دولي
أي مستقبل مخيف ينتظر شبابنا؟
**القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 جولية 2016
حسب نتائج «مسح الشباب» الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني العام 2015، بلغ عدد الشباب الفلسطيني من الفئة العمرية (15 - 29 سنة) حوالي مليون وأربعمائة ألف نسمة، يشكلون ما نسبته 30% من إجمالي السكان؛ أي إنهم قوة هامة في تحديد مستقبل البلاد.
كما أشارت البيانات الى أن 37% من الشباب ملتحقون حالياً بالتعليم، وقد بلغت نسبة الذين أنهوا مرحلة التعليم الجامعي «بكالوريوس فأعلى» 13% من إجمالي الشباب من هذه الفئة. وأفاد 39% من الحاصلين على مؤهل علمي «دبلوم متوسط فأعلى» أنهم عاطلون عن العمل (بواقع 27% في الضفة الغربية و57% في قطاع غزة).
وأشارت النتائج الى أن 83% من الشباب العاملين يشتغلون في القطاع الخاص، مقابل 10% يعملون في مؤسسات الدولة. فيما حاول 21% من الشباب إنشاء مشاريع خاصة. كما أظهرت النتائج أن 24% من الشباب الفلسطينيين لديهم الرغبة للهجرة للخارج، (بواقع 37% في قطاع غزة مقابل 15% في الضفة الغربية.) معظمهم لأسباب اقتصادية، وتحسين ظروف المعيشة، ولعدم توفر فرص عمل في فلسطين.
وحسب دراسات ميدانية، فإن خط الفقر في فلسطين لأسرة مكونة من خمسة أفراد هو 2293 شيكل، وخط الفقر المدقع هو 1832شيكل، والمقصود بالفقر المدقع هو مستوى الاستهلاك من الحاجات الأساسية؛ المأكل والملبس والمشرب فقط. بينما في (إسرائيل) وبحسب تقارير رسمية فإن العائلة المكونة من خمسة أفراد إذا كان دخلها أقل من 9،230 شيكل تعتبر فقيرة. علما أن معدل الأسعار في إسرائيل أعلى بنسبة بسيطة مقارنة بالأراضي الفلسطينية. الحد الأدنى للأجور في إسرائيل هو 4825 شيكل، بينما في فلسطين هو 1450 شيكل، فإذا كان معدل إيجار البيت في المدن الفلسطينية بحدود الألف شيكل، ما يعني أن الأسرة الفلسطينية التي يعيلها عامل، إذا كانت تسكن بالإيجار عليها أن تمتنع عن الأكل والشرب وتكتفي بالهواء، وهو بالمجان لحسن الحظ! أهلنا في القدس وضعهم أصعب، فحسب الأرقام الرسمية الإسرائيلية: 82% من سكان القدس الشرقية يعيشون تحت خط الفقر، خاصة بعد وقف الاستيراد من الضفة في غزة الوضع كارثي، بسبب الحصار في الدول الأخرى عندما تضيق الحياة بإنسان، بإمكانه أن يتجه لورش البناء، أو للحقول، أو للعمل الحر. أما في فلسطين، فتنحسر الخيارات ماذا يعمل المزارع بعد أن صودرت أرضه ومياهه؟ وكيف سيجد العامل عملا في سوق يعاني أصلا من بطالة؟ والسوق الإسرائيلي شبه مغلق، فإسرائيل تمنح تصاريح عمل لعدد بسيط جدا من العمال وأين سيذهب أصحاب الكفاءات والطموح؟ بعد أن ضاق العالم بهم، وبدأت بعض البلدان العربية تقذف ما عندها وترجعهم إلى بلدانهم! هذه الأرقام والمعطيات مخيفة، ومحبطة ولكنها حقيقية وهي واقع نواجهه الآن، وسنواجه بجرعات مضاعفة في المستقبل على الحكومة البدء من الآن (مصيبة إذا كانت لم تبدأ بعد) بإعداد خطط إستراتيجية بعيدة المدى لمواجهة هذه المعطيات وهي مهمة تقع على عاتق المجتمع أيضا المؤسسات ومراكز الأبحاث والقطاع الخاص والمنظمات الأهلي المطلوب توجيه التعليم، وإنشاء المشاريع، والتوجه نحو التنمية المستدامة والمطلوب من المجتمع تغيير الكثير من مفاهيمه ليس شرطا أن يتخرج الجميع من الجامعات الطب والهندسة ليستا أفضل من الآداب والزراعة التعليم الجامعي ليس أفضل من التعليم المهني عمل المرأة لم يعد خيار ترفيا، صار أمرا ملحا وعلى صعيد آخر، مطلوب تغيير ثقافة المجتمع بشأن الزواج والمهور والمظاهر والتفاخر المزيف والثقافة الاستهلاكية. الشباب هم بناة المجتمع وعماده وثروته الحقيقية هذا إذا كان لدى الحكومة رؤية مستقبلية وإلا سيكون هؤلاء الشباب عبئا على المجتمع، يلتهمهم شبح البطالة والإحباط أو تتخطفهم التيارات المتطرفة، لينفجروا في وجوهنا سيما وأن نسبة غير بسيطة منهم تشعر بالسخط، والتيه، وفقدت ثقتها بالقيادة، وبالفصائل، وبالعملية السياسية، وحتى بالمستقبل
هذه ليست دعوة للإحباط؛ إنما دق لناقوس الخطر