الوطن

الجزائريون يصومون يومي العيد بسبب خرق التجار لنظام المداومة!

لا خبز ولا حليب وأزمة نقل حادة تفرض حظرا للتجوال

 

ضرب عدد من التجار طيلة الـ 72 ساعة الأخيرة نظام المداومة الذي أقرته وزارة التجارة عرض الحائط فمرة أخري وكلل سنة عاش الجزائريون خلال يومي العيد كابوس البحث عن المواد الغذائية الضرورية، وعرفت مختلف ولايات الوطن، أزمة في التموين بمختلف السلع إضافة إلى أزمة حادة في الخبز والحليب، في ظل عزوف أغلب التجار والخبازين وبائعي الخضر والفواكه عن فتح محلاتهم، فيما فرض الناقلون الخواص على المواطنين حظرا للتجوال.

لم يحد عيد فطر هذه السنة عن القاعدة التي يجسدها التجار كل سنة والتي تجوع الجزائريين من خلال غلق المحلات وعدم الامتثال لنظام المداومة حيث أوصدت غالبية المحلات التجارية أبوابها وغاب معها النشاط التجاري طيلة أيام عطلة عيد الاستقلال وعيد الفطر رغم التطمينات التي أطلقتها وزارة التجارة ونظام المداومة الذي تمد تمديده هذه السنة لأربعة أيام كاملة بالإضافة إلى رفع عدد التجار المداومين والتذكير بالعقوبات التي تلحق اؤلاءك المخالفين.  وقد عاش سكان الأحياء بالعاصمة أزمة حقيقية في التزود بالمواد الضرورية على غرار الخبز والحليب والخضر والفواكه، وأغلق غالبية التجار محلاتهم، ما جعل طوابير طويلة تتشكل بمحاذاة القلة القليلة من المخابز والدكاكين التي التزمت بنظام المداومة. ففي بلدية الجزائر الوسطي، رفض غالبية التجار فتح أبواب محلاتهم، ما جعل سكان الأحياء يدخلون في رحلة بحث عن مادتي الحليب والخبر. نفس المظاهر عرفتها بلديات بئر خادم، عين النعجة باش جراح الحراش براقي والكاليتوس، حيث رفض التجار فتح محلاتهم. وتكررت مظاهر الطوابير الطويلة بالقرب من المخابز القليلة التي التزمت بنظام المداومة، رغم عجزها عن تلبية الطلبات المتزايدة من مادة الخبز أما فولايات أخري فقد بدأت أزمة الخبز في اليومين الأخيرين لشهر رمضان، عندما بدأ ينفد في الصباح من المخابز والمتاجر وكذا الأرصفة. وقد بلغ سعر الرغيف العادي، في اليوم الأخير من رمضان، 50 دينارا، وحتى أنواع الخبز التقليدية التي كانت تملأ الأرصفة ومحيطات الأسواق طيلة شهر الصيام اختفت هي الأخرى، ولم تتحرك أية جهة لحمل الخبازين على فتح محلاتهم. وبرر الخبازون أسباب توقفهم عن العمل بالظروف الإنسانية التي فرضت تمكين مستخدميهم من الركون إلى الراحة بعد شهر شاق مع حرارة الجو و''لهيب الأفران''، إضافة إلى المعاناة مع الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي صعبت من مهامهم، وهو ما لا يتفق عليه المواطنون الذين يرون أن أصحاب المخابز هم السبب الأساسي في أزمة الخبز، لكونهم يفضلون تموين تجار الأرصفة بكميات كبيرة من هذه المادة ليغلقوا محلاتهم باكرا. ويضيفون أنه ''من المفروض أن عرض الخبز في الرصيف ممنوع، مثله مثل مشتقات الحليب وغيرها، إلا أنه لا أحد تحرك ومنع عرضه للبيع. وما دام الأمر وصل إلى حد ''الأزمة''، يقتضي الأمر من مصالح الدولة أن تستأصل أسباب الظاهرة بمنع الخبازين من تموين تجار الرصيف، وهذا ليس بالأمر الصعب''. ولم تمس الأزمة الخبز وحده، حيث اختفى الحليب واللحوم الحمراء والبيضاء والخضر. ولم يبق في المحلات سوى المشروبات الغازية والعصائر، في حين حافظت الأرصفة على ديكورها الصيفي بأكوام البطيخ الأصفر والأخضر، دون الحديث عن أزمة النقل الحادة التي عكرت مزاج المواطنين في يوم العيد، حيث عوض ''الكلوندستان'' سيارات الأجرة وحافلات النقل الجماعي بفعل رفض غالبية الناقلين الخواص العمل طيلة يومي العيد رغم تطمينات منظمة الناقلين، كما شهدت محطات البنزين التابعة لمحطة نفطال طوابير طويلة منذ الساعات الباكرة من أول يوم للعيد على غرار محطة ديدوش مراد والخروبة وشراقة، قصد تعبئة خزانات السيارات. 

س. زموش

من نفس القسم الوطن