الوطن

تعزيزات عسكرية في الناحية السادسة استعدادا لأي طارئ

مع التحركات الدبلوماسية والمساعي السياسية لاستيعاب الوضع في دول الجوار

 

 

عرفت الناحية العسكرية السادسة بتمنراست الممتدة في أقصى الجنوب الجزائري وفي كل من ولايتي تمنراست وأدرار، تعزيزات عسكرية جديدة من طرف المصالح المشتركة، وحسب شهود عيان، فقد ربط هؤلاء هذه التعزيزات على خلفية التوتر القائم في حدودنا الجنوبية والتطورات الحاصلة في شمال مالي، ما استدعى القيام بإجراءات احترازية وزيادة اليقظة، من خلال تدعيم منظومة الدفاع في المنطقة بتدعيم المعدات العسكرية ومضاعفة عدد القوات المسلحة.

وتعرف المنطقة الجنوبية، في نظر المراقبين التي تعتبر حدودنا فيها شاسعة، تدهورا محسوسا ناتجا عن غياب الأمن في شمال مالي من جهة، ما فرض موجات نزوح كبيرة يصعب التحكم فيها ومراقبتها، خاصة أنها لا تنفصل عن الجانب الإنساني من جهة أخرى، وتغلغل التنظيمات الإرهابية التي تحاول التسلل إلى الجزائر عبر ركوب هذه الحالات الإنسانية، مستفيدة أيضا من التوت الذي حصل ويحصل بين الأفارقة المهاجرين غير الشرعيين وسكان المنطقة، ما اضطر المصالح المشتركة لوضع تعزيزات عسكرية جديدة في كل من الناحية العسكرية السادسة بتمنراست، خاصة في أدرار، ووصفتها مصادرنا بـ"غير المسبوقة"، على خلفية الأحداث التي عاشتها تمنراست بين الأفارقة المهاجرين غير الشرعيين وسكان المنطقة تخوفا من أي مناوشات جديدة بين الطرفين.

ورغم هذا الاستعداد المتزامن مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الجزائر من أجل إحلال السلم والأمن وتوفير بيئة محلية تمكن الأطراف المتنازعة، خاصة في مالي، من أجل تمكين اتفاق السلم والمصالحة الذي تعتبر الجزائر إحدى الدول المرافقة له من جهة، والداعم الأكبر من أجل استئناف مسار التنمية والإغاثة الإنسانية التي من شأنها أن تبقي سكان المنطقة في مواقعهم.

وتأتي هذه الإجراءات أيضا في مرحلة ستشهد استمرار الحوار بين مختلف الأطراف المالية من أجل إيجاد حل لقضية الأزواد حيث من المتوقع أن يجتمعوا الأحد القادم في النيجر، وبعدها ستستقبل الجزائر اجتماعا آخر رغم استمرار مناورات المخزن ورغبته في تعطيل مسارات الحل، بعدما لعب بورقة بلال آغ شريف الذي حاول تجميع بعض مكونات الأزواد بالمغرب وفتح المجال له للتدخل، رغم أن الشقيقة المغرب ليست لها علاقة جغرافية بمالي.

خولة. ب

 

من نفس القسم الوطن