الوطن

صراع خصوم سعداني يطيل عمر الأزمة في الأفلان !!

تجسدت في كثرة الرسائل والتصريحات والمبادرات تلو الأخرى

 

 

 

عاد مسلسل الصراع والخلاف داخل أروقة الحزب العتيد، هذه المرّة في الجناح المناوئ للقيادة الحالية، ويكون خصوم الأمين العام الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أبطاله، وقد تجسد في كثرة المبادرات ومن أطراف عديدة، كان آخرها رسالة الأمين العام السابق للحزب العتيد، عبد العزيز بلخادم، التي اعترف فيها وأقر بوجود خلافات بين مناوئين لخصمه اللدود سعداني، دفعت به إلى حثهم على ضرورة الوحدة وتنظيم الصفوف، كما أعرب هؤلاء في تصريحات استقتها "الرائد"، منهم عن خلافاتهم التي لا يبدو أنها تحمل أفكارا ولم تستطع أن تعبر عن طروحات المناضلين، ولم تقدر على تجميعهم ضمن أفكار وبرنامج أو مشروع بديل لما يحمله الأمين العام الحالي للحزب العتيد، عمار سعداني، ما يصعب من مهمتهم وقدرتهم على إزاحته من منصبه ويجعل فرضية تنحيته متروكة للسلطة وحدها دون سواها.

واستطلعت "الرائد" آراء مختلف الأطراف فيما يظهر أن أزمة أخرى يعرفها الحزب العتيد، ولكن هذه المرة من خارج أطر مؤسساته، عكس ما كان عليه الصراع في السابق أو قبل عهد سعداني.

 

طالب خصوم سعداني بلم الشتات والوحدة

بلخادم يقر بوجود خلافات عميقة في صفوف المناوئين لسعداني وأنصاره !!

أقر الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، بوجود انشقاقات داخل القطب المعارض للقيادة الحالية التي يتزعمها عمار سعداني، وأبرق لأنصاره برسالة حثهم فيها على ضرورة الوحدة في مسعى يهدف لإبعاد الأمين العام الحالي للحزب العتيد، عمار سعداني، من منصبه. وتعتبر هذه الرسالة في نظر المتابعين للشأن العام للحزب العتيد اعترافا صريحا من قبل بلخادم بوجود حالة من الانشقاقات الواسعة داخل صفوف الحزب، قد تصعب من مهمة لمّ الشمل مستقبلا إن توسعت.

اعترف عبد العزيز بلخادم، في نداء وجهه لخصوم القيادة الحالية، بوجود حالة من التشرذم والتفرقة والاختلاف في صفوف المناوئين للقيادة الحالية للحزب سواء المناضلين أو القيادات، معتبرا أن الترابط والتعاون أصبح حتمية يقتضيها الظرف والعرف لإسقاط سعداني. وأشار بلخادم في هذا الصدد يقول: "إن المتبع لحال حزبنا، حزب جبهة التحرير الوطني، وحال مناضلينا ومناضلاتنا الشرفاء، ليؤلمه ما آل إليه من حالة التشرذم والتفرقة والاختلاف الذي لم يطل فقط عامة المناضلين وبسطائهم، وإنما طال للأسف إطارات وقيادات فرادى وجماعات"، مشيرا إلى أن "ميدان النضال لاسترجاع حزب جبهة التحرير الوطني والعمل على إعادته إلى سكته الصحيحة وعقيدته السياسية النوفمبرية، ميدان واسع وكبير لا ينبغي لبعضنا أن يستأثر به دون الآخر، وينبغي أن نسعى دائما لتكميل بعضنا البعض لسد أي ثغر يوسع باب الفتنة والتفرقة بين أبناء الحزب الواحد".

وفي إشارة واضحة للفرقاء داخل الجناح المناوئ لسعداني الذي يتزعمه من جهة عبد الرحمان بلعياط، الذي يعتبر الحليف الأول لبلخادم، والطرف الآخر الذي يتزعمه العياشي دعدوعة، قال موجها خطابه إلى هؤلاء قائلا: "نهيب بالأخوين الكريمين التسامي عن الضغائن وصغار الأمور والعمل سويا من أجل صون الوديعة وإعادة اللحمة بين أبناء الحزب الواحد والتغاضي والتجاوز كل أخ لأخيه داخل بيت الجبهة". وأضاف المتحدث يقول: "من أجل هذا فإننا لا نتصور إحقاق الحق والانتصار للمناضلين المظلومين وهذه الجبهة مشتتة بين المجاهد الوزير عبد الرحمان بلعياط والأستاذ العياشي دعدوعة في هذا الظرف بالذات الذي يتسم بالمكائد والدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد حزب الشهداء، والذي هو في المحصلة صمام الأمان الحقيقي للدولة الجزائرية لما له من إرث تاريخي ورمزية وطنية وتجذر شعبي".

وتزامنت هذه الرسالة مع البيان الذي وقعه نواب من البرلمان وقيادات في الأفلان، على رأسهم رئيس الكتلة البرلمانية سابقا، العياشي دعدوعة، وتم فيه تشكيل لجنة وطنية سميت بـ"اللجنة الوطنية لتصويب مسار الحزب"، لها التزام أساسي هو مساندة رئيس الجمهورية والسهر على تنفيذ برامجه ومخطط حكومته، وعرفت غياب اسم عبد الرحمان بلعياط من الموقعين على الرسالة، وهو ما فهم منه وجود خلاف وشرخ بين خصوم سعداني.

 خولة بوشويشي / يونس بن شلابي

 

من نفس القسم الوطن