دولي

المقاومة تتفوق أخلاقياً في الصراع

**القلم الفلسطيني

 

 

 

 

 في اليوم نفسه الذي قتل فيه الاحتلال أمّاً حاملاً ومسناً، نفّذ المقاومون الفلسطينيون في الخليل عملية نوعية تجنبوا فيها قتل الأطفال اليهود الموجودين، في انتصار أخلاقي جديد تحققه المقاومة. التقرير التالي يرصد أهم العمليات التي تجنبت فيها المقاومة قتل الأطفال خلال أقل من عام واحد. عملية مستوطنة "عتنائيل" في الأول جويلية 2016 أطلق مقاومون النار بكثافة تجاه سيارة صهيونية كانت تسير على طريق رقم "60" بالقرب من مستوطنة "عتنائيل" المقامة على أراضي بلدة "السموع"، جنوب مدينة الخليل، ما أدى لمقتل مستوطن وإصابة ثلاثة آخرين بجراح بالغة. وقال الصحافي نير دبوري في القناة الصهيونية الثانية، إن المنفذين تجنبوا قتل الأطفال مرة أخرى، ولم يطلقوا النار باتجاههم حيث كانوا يجلسون في المقاعد الخلفية للسيارة. عملية اقتحام مستوطنة "عتنائيل" في شهر كانون الثاني/يناير 2016 نفذ مقاوم فلسطيني عملية طعن داخل مستوطنة "عتنائيل"، وقتل خلالها مستوطنة، في عملية اعترف الاحتلال بأنها نوعية. منفذ العملية اقتحم منزلاً داخل المستوطنة، وقتل مستوطِنة في الثلاثينات من العمر، وقالت المواقع الإسرائيلية وقتها إن ثلاثة أطفال كانوا في المنزل عند اقتحامه لكن الفدائي امتنع عن قتلهم قبل أن ينسحب بهدوء. عملية "إيتمار" في الأول من أكتوبر 2015 قام مقاومون بمهاجمة سيارة للمستوطنين عند مستوطنة "إيتمار" القريبة من نابلس، فقتلوا ضابطاً كبيراً وزوجته، وحين فتحوا أبواب السيارة رأوا أربعة أطفال، فتركوهم دون أذى. وحين سأل القاضي "الإسرائيلي" المتهم الرئيسي يحيى الحاج محمد، لماذا لم تقتلهم، أجاب "أولاً الإسلام يحرم قتل الأطفال، وطبيعتي لا تسمح لي بقتل الرضع والأطفال أو حتى المس بهم". عملية القدس في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2015 هاجم المجاهدان بلال غنام وبهاء عليان مستوطنين في القدس، فقتلوا ثلاثة منهم. ويقول غانم: "لقد قمنا بإنزال مجموعة من الأطفال (من الباص)، وكبار السن، قبل الشروع في تنفيذ العملية"، مشيرًا إلى أن "هذا الفعل من قبلنا، جاء لقناعتنا بعدالة قضيتنا، وعدم سعينا لسفك الدماء، إلا وفق قواعد الشرع والمقاومة الحضارية". وأوضح غانم أن "الأمن الإسرائيلي رفض أن يضمن لائحة الاتهام هذه الزاوية، كي لا يظهر قتال الفلسطينيين القائم على البعد الحضاري في مواجهة الاحتلال". عملية الخليل في تموز/يوليو 2015 قام مقاوم فلسطيني في الخليل بإطلاق النار على سيارة للمستوطنين، فقُتل المستوطن الحاخام يعقوب ليتمان وزوجته. وأكدت وسائل الإعلام العبرية، وشهادة الأطفال الموجودين أن منفذ عملية الخليل فتح سيارة المستوطنين، لكنه امتنع عن المساس بالأطفال الذين كان عددهم خمسة أطفال. وبينت شهادة أدلى بها صهر المستوطن الذي قتل في العملية للإذاعة العبرية، أن المهاجم فتح باب السيارة من الخلف حيث كان يجلس الأطفال وحين نظر إليهم، صرخ أحد الأطفال (الطفلة مورياه البالغة 12 عاما) بكلمة لا، حين شاهدته ينظر إليها، فلم يطلق عليها أو على الأطفال الآخرين النار وانسحب. ألون بن دافييد" المراسل العسكري للقناة العبرية العاشرة قال: "إن منفذ الهجوم اقترب من السيارة، وقتل الزوجين ولم يقتل الأطفال، وهذا ما يفسر بقاءهم أحياء، مضيفًا إنها بمثابة رسالة تعبر عن إنسانيتهم وأنهم ليسوا حيوانات، وأنهم لا يقتلون الأطفال مثلما فعل المستوطنون في دوما مع عائلة دوابشة".

 أحمد الحاج 

من نفس القسم دولي