الوطن

إبراهيم غالي رئيسا جديدا للصحراء الغربية !!

يعتبر رابع أمين عام وأحد مؤسسي النضال الصحراوي سلما وحربا

 

 

حسم، أمس، الصحراويون مسألة اختيار خليفة الرئيس الراحل محمد عبد العزيز بانتخاب إبراهيم غالي كرابع أمين عام لجبهة البوليساريو ورئيسا للجمهورية الصحراوية، بعد فوزه بأكثر من ثلثي أصوات المشاركين بنسبة 93.19 بالمائة، رغم أن إبراهيم غالي كان المرشح الوحيد، إلا أن المؤتمر الرابع عشر حرص على تثمين مبدأ الانتخاب على التزكية، كرسالة من المؤتمرين أكدوا من خلالها تمسكهم بالمبدأ الديمقراطي وحرية الاختيار، حيث ومنذ المؤتمر العاشر الذي عقد في 1999 وإلى غاية المؤتمر الـ 12 الذي عقد في 2007، دأبت لجنة الانتخابات على تقديم أكثر من مرشح لمنصب الأمين العام بشكل وجوبي بعد تعديل القانون الأساسي في المؤتمر10 والذي أصبح يفرض تعدد المرشحين.

اختيار إبراهيم غالي، وهو ابن مدينة السمارة ومن مواليد 16 أوت 1949، يعد أمرا غير مفاجئ للمتابعين للشأن الصحراوي، فالرجل يعد أحد مؤسسي النضال الصحراوي وأحد القيادات العارفة بتاريخ القضية الصحراوية ومساراتها المختلفة وأسرار الجبهة سلما وحربا ومفاوضات، كما أنه من الإطارات التي تدرجت في أهم المهام الحساسة في تنظيم جبهة البوليساريو، حيث شغل منصب وزير للدفاع في الجمهورية الصحراوية لأزيد من عشرين سنة (بين 1976 إلى غاية سنة 1997)، كما أنه شغل منصب أول أمين عام للبوليساريو في مؤتمرها التأسيسي الذي انعقد في 10 ماي 1973 وسبق له أن فاوض الملك المغربي الراحل الحسن الثاني والوفد المغربي سنة 1996، بالإضافة إلى شعبيته المتزايدة في المخيمات، حيث قضى سنوات سفيرا للبوليساريو في الجزائر العاصمة منذ سنة 2008 إلى غاية بداية 2014، كما شغل قبلها سفيرا في مدريد بإسبانيا منذ سنة 1999 حيث استطاع أن يؤمن تأييد المجتمع المدني الإسباني لنضال الشعب الصحراوي وقضيته العادلة.

اختيار غالي في هذه المرحلة الحساسة تفرض عليه أولويات أساسية، أهمها تقوية الجبهة الداخلية من خلال تجميع الشعب الصحراوي ونخبه المتعددة، واستيعاب الشباب الذي أصبح يطالب بتحرك على أكثر من جبهة، كما أن الرئيس الجديد مطالب أيضا بتقوية المؤسسات بما فيها الجيش كأهم خلفية لوجيستية ومعنوية للشعب الصحراوي تمكنه من فرض أوراقه في الصراع مع المحتل المغربي.

الرصيد النضالي التاريخي للرئيس إبراهيم غالي يساعده على استمرار وحدة القيادة، كما يمكنه من الاستمرار في نهج الفقيد محمد عبد العزيز من خلال الدعم وعلاقاته المتميزة مع دول الجوار والدول الداعمة لنضال الشعب الصحراوي وكذلك المجتمع المدني في مختلف نقاط العالم.

اختيار إبراهيم غالي يأتي أيضا في فترة تحول للمنظمة الأممية وصراعها مع المغرب، خاصة بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، للأراضي المحررة في مارس الماضي، ويفتح له آفاقا جديدة في علاقة تسريع المداولات على مستوى المؤسسات الأممية بما فيها مجلس الأمن الذي أصبح محرجا أمام التأخر الكبير المسجل في تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير.

من جهتها، القوى الداعمة للشعب الصحراوي دولا وأحزابا وشخصيات ستجد نفسها في راحة من أمرها لأنها تتعامل مع وجه معروف وموثوق في نضاله، وربما من الشخصيات الأكثر ثباتا ومعرفة بأسرار ونضالات القضية الصحراوية، وهو ما يزيد من حجم دعمها وإصرارها على الاستمرار في تقديم كل ما من شأنه تمكين الشعب الصحراوي من نيل حقوقه.

خالد. ش

من نفس القسم الوطن