الوطن

الحكومة تبذل مساعي "متأخرة" للانفتاح الاقتصادي على القارة الإفريقية!

تحاول تعزيز التبادل التجاري وخلق استثمارات منتجة في ظرف مالي اقتصادي صعب لدى الطرفين

 

 

كمال ديب: نجاح التواجد الاقتصادي الجزائري في إفريقيا مرهون باستثمارات ضخمة لا تستطيع الخزينة تغطيتها 

 

لا يزال صانعو القرار في الجزائر يبحثون عن مخرج للأزمة التي يعرفها الاقتصاد الوطني فبعد التسهيلات التي منحت من أجل تشجيع الاستثمار الأجنبي وتحسين مناخه تتوجه الأنظار للقارة الإفريقية حيث رفعت الحكومة حديثا شعار الانفتاح الاقتصادي على إفريقيا، ودعت رجال الأعمال والمصدرين المحليين للتصدير نحو إفريقيا، وتنويع التبادل التجاري مع بلدان القارة لتعويض الشح الحاصل في إيرادات النفط المتذبذبة وترقية الصادرات خارج المحروقات، كما رجح وزراء في الحكومة توجه الجزائر نحو الاستدانة من صناديق أفريقية ليبقي الاشكال المطروح هل بإمكان دول القارة الأفريقية التي تعاني اغلبها من أزمات أمنية سياسة واقتصادية أن تكون مصدراً للعملة الصعبة للاقتصاد الوطني؟؟.

تتجه الجزائر وتماشيا مع الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، بعد تراجع إيرادات الدولة المالية من عائدات البترول، لتعزيز الاستثمارات في القارة الأفريقية وإطلاق أسواق تجارية ناشئة جديدة بدول الساحل ووسط إفريقيا على غرار، الكاميرون، كوت ديفوار، والسنغال، لتفتح بذلك المجال للمصنع الجزائري لتسويق وترويج منتجاته ببلدان إفريقيا، حيث يأتي توجه الجزائر لفتح أسواق استثمارية بدول إفريقيا الوسطى والساحل، تجسيدا للمخطط الجديد الذي توجهت إليه الحكومة في الفترة الأخيرة من خلال سعيها الخروج "مبدئيا" من الاعتماد على إيرادات المحروقات كمصدر أول لإيرادات الدولة المالية، وفي تمويل مشاريعها الاقتصادية، بالتركيز أكثر على القطاع الصناعي كونه المساهم الفعال في خلق الثروة وتنمية الصادرات خارج المحروقات، وعملها على تعزيز البنية التحتية والصناعية للمؤسسات الجزائرية داخل وخارج الوطن.

ومن المنتظر ان يتضح هذا المسعي أكثر بعد انعقاد اللقاء الاقتصادي الجزائر-إفريقيا إلى 3 ديسمبر القادم  بمشاركة رجال أعمال من عدة دول إفريقية مما سيسمح باستكشاف فرصا جديدا في الشراكة الاقتصادية لا سميا الصناعية"، وقد تم في هذا الصدد تنصيب لجنة تحضيرية لهذا اللقاء تتكون من ممثلي وزارات الشؤون الخارجية والصناعة والتجارة، وسيتم لاحقا توسيعها لتشمل قطاعات أخرى معنية بشكل مباشر أو غير مباشر باللقاء وإلى القطاعين الخاص والعام. 

كمال ديب: نجاح التواجد الاقتصادي الجزائري في إفريقيا مرهون باستثمارات ضخمة لا تستطيع الخزينة تغطيتها 

وفي هذا الصدد أشار أمس الخبير الاقتصادي كمال ديب في تصريح لـ"الرائد" أن الجزائر تأخرت كثيرا في الاستثمار في إفريقيا واي مساعي الأن تعتبر مساعي فاشلة كون الواقع المالي الذي يعشيه الاقتصاد الوطني لن يسمح بأية خطوات حقيقية في اطار تعزيز التواجد الاقتصادي في دول أفريقيا مشيرا أنه من غير المعقول أن دول مثل دول الخليج فرضت وجدها في القارة الأفريقية منذ زمن ونحن كدولة ننتمي لهذه القارة لم نفكر حتي الان لولوج السوق الأفريقية، وقال ديب أن نجاح التواجد الاقتصادي الجزائري في أفريقيا مرهون باستثمارات حقيقية ومشاريع ضخمة وليس مجرد تبادل للسلع مشيرا أن هذه الاستثمارات تحتاج لميزانيات ضخمة لن تستطيع الخزينة العمومية تغطيتها ولا البنوك المؤسسات المالية، وعن الخيار والحل الذي طرحه أمس الأول وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة عندما اكد قائلاً أن استثمارات الجزائر في القارة السوداء ليست مرتكزة على البحبوحة المالية، فبإمكانها حسبه، اللجوء إلى دول صديقة لتمويل مشاريع وفق طرق شراكة ثلاثية، أي صفقات بين الجزائر والدولة الإفريقية ودولة ثالثة تدخل برأس المال، كما يمكن حسبه الاعتماد في مجال التمويل على مؤسسات وصناديق مالية إفريقية، أوضح ديب أن الأمر ليس بالسهل خاصة فيما تعلق بإيجاد التمويل والطرف الذي يقبل ان يكون ممول فقط مشيرا أن هذه الشراكات صعبة ومعقدة ونتائجها غير مضمونة وحتي وأن نجحت فأن اثراها تكون بعيدة المدي.

وأبدي ديب استغرابه من تصريحات وزراء حكومة سلال الذين أبدوا نية الجزائر في الاستدانة من صناديق مالية افريقية مشيرا صحيح الشروط التي تفرضها البلدان الإفريقية في القروض تعد مخففة بالمقارنة مع صندوق النقد الدولي او دول كبير مثل أمريكا وفرنسا ألا أن الاشكال يبقي موجود في أي هذه الدول التي يمكنها منح مثل هكذا قروض ونحن نعلم جيدا الازمات السياسة والأمنية والمجاعات التي تعيشها دول إفريقيا وهشاشة الوضع الاقتصادي هناك لدرجة أن الحكومة مسحت ديون بعض الدول السنوات الأخيرة، مشيرا أن التوجهات التي تخطوها الجزائر نحو إفريقيا يجب أن تكون مدروسة دون التسرع والوقوع في الأخطاء السابقة.

 س. زموش

من نفس القسم الوطن