دولي

رد سريع وموجع للمقاومة

 

 

كعادة المقاومة الفلسطينية الباسلة؛ لم تتأخر كثيرا في الرد السريع والموجع على تصفية وقتل أم فلسطينية وجنينها، ومسن على حاجز قلنديا، فضربت في وضح النهار، وأوجعت الاحتلال، وقتلت مستوطنين اثنين في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان على طريق رقم "60" بالقرب من مستوطنة "عنتائيل" المقامة على أراضي بلدة "السموع"، قرب الخليل. في كل مرة تفاجئنا المقاومة الفلسطينية بقدرتها الكبيرة على التخطيط والتنفيذ خاصة في ظل ظروف صعبة ومعقدة وخطيرة جدا، كما أنها تتعلم بسرعة من أخطائها ولا تكررها، وهذا هو الطريق الصحيح للرد على الاحتلال وتحقيق النصر عليه؛ بأن تستقي المقاومة العبر من كل عملية، ولا تكرر أخطاءها، وتترك الاحتلال يتخبط في ردوده بعد كل عملية. بعد العملية؛ سارع "الكابينت" للدعوة لعقد اجتماع لبحث الرد على العمليات البطولية التي وقعت، وكالعادة سيسارع " ليبرمان" بالتهديد والوعيد دون أن يقدرا على تطبيق ما يهددون به، كون الثمن سيكون مرتفعا من قبل المقاومة في حالة تنفيذ تهديداتهما. لاحظ دقة وجرأة المقاومة والتخطيط السليم في تنفيذ العملية؛ حيث يقول الصحفي من دولة الاحتلال "الون بن ديفيد": "عملية إطلاق النار في الخليل صعبة وخطيرة، ومصدر إطلاق النيران من سيارة مسرعة اقتربت من سيارة المستوطنين من مسافة صفر، وأطلقت النار على المستوطن وأردته قتيلا وأصيب 4 آخرون بجراح حرجة". ولكون العملية وقعت جهارا نهارا في تحدٍّ للاحتلال؛ علق حولها المتطرف "يهودا غليك" لدى وصوله إلى منطقة العملية جنوب الخليل قائلا: "هذه العملية مرعبة وبشعة بحق مواطني دولة "اسرائيل"، مضيفا: "نجوت من عملية الخليل اليوم بأعجوبة؛ ومن أطلق النار قتل زوج أختي، وأختي أصيبت بجراح حرجة". برغم كثرة الحواجز العسكرية في الخليل، وتحويل الضفة الغربية إلى ثكنة عسكرية خاصة الخليل؛ ينجح مقاومون فلسطينيون بتنفيذ عملية بطولية في الخليل، كنوع من الرد الأولي على جريمة إعدام الشهيدين تيسير حبش على حاجز قلنديا، والشهيدة سارة طرايرة قرب الحرم الإبراهيمي بالخليل. قوات كبيرة من جيش الاحتلال تسيّر دورياتها على الشارع المذكور، كما أن هناك أبراج مراقبة وكاميرات وحراسة، عدا عن طائرات الاستطلاع والمراقبة، ولكن ذلك لم يمنع المقاومة من الضرب والانسحاب بنجاح، ولن يفيد الجيش إغلاق المكان بالكامل وفرض طوق أمني مشدد، فمن يقدم على هكذا عملية يكون مخططًا لها بشكل جيد. المقاومة نجحت بعد ساعات قليلة من استشهاد فتاة برصاص الاحتلال بزعم محاولتها طعن جنود قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل، وبعد استشهاد مسن اختناقا في مواجهات عنيفة مع الاحتلال قرب حاجز "قلنديا" الفاصل بين رام الله والقدس، بالرد وبقوة على تبجح "ليبرمان" بأنه سيوقف قطار القدس المنطلق بقوة. في استهتار واستخفاف بأرواح المواطنين الفلسطينيين؛ شهود عيان قالوا إنه تم وضع الشهيدة "سارة طرايرة"، في كيس بلاستيكي، ونقلها بسيارة إسعاف "إسرائيلية" إلى جهة غير معلومة، فيما منع جيش الاحتلال طواقم الإسعاف الفلسطينية من الاقتراب من المكان الذي تم إعدام الفتاة فيه؛ حيث زعم الاحتلال -كاذبا كعادته - أنها أشهرت سكينا، في محاولة لطعن أحد أفراد قوة حرس الحدود. ما دام يوجد احتلال؛ توجد مقاومة، ومن يظن غير هذا فهو خاطئ، والحل لوقف العلميات وإنهائها بشكل جذري -لو كان الاحتلال يعقل- هو إعطاء الفلسطينيين حقوقهم وعدم التنكر لها؛ بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؛ ولو فعلها "نتنياهو" لوفر على نفسه الكثير مما ستلحقه به المقاومة لاحقا. الفلسطيني بطبعه يحب العيش والحياة بسلام، ولا يعشق ولا يحب القتل، ولكن ماذا عساه أن يفعل ووطنه واقع تحت احتلال لا يرحم، ويقتل جنود الاحتلال الأطفال والفتيات، بشبهة وبدونها، ويهجر ويطرد المواطن الفلسطيني من أرضه؟! من يتحمل مسئولية القتل هو الاحتلال، فلو لم يكن هناك احتلال لما وجدت العمليات، وعلى المحتل أن يرحل عاجلا أو آجلا، وعندها فقط تتوقف عمليات المقاومة، وينعم الشعب الفلسطيني بحريته كبقية شعوب العالم.

د.خالد معالي 

من نفس القسم دولي