الوطن

بلخادم يغازل السلطة ومناضلي الأفلان !!

بعض القيادات الأفلانية اعتبرت مضمون الرسالة أخويا بأبعاد وطموحات سياسية

 

 

لم يتوان الأمين العام السابق للأفلان، عبد العزيز بلخادم، في استغلال الظرف الذي يمر به معارضو القيادة الحالية للحزب العتيد والهدوء الذي يطبع عملها، بتوجيه خطاب إلى مناضلي الحزب ومن ورائه السلطة باعتبار الأفلان صمام الدولة الجزائرية، كما تأتي رسالة بلخادم في ظل موقف محتشم للأفلان من القضايا الوطنية والدولية أمام موقف الأرندي بقيادة أحمد أويحيى.

رسالة مستشار الرئيس السابق عبد العزيز بلخادم التي بعث بها إلى مناضلي الحزب، مساء أول أمس، جاءت في وقت تشهد القيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني (معارضي سعداني) انشقاق العياشي دعدوعة رفقة قياديين وبرلمانيين عن جناح بلعياط، إلى جانب صراعات بين مؤيدي سعداني وتأثيرها على استقرار الحزب ودوره في الساحة الوطنية، وهو ما طرح عدة تساؤلات عن خلفيات وأهداف الرسالة التي كان مضمونها مرتبطا بخلاف بين دعدوعة وبلعياط، في حين تراه أطراف حزبية أخرى أنه رسالة ضمنية من بلخادم إلى مناضلي الحزب قبيل الاستحقاقات القادمة، وكذا السلطة حين اعتبر الحزب ''صمام الأمان الحقيقي للدولة الجزائرية لما له من إرث تاريخي ورمزية وطنية وتجذر شعبي''.

بعض القراءات قالت إن رسالة بلخادم ''سياسية'' يراد بها التموقع، خصوصا مع التطورات التي تشهدها الساحة السياسية والتغييرات التي مست عدة مؤسسات حساسة ومؤشرات حدوث تغييرات جديدة مع الدخول الاجتماعي المقبل، ما اعتبرته ''دعوة ضمنية لطرحه بديلا لقيادة الحزب وحفظ التوازنات باعتباره مستقلا عن القيادة الموحدة وجناح سعداني وكذا الجناح الجديد''، في حين ترى أطراف أخرى أن رسالة بلخادم تريد ''بعث الأمل لدى معارضي سعداني'' على غرار العودة القوية للأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى بعد أن تمّ إبعادهما (بلخادم وأويحيى) قبيل رئاسيات سنة 2014 وبنفس الطريقة، وهاته الرسالة هي ''محاولة حثيثة'' من بلخادم لاستغلال الظرف الذي يمر به الحزب العتيد منذ ثلاث سنوات.

وعلى الصعيد الوطني، أشارت مصادر إعلامية إلى أن بلخادم يحاول العودة من الباب الواسع ومجاراة أحمد أويحيى في الساحة الوطنية، خصوصا أن أويحيى أظهر مواقف صريحة تجاه القضايا الوطنية (إنهاء مهام مدير جهاز الأمن والاستعلامات، وموقفه من أداء حكومة سلال) وكذا الدولية (العلاقات الجزائرية - الفرنسية)، وخطابه إلى الجزائريين باللغة الإنجليزية عبر مواقع التواصل الاجتماعي)، وهو ما جعل الصدى الإعلامي لمواقف الأفلان بقيادة سعداني محتشما أمام خرجات الأرندي بقيادة أويحيى.

وفي ظل هاته المؤشرات، تستبعد أطراف سياسية احتمال عودة بلخادم وأويحيى إلى رئاسة الحكومة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، بعد أن تناوبا على المنصب مرارا منذ مجيء الرئيس بوتفليقة، كما اعتبرت المصادر ذاتها تحركات أويحيى وخرجة بلخادم ''بعيدة عن أي قراءة محتملة في سياق ما يتم التحضير له لمرحلة ما بعد بوتفليقة''.

 

من نفس القسم الوطن