يتبع قريبا وبدرجة أكبر بتوجه حركة مجتمع السلم، التي شرعت في إعلام شركائها برغبتها في خوض المواعيد الانتخابية القادمة بقائمة حزبية تمثل حمس فقط، بالإضافة إلى هذين الحزبين تأتي حركة النهضة التي تعرف بدورها انشقاقات داخلية واسعة ستكون لها تأثيرات مباشرة على استقرار قطب المعارضة.

ويرى المراقبون أن أبرز أسباب الأزمة الداخلية في حركة النهضة هي الارتهان في مواقف التنسيقية وحدية الخطاب تجاه السلطة، ورفض أي مسعى من طرفها، وتوجهات حمس، وقبل ذلك موقف الإصلاح الذي سيحرر وفق متابعين النهضة من جديد ويعطي مؤشرا أن الرهان على المعارضة بشكلها الحالي أصبح رهانا خاسرا.

فحركة مجتمع السلم وبعد اختيار الترشح بقائمة حزبية في التشريعيات القادمة وانشغالها بالعمل داخل الحزب وبين مؤسساته، سيبعدها عن العمل داخل قطب المعارضة، كما سيخفف عنها مسؤولية استمرار التنسيقية، فهي التي كانت تقوم بدور التجميع وتؤمن الدعم اللوجستيكي لكل المبادرات، وغيابها سيؤثر سلبا ويبرر الاتهامات التي كانت توجه لها من البعض، خاصة حركة الشيخ جاب الله التي كانت دوما تصر على أن انخراط حمس في المعارضة تكتيكي مرحلي وليس استراتيجيا دائما، وموقف حمس مستقبلا سيدفع البقية إلى التنافر خاصة داخل قطب التنسيقية الذي يشهد صراعات داخلية أثرت على عمل الأحزاب، ودفعت بالكثير من القيادات إلى خيار الابتعاد عن المشاركة في الاجتماعات التي تعقد بين الحين والآخر، والاكتفاء بالتمثيل الحزبي فقط، قبل أن تنقطع هذه اللقاءات في الآونة الأخيرة، ويصبح هذا الكيان بعيدا عن التأثير على ما يحدث من حراك سياسي واجتماع واقتصادي تعرفه البلاد، ما سيقدم خدمة كبيرة للسلطة.

ورغم أن المراقبين يرون أن هذا الدور الذي ستلعبه حمس من المستبعد أن يكون باتفاق مع أطراف من السلطة التي أصبحت لا ترى في حمس شريكا بقيادته الحالية، إلا أنها ستكون خطوة انسحابها من التكتل الأخضر وقطب المعارضة على الأقل خلال مرحلة التحضير للتشريعيات القادمة فرصة لتقزم القطب الذي ولد مع رئاسيات 2014 وتوسع بعدها.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن