الوطن
اللاجئون الأفارقة يعيشون وضع مأساوي في مواجهة الجوع والعطش بتمنراست!
بعدما تم تهجيرهم من مراكز الايواء والمساحات التي كانوا يشغلونها بسبب المواجهات الأخيرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 جولية 2016
يعيش اللاجئون الأفارقة بولاية تمنراست ظروف لا إنسانية بسبب المواجهات التي شهدتها الولاية الأسبوع الفارط بين السكان المحليين وهؤلاء اللاجئين بعد اتهامات طالت هؤلاء بتورطهم في قتل شاب من المنطقة وهو ما فجر الوضع هناك وأسفر عن واقع مؤلم وضع فيه اللاجئون الأفارقة جميهم حيث قام سكان المنطقة بتهجريهم من مراكز الايواء والمحلات التي كانوا يقطنونها ليبقي هؤلاء يواجهون الجوع والعطش دون التفاتة من السلطات العمومية.
أطلق أمس عدد من اللاجئين الأفارقة وبعض جمعيات المجتمع المدني بولاية تمنراست نداءات استغاثة للسلطات المحلية والعمومية وكذا المواطنين من أجل التدخل لإنقاذ اللاجئين الأفارقة بالولاية والذي يعشون ظروفا مزرية بعدما هجروا من المساحات والمسكان ومراكز الايواء التي كانوا يشغلونها بسبب المواجهات الأخيرة التي عرفتها المنطقة الأسبوع الفارط أين جرت اشتباكات عنيفة بين سكان محليين ومهاجرين أفارقة، أسفرت عن إصابة أكثر من 40 شخصا بجروح، بعد اعتداء مجموعة من اللاجئين على شاب من سكان الولاية ، قبل أن تتدخل قوات الأمن لفض النزاع والحد من المواجهات، ورغم أن الوضع عاد للهدوء ألا أن وضعية اللاجئين الأفرقة هناك زادت تعقيدا بعدما رفض السكان عودتهم لمراكز الايواء القريبة من الأحياء وكذا المحلات والمساكن المهجورة التي كانوا يقيمون فيها كما امتنع العديد من السكان بعد هذه الحادثة عن مد يد المساعدة لهم وهو ما خلق وضع مأساوي وجب تدخل السلطات العمومية للتنسيق مع الجمعيات وأعوان الهلال الأحمر الجزائري في الميدان لمساعدة هؤلاء اللاجئين الذين يكاد يمتون جوعا وعطشا خاصة مع الظروف المناخية القاسية التي تتميز بها الولاية، ونددت عدد من الجمعيات بالولاية بقاء السلطات المحلية مكتوفة الايدي امام وضع لا انساني كما استغربت من سكوت وزارة التضامن والحكومة عن ملف اللاجئين الذي يتجه نحو التعقيد في كل مرة بسبب الصدامات التي دائما ما تحدث بين السكان المحليين وهؤلاء اللاجئين في عدد من الولايات حيث طالبت الجمعيات الوزير الأول بالتدخل من أجل وضع استراتيجية محكمة للتكفل باللاجئين بأحسن طريقة وليس ترك الوضع كما هو عليه الأمر الذي سيظهر الجزائر في صورة غير مشرفة أمام المجتمع الدولي . من جهتها كانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان قد عبرت عن قلقها تجاه الوضع أثر حدوت الاشتباكات بين سكان ولاية تمنراست اللاجئين الموجدين على تراب الولاية وطالبت المجتمع المدني بضبط النفس واتخاذ خطوات للتهدئة وعدم تصعيد الوضع بسبب ورابط الجغرافيا والتاريخ مع الأفارقة، بل والمصير المشترك، وحذرت من سياسة التهجير القسري للرعايا الأفارقة التي تعتزم الحكومة القيام بها في الأشهر القادمة.
ودعت الرابطة المجتمع المدني ولا سيما الشباب، إلى التعقل وعدم الانجرار وراء الإشاعات ممن اسمتهم بـ "طابور خامس يحاولون إشعال المنطقة بحريق لا يعرف مداه"، مذكرة بما وقع من اشتباكات مماثلة في ولاية ورڤلة، خلال سبتمبر 2014 بين سكان حي المخادمة بورڤلة واللاجئين الأفارقة، وكذلك اشتباكات مماثلة في مارس 2016 بين سكان حي غراسة في ولاية بشار واللاجئين الأفارقة. ونبهت الرابطة الحكومة بأن الوضع لا يحتمل نتيجة البطالة التي تمر بها المناطق الجنوبية وتداعياتها على الشباب، ما يطلب من الحكومة إعداد خارطة طريق عملية لحل مشاكل المهاجرين الأفارقة من خلال توفير مقرات لائقة لجمعهم وضمان التكفل الغذائي والصحي بمساهمة كل القطاعات بما فيها لمجتمع المدني، وكذلك فتح مناصب عمل لشباب الجنوب. وطالبت الرابطة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الجزائر، بتسجيل المهاجرين الأفارقة في الجزائر، كلاجئين، وتقديم لهم مساعدات الضرورية، عوض الجلوس في مقرها وإعطاء رقم أقل من 100 لاجئ إفريقي في الجزائر، حتى أصبحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الجزائر، مثل النعامة تدفن رأسها في الرمال، متسائلة: هل يعقل أن الجزائر تستقبل أكثر من 30 ألف من المهاجرين السريين الأفارقة من مختلف الجنسيات، وفي تقارير المفوضية نجد أن هناك 50 لاجئا فقط من كوت ديفوار؟.