دولي

الخليل ... في مواجهة الحصار والاستيطان

**القلم الفلسطيني

 

تواجه اليوم مدينة الخليل سياسات وجرائم الاحتلال العنصرية، والحصار الشامل المشدد على المدينة الباسلة، وهي تسطر أسمى ملاحم الصمود والتحدي في وجه العدو الصهيوني، وتقف الخليل بكل قوة وصلابة في وجه جرائم الاحتلال النازية. وقد ضربت خليل الرحمن نموذجا أسطوريا في دعم ومساندة انتفاضة القدس، وقدمت الدماء والأرواح رخيصة في سبيل الله ومن أجل الدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني ووطننا المحتل، وقد جاءت عملية الخليل البطولية الأخيرة مدادا لسلسلة العمليات البطولية السابقة من أجل بقاء جذوة انتفاضة القدس مشتعلة واستمرارا لتضحيات الخليل في مواجهة جرائم الاحتلال بحقنا. وقد مثلت مدينة خليل الرحمن منذ بدء انتفاضة القدس المباركة في أكتوبر 2015 مداد الانتفاضة ووقودها الدائم، وأرهقت عملية الخليل البطولية الأخيرة حسابات الصهاينة، فيما أصبح مسؤولو جهاز (الشاباك) الإسرائيلي يعيشون في هوس أمني كبير وقلق دائم مصدره الخليل؛ ويحسب العدو الصهيوني ألف حساب للخليل ورجالها، لذلك تم وضع الخليل تحت السيطرة الأمنية (الإسرائيلية) الكاملة، وفرض الطوق الأمني المشدد على بلدات الخليل، ووضع العشرات من الحواجز في شوارع وطرقات الخليل. إن مدينة الخليل الدعم والسند لانتفاضة القدس تصدرت قوائم الشهداء والمعتقلين خلال الانتفاضة الأخيرة، حيث قدمت الخليل أكثر من 60 شهيدا كما اعتقلت سلطات الاحتلال أكثر من (500) فلسطيني من الخليل منذ بداية الانتفاضة، فيما تنفذ باستمرار القوات الخاصة عمليات اقتحام ومداهمة لمنازل الخليل لاعتقال المقاومين. إن الخليل تواجه هذه الأيام حصارا كبيرا وفرض طوق أمني شامل، كما صدر عن مجلس الوزراء الصهيوني المصغر (الكابينت) جملة قرارات عسكرية وأمنية صارمة بحق الخليل تهدف إلى تشديد القبضة الأمنية ومواصلة ملاحقة المقاومين وأهالي الخليل حيث قامت سلطات الاحتلال بعزل بلدة بني نعيم شرق الخليل عزلا تاما وإغلاق كافة مداخلها الرئيسية، كما قررت سلطات الاحتلال سحب كافة التصاريح الممنوحة للمواطنين الذين تسمح لهم بالدخول للعمل في الكيان، كما قامت قوات الاحتلال بوضع مكعبات اسمنتية وحواجز على مداخل بلدات الخليل منها سعير وحلحول والظاهرية وبيت أمر ومخيم العروب، وتم إغلاق المدخل الرئيسي لبلدة بيت أمر بالبوابة الحديدية، وقامت سلطات الاحتلال بإغلاق مدخل الخليل الظاهرية كما أغلقت مدخل بلدة الظاهرية والسموع ومدخل دورا مخيم الفوار. إن الخليل تواجه بصدر مفتوح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، وقد ردت سريعا على قيام جنود الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق الرصاص صوب الفتاة الفلسطينية سارة طرايرة من بلدة بني نعيم بالخيل وإعدامها بدم بارد. كما تواجه الخليل غول الاستيطان وسرقة الأراضي، حيث صادقت حكومة (نتنياهو) الفاشية على طرح عطاءات لبناء 42 وحدة استيطانية بمستوطنة (كريات أربع) كما سيتم الشروع في هدم المنازل التي شيدت بدون ترخيص في الضفة المحتلة، فيما أعلن وزير الحرب الصهيوني (ليبرمان) جملة الإجراءات العسكرية المشددة التي تقضي بفرض طوق أمني على أكثر من 700 ألف فلسطيني في الخليل وممارسة الإرهاب بحقهم ومنعهم من حقوقهم الأساسية في التنقل والحركة والعيش الكريم.

وأخيرا سطرت الخليل على خارطة الوطن الجريح أسمى ملاحم الصمود والفداء والتحدي، وهي تواجه وحدها جبروت الاحتلال، وتقدم كل يوم نموذجا في التضحية والفداء ومقارعة الأعداء، والخليل تمثل القلب النابض لانتفاضة القدس، والقلب النابض للمقاومة الباسلة في الضفة المحتلة، بل إن الخليل غيرت حسابات العدو الصهيوني، وجعلته يعيش الخوف والرعب الدائم من رجالات وشيوخ الخليل.

 

غسان الشامي

 

من نفس القسم دولي