دولي

القسام يطرح تساؤلات جديدة حول مصير الجنود الأسرى

قال إن الاحتلال استخدم أسهل الخيارات بالإعلان عن مقتل هؤلاء

 

أثار قيادي بارز في كتائب القسام، الجناح العسكري، لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تساؤلات جديدة ومبهمة حول جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة، وبعد مرور عامين على العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة عام 2014، ما زالت كتائب القسام تلتزم الصمت فيما يخص الجنود الأسرى، إلا أن حوارا نشرته "الجزيرة نت" لقيادي بارز في القسام، حمل العديد من التساؤلات الجديدة والتي من شأنها إعادة إثارة الملف من جديد.

ويؤكد القائد البارز في كتائب القسام أبو العطار، الذي كان أحد قادة المقاومة خلال الحرب الأخيرة على القطاع، أن جيش الاحتلال -رغم تنفيذه إجراء "هانيبال" خلال الحرب- فقد عدداً من جنوده وضباطه ولم يستطع إنقاذهم أو معرفة مصيرهم. ويسرد القائد في القسام تفاصيل عن خطف الجنود، ويكشف كيف أن جيش الاحتلال استخدم أسهل الخيارات بالإعلان عن مقتل هؤلاء الجنود، ولم يمتلك فيما بعد الشجاعة للوقوف على الحقائق التي تكشف عن عمليات أسر الجنود أو حتى مصيرهم. ويتحدث القيادي أبو العطار بالقول: "لنأخذ على سبيل المثال قضية الضابط هدار غولدين التي استخدم فيها إجراء "هانيبال"، حيث عقّد هذا الإجراء الوضع بالنسبة لمصير الضابط، واختفت آثاره تماما، وأصبح من الصعب على العدو معرفة هل هو في عداد الأحياء أم الأموات؟ ولذلك وجد نفسه مضطراً للكذب على عائلة الجندي وقال لها إنه في عداد الأموات".

ويضيف قام الاحتلال بعمل جنازة وقبر للجندي، وادعى أن المراسم جاءت وفقا لأحكام الديانة اليهودية، مع العلم أن هذه الأحكام تقول إن الدفن يتم إذا وُجد الجزء الذي لا يستطيع الإنسان الحياة بدونه من الجسم، في إشارة إلى الرأس الذي يعتبرونه مسكن الروح. وفي الحقيقة أن العدو لم يجد سوى بقع من الدم وجزءا من العتاد الشخصي للجندي، مما يضع علامة استفهام كبيرة على رواية العدو حول مصير الجندي. أما فيما يتعلق بمصير الجندي شاؤول أرون، فيوضح أبو العطار أن مجاهدي القسام استطاعوا وضع العدو أمام خيارات صعبة للغاية، فبعد أيام من فحص حطام الناقلة التي كان يستقلها مع زملائه، تبين أنه لا أثر للجندي على الإطلاق بين الأشلاء ولا الدماء.

ورغم ذلك أعلن العدو أن الجندي قتل، واختار هنا أيضاً أسهل الخيارات، فقد كان حينها مضطرا للتعامل مع معضلة أكبر وهي وقوع سلسلة القيادة في لواء النخبة "جولاني" بكاملها بين قتيل وجريح، ولكن فيما بعد لم تمتلك قيادة العدو العسكرية أو السياسية الشجاعة الأدبية الكافية للوقوف على الحقائق.

ويطرح أبو العطار تساؤلات بالقول فأين ذهب شاؤول آرون إذا لم يوجد لأشلائه أو دمائه أو سلاحه أي أثر، أم أن العبوة التي فجرت الناقلة كانت ذات قوة تدميرية تصل إلى حد أن يتبخر الجندي فلم يبق له أثر؟ وإذا كان صحيحاً فلماذا هو الوحيد الذي تبخر بين زملائه؟ ويؤكد العطار أن إلغاء الاحتلال إجراء "هانيبال" يعني اعترافا واضحا وصريحا من العدو بأن هذا الإجراء لم يعد يتماشى مع الواقع الذي فرضته المقاومة على الأرض، فبعد كل استخدام لهذا الإجراء كان يتضح أن العدو ارتكب مجازر بحق المدنيين، مما يؤكد وجهه الإجرامي البشع أمام العالم. وفي الجانب الآخر يتبين له أنه فقد من جنوده وضباطه أسرى ولم يستطع فعل شيء.. إذن من الناحية العملية لم يكن إجراء "هانيبال" سوى وصفة لارتكاب المجازر.

أمال. ص/ الوكالات

من نفس القسم دولي