دولي
لماذا الصمت على اتهامات رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي؟
**القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 جولية 2016
قدم رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشباك" "نداف أرغومان" تقريره إلى لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي، وهذا يعني أن تقرير رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي ليس تقريراً إعلامياً، وإنما هو تقرير أمني مسئول، يعرض صاحبه للمساءلة في حالة الكذب، فما الذي جاء في التقرير ويستحق الانتباه والقراءة والرد المسئول؟
1- رغم انخفاض العمليات التي ينفذها فلسطينيون، إلا أن الوضع في الضفة الغربية قابل للانفجار من جديد على خلفية أحداث مثل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
2- في الوقت الذي لا يشجع الرئيس عباس والسلطة العمليات، وفي الوقت الذي لا يزال متمسكاً بمفهوم التسوية مع "إسرائيل" ويعارض استخدام العنف، إلا أنه لا يندد بالعمليات.
3- بلغ عدد العمال الفلسطينيين الذين يعملون في (إسرائيل)، بصورة قانونية أو غير قانونية، 140 ألف عامل، ويعيلون حوالي ثلث الفلسطينيين في الضفة.
4- المنافسة داخل حركة فتح على خلافة عباس تدفع الكثير من قياديي فتح إلى إطلاق تصريحات متشددة ضد (إسرائيل) في محاولة لتحسين مكانتهم.
5- المعلومات التي بحوزة الشاباك تفيد بأن 40 عملية نفذت بأيدي نساء، وزعم أنه في الغالبية الساحقة من الحالات دُفعن لتنفيذ عملية على أيدي أبناء عائلاتهن من أجل التكفير عن "المس بشرف العائلة".
6- تفاخر "نداف أرغمان" بوجود تنسيق أمني وثيق مع أجهزة الأمن الفلسطينية، التي تعمل بشكل مكثف ضد نشطاء حركة حماس في الضفة الغربية، "وذلك لأن مصلحتهم تقضي بمحاربة هذه الحركة".
7- عن غزة قال: الهدوء الحالي مضلل، ورغم وجود حماس في ضائقة استراتيجية، فإن تقديرات الشاباك هي أن الجمهور في غزة لن يسعى إلى الانقلاب على حماس، رغم تزايد الانتقادات ضدها في الرأي العام بغزة.
من المؤكد أن تقرير "نداف أرغومان" يستوجب القراءة العميقة، بهدف التعرف على الواقع الفلسطيني كما يتخيله جهاز المخابرات الإسرائيلية، وهذه خطوة مهمة لإدراك آلية التعامل مع هذا الجهاز الأمني الشرير، والذي كشف عن الملاحظات التالية:
1- جمرة الانتفاضة متقدة داخل المجتمع الفلسطيني، ولن تنطفئ، وأن المحرض للمواجهة القادمة هو العدوان الإسرائيلي المتواصل والتطرف اليهودي.
2- المخابرات الإسرائيلية لم تكتفِ بما قدمه الرئيس عباس، وإنما تريد منه المزيد والمزيد من التصريحات واللقاءات التي تخدم السياسة الإسرائيلية فقط، مقابل لا شيء.
3- الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية هش، وهو يتبع بالكامل الاقتصاد الإسرائيلي، ويعتمد في بقائه على العمالة في المستوطنات الإسرائيلية، بمعنى آخر، حاجة العامل الفلسطيني لقوته اليومي دفعته لأن يكون خادماً عند الأسياد.
4- رغم ما سبق، فإن مزاج الشارع الفلسطيني مسكون بالكراهية لـ(إسرائيل)، ولكل من يتعاون معها، وفي الوقت نفسه هو عاشق لكل قائد مقاوم أكان من فتح أو غيرها.
5- التنسيق الأمني قائم ضد حركة حماس بالنص والحرف، وهذا شيء مخزٍ ومخيف، ويمزق النسيج المجتمعي، ويترك مصير البعض غامقاً وغامضاً وغريباً.
6- الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لا يفكر بالتحرك ضد حماس، رغم ما يعانيه.
7- تشويه دور المرأة الفلسطينية مهمة إسرائيلية، تعمد "نداف أرغومان" أن يشير إلى دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية في كشفها من خلال التنسيق الأمني، وهذا افتراء مضاعف على حرائر فلسطين، ولاسيما أن الشهيدات الفلسطينيات اللائي نفذن عمليات المقاومة كن مقتنعات، ووثقن ذلك على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث تحدثن عن الظلم والقهر والإرهاب الإسرائيلي، وهذا ما ورد على لسان الشهيدة أشرقت قطناني، والطفلة هديل عواد، وهديل الهشلمون، والصبية جميلة عواد، وغيرهن الكثير.
إن اتهامات رئيس جهاز المخابرات "نداف أرغومان" للمرأة الفلسطينية قد جاء منسجماً مع السياسة الإسرائيلية العامة التي شجعت الجيش الصهيوني على تعيين الإرهابي "إيال كريم" حاخاًما رئيسًا للجيش، أفتى بحق الجنود الصهاينة في اغتصاب الفلسطينيات.
لكل ما سبق، فإن تقرير رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية "نداف أرغومان" يستوجب التحقيق الوطني بكل ما جاء فيه، ويستوجب مساءلة المسئولين عن هذه الحالة المزرية، ويستوجب التفنيد العملي لأقوال الإرهابي "نداف أرغومان" من خلال تصعيد المواجهات.
فايز أبو شمالة