الوطن

متى يتحرك لوكال لوضع حدّ لسماسرة المال في السكوار وإعادة هيبة الدينار؟!

أسعار العملات تبقى في مستويات قياسية موازاة مع بداية موسم العطل

 

يبدو أن محافظ بنك الجزائر الجديد محمد لوكال لم يتمكن لغاية الأن من فعل شيء لكبح الارتفاع الجنوني لأسعار العملات الأجنبية مقابل التهاوي المستمر لسعر الدينار الجزائر كما لم يتمكن هذا الأخير من ضبط التداولات في سوق العملة ووضع حد للسوق الموازية التي يسيرها سماسرة المال منذ عديد السنوات مستغلين التقهقر الرهيب الذي يعاني منه الدينار الجزائري خاصة هذه الفترة أين يكثر الاقبال على شراء العملة من أجل السفر. 

لا تزال أسعار العملات الأجنبية تعرف ارتفاعا قياسيا خاصة في ظل تهاوي أسعار الدينار الجزائري حيث كشفت تداولات تجار العملة الصعبة في السوق الموازية وعلى رأسها السكوار انتعاش الأورو حيث بلغ سعر البيع لـ181.50 دينار مقابل بيع 100 أورو، في حين وصل سعر الشراء لنفس القيمة من العملة الأوروبية مستوى 18100 دينار. مع استقرار في النسب على مدار أسابيع، أما الدولار الذي يعد الطلب عليه منخفضا مقارنة بالأورو فقد بلغت أسعاره عند البيع مستوى 16600دينار مقابل 100 دولار، وعند الشراء 16500 دينار مقابل 100 دولار، في حين بلغ سعر الجنيه الإسترليني 24200 عند البيع و24000 عند الشراء رغم انخفاض أسعاره في الأسواق العالمية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي. ويعترف تجار العملة الصعبة بالسكوار أن مواصلة ارتفاع  أسعار العملات الأجنبية خاصة الجنيه الإسترليني رغم انخفاض أسعاره على مستوي الأسواق العالمية مرده أن الأسواق الجزائرية تتحكم فيها بارونات هي من تقرر أسعار العملات مقارنة بالدينار الجزائري زد إلى ذلك  الانتعاش الذي تسجله سوق العملة بسبب برنامج عطل الجزائريين وموسم الحج، الذي هو على الأبواب فحسب أغلب الباعة الذين يشتغلون في السوق السوداء فإن الارتفاع في البيع يعود بالدرجة الأولى إلى الإقبال على الشراء من طرف الجزائريين الذين برمجوا عطلهم لما بعد  عيد الفطر فتراهم يبحثون عن العملة الصعبة في أيّ مكان و يقبلون على شرائها مهما كان المقابل ما يعني أن هذا الارتفاع الكبير في أسعار العملات من شانه أن يحرم الكثير من الجزائريين من قضاء عطلتهم خارج الوطن كما قد يحرم المئات منهم من  أداء فريضة الحج ونظرا لغلاء التكاليف من جهة وارتفاع أسعار العملات الأجنبية التي يحتاجها المعتمرين والحجاج سواء،  وتختلف توقعات مسوقي العملة الصعبة في الأسواق الموازية بين من يؤكد احتمال تسجيل العملات الصعبة مزيدا من الارتفاع خلال الأيام القادمة، وذلك بسبب ارتفاع الطلب تزامنا مع موسم عطل الجزائريين، وتفضيل الآلاف منهم قضاء عطلهم السنوية في الخارج، وسيلي هذه الفترة موسم الحج وكلها مواعيد تسجل إقبال الجزائريين على صرف العملة.

وبين من يري احتمال انخفاضها على ما هي عليه الأن مردهم في ذلك عطلة الجالية الجزائرية ودخول العملة الصعبة وبعدها عيد الأضحى والدخول الاجتماعي الأمر الذي يحرك عجلة النشاط التجاري من وإلى أوروبا، لاسيما في مجال استيراد الألبسة والأدوات والسلع المدرسية. لكن بالمقابل فأن هذه الوضعية المتقلبة لحال الدينار الجزائري وسط العملات الأجنبية هذه تستدعي تدخل المسؤولين وعلى راسهم محافظ بنك الجزائر الجديد المطالب بالتحرك من أجل أنقاض قيمة الدينار التي توجد في الحضيض مع ضرورة وضع مكاتب صرف معتمدة للتقليل من جشع الباعة السماسرة والحفاظ على قدرة المواطن خاصة أنّ ما تمنحه البنوك من أورو أو عملة أخرى للمقبلين على السفر يعد قليلا وضعيفا مقابل ما تتطلبه الإقامة في الخارج من أموال ما يضطر الجزائريين للجوء إلى السوق السوداء في كل مرة.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن