الوطن

"العيد" يقضي على ما تبقى من القدرة الشرائية للجزائريين ؟!

مضاربون يستغلون الفرصة ويرفعون أسعار الخضر والفواكه ومستلزمات الحلويات

 

 

لم تشفع أواخر شهر رمضان وحلول عيد الفطر المبارك للجزائريين لدي المضاربين ومافيا الأسعار الذين لا استغلوا فرصة شهر رمضان من أجل تحقيق الربح السريع ويستغلون الأن "العيد والعواشير" من أجل جلد المواطنين وإلهاب جيوبهم بأسعار خيالة مست كل المواد التي لها علاقة بإحياء عيد الفطر.

عادت أسعار الخضر والفواكه وباقي المواد الاستهلاكية لترتفع مجددا بعد فترة استقرار عرفتها خلال منتصف شهر رمضان وعلى رأس هذه المواد تلك التي لها علاقة بصنع حلويات العيد حيث بلغت أسعار هذه اللوازم مستويات غير معقولة ومبالغ فيها لحد بعيد مقارنة بالأسعار التي كانت متداولة السنة الماضية بالإضافة إلى أسعار الملابس الجاهزة التي شهدت هي الأخرى لهيبا في الأسعار حرم العديد من العائلات من اقتناء كسوة لأبنائهم 

أسعار لوازم الحلويات ترتفع بـ20 بالمائة

عرفت أسعار مواد إعداد الحلويات ارتفاعا محسوسا اليومين الأخيرين اللذان يسبقان عيد الفطر المبارك، حيث قفز سعر الفرينة إلى 75 دج للكيلوغرام الواحد، فيما عرفت أسعار اللوز قفزة نوعية بزيادة قدرت بنحو 400 دج، وتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من الفول السوداني 350دج، فيما كان لا يتعدى 280 دج في الأيام التي سبقت الشهر الفضيل.  واصطدم عديد المواطنين بالتهاب أسعار مواد إعداد الحلويات قبيل عيد الفطر المبارك، الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام قلائل، حيث شهدت معظم مواد تحضير الحلويات زيادات قدرت نسبتها بنحو 20 بالمائة مقارنة بالأيام السابقة وهو ما وقفت عليه "الرائد" في جولة استطلاعية حيث عرفت أسعار بعض المواد ارتفاعا ملحوظا. وفي هذا الإطار أكد أمس رئيس الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين صالح صويلح في أتصال هاتفي مع "الرائد"  أن هذه الفترة شهدت ارتفاعا في أسعار المنتوجات التي تخص إعداد حلويات العيد بنسبة قدرت بنحو 20 بالمائة، نظرا لزيادة الطلب عليها عدا المواد المدعمة أو المقننة، وأكد  المتحدث ذاته أن نفس القاعدة التي سيرت أسعار الخضر والفواكه خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان تسير الان أسعار لوازم الحلويات فالأقبال الكثيف والتهافت من طرف ربات البيوت ضاعف الأسعار من جهة أخري فان أغلب المواد التي تستعمل في تحضير الحلويات يضيف صويلح مستوردة على غرار المكسرات في مقدمتها اللوز الذي يعتبر منتوجه قليلا جدا وفي ظل زيادة الطلب عليه ارتفع سعره بنحو 1000 دج خلال ستة أشهر وهو أمر لا علاقة للتجار به.

أسواق الخضر والفواكه خالية على عروشها والأسعار نار 

من جهتها عاودت أسعار الخضر وخاصة الفواكه لترتفع مجددا بعد فترة استقرار شهدناها خلال منتصف الشهر الكريم في حين يبقي اقتناء هذه المواد سباق مع عقارب الساعة إذ ومع اقتراب العيد تفرغ الأسواق ولا يجد المواطن ما يقتنيه ولو بأسعار خيالية، وهو ما يولد كثرة طلب خلال اليومين اللذان يسبقان العيد وبالتالي وكما هو معروف فان كثرة الطلب تعني رفع الأسعار من طرف المضاربين الذين يستغلون الفرصة  ليباع الجزر واللفت الذابل بأسعار تفوق ال150 دج، أما الفواكه فهي تلقي الأقبال خلال يومي العيد خاصة بالنسبة للأسر التي تزور عائلاتها ومع قلة المحلات المداومة التي توفر الخضر والفواكه نجد الأسعار خيالية وهو نفس الحال الذي ينطبق على الحلويات الجاهزة التي يكثر عليها الطلب خلال يومي العيد.

رغم تراجع الطلب أسعار الملابس تحافظ على مستوياتها المرتفعة 

من جانب آخر وان تحدثنا عن أسعار ملابس العيد فحدث ولا حرج حيث عرفت هذه الأخيرة ارتفاعا جنونيا في الأسعار رغم انخفاض الاقبال اليوم الأخير من شهر رمضان كون أغلب العائلات اقتنوا ملابس العيد قبل رمضان وفي منتصف الشهر الكريم إلا أن الأسعار المرتفعة بقيت على حالها. خصوصا الملابس المستوردة، وملابس الأطفال حيث يتراوح سعر الأحذية ما بين 2500 دينار و4000 دينار فما فوق، أي على حسب النوعية وجودة الحذاء، في حين وصل سعر فساتين الفتيات إلى مليون سنتيم وسراويل الجينز ما بين 2500 دينار و4000 دينار، كما وصل سعر طقم ملابس الرضّع والأطفال الذي لا يتجاوزون سن الأربع سنوات إلى 7000 دينار. وقد عبرت العديد من العائلات عن تذمرهم الشديد من الأسعار المرتفعة لملابس الأطفال، التي حان دورها لاستنزاف جيوبهم بعد الارتفاع الذي شهدته أسعار المواد الغذائية في الأيام الأولى من شهر رمضان، حيث وجد أرباب العائلات انفسهم ما بين نارين نار غلاء الخضر والفواكه أولي أيام رمضان ونار غلاء أسعار ملابس العيد خاصة لذوي الدخل المحدود وتقف بعض العائلات الفقيرة والمعوزة موقف المتفرج، مع إلحاح الأولاد على ضرورة إحياء تقليد شراء كسوة العيد كل عام، ليبقى رب العائلة في حيرة من أمره وفي وضع لا يحسد عليه، اين تفوق تكاليف ملابس العيد لأسرة لديها 3 أولاد 4 ملايين سنتيم وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف الاجر القاعدي.  

س. زموش

من نفس القسم الوطن