دولي
المرصد (الإسرائيلي) في أفريقيا وطائرات (F-35)
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 جوان 2016
يواصل الكيان الصهيوني تعزيز قدراته الدفاعية والأمنية، والعمل على التفوق العسكري على سائر البلاد في المنطقة العربية، ويهتم بآخر وأحدث التقنيات العسكرية والتكنولوجية ويعمل على امتلاكها، وقد نظم الكيان مؤخرا المعرض التكنولوجي العسكري الأول، والذي عرض فيه أحدث الطائرات العسكرية والتقنيات التكنولوجية التي يمتلكها الكيان، وفي المقابل تحسب الدولة العبرية ألف حساب للتغيرات الدراماتيكية الميدانية التي قد تحدث بسبب الأوضاع الصعبة في سوريا واليمن ولبنان وصعوبة التنبؤ بمستقبل المنطقة بالنسبة للكيان الصهيوني. إن الهوس الأمني وعقدة الخوف المستقبلي في الكيان جعله يسعى دوما لمراقبة آخر التطورات الميدانية الحاصلة في عدد من البلاد العربية؛ لأن مثل هذه التطورات يسعى الكيان الصهيوني أن يبقى على معرفة دائمة بها والسيطرة على المعلومات الخاصة بأعمال وعمليات التحالف العربي العسكري باليمن، فيما تعتبر الكثير من الدول في القارة الأفريقية ساحة مفتوحة لاستخبارات الكيان الصهيوني، ويوجد له مراكز استخبارية تعد تقارير أمنية وعسكرية على مستوى عالٍ.
إن استخبارات الكيان الصهيوني تعد من أقوى أجهزة الاستخبارات في المنطقة؛ حيث يجند الموساد الصهيوني الآلاف من الطواقم البشرية للعمل معه في كافة الدول الأفريقية، بل يكثف نشاطه في الدول المفتوحة والتي تشهد نشاطا سياحيا كبيرا، والدول التي تحتوي في باطنها على خيرات وثروات وفيرة، ويعمل (الموساد) ليل نهار في تعقب التطورات الجارية في المنطقة العربية والأحداث الجارية في سوريا واليمن، وينقل له عملاؤها آخر التطورات الفكرية والثقافية التي نتجت عن ثورات الربيع العربي، وتخدم هذه التقارير الاستخباراتية الطاقم السياسي الإسرائيلي في إعداد الخطط اللازمة والتقارير عن المنطقة العربية، فيما يعد جهاز (الموساد) من أقوى أجهزة الدولة العبرية، وتوكل له الكثير من المهمات الاستخبارية الخارجية ومتابعة رجالات المقاومة في الخارج، وتنفيذ عمليات اغتيال لهم. يجب علينا كعرب ومسلمين التنبه لخطورة النشاط الإسرائيلي وخطورة بناء هذا المرصد لمراقبة حركة السفن والتجارة عبر منطقة باب المندب أكثر مناطق العالم استراتيجية، لأن هذا المرصد يمثل تهديدا خطيرا لسلامة وأمن المنطقة، كما يجب التنبه لامتداد خطر المخابرات الصهيونية ونشاطاتها في الكثير من الدول الأفريقية. كما استلم الكيان الصهيوني قبل أيام أحدث طائرات حربية أمريكية متطورة في العالم تحمل اسم (F-35)، حيث ستكون "إسرائيل" الدولة الأولى وربما الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك مثل هذه الطائرة التي لها قدرات فائقة -حسب التقارير الإعلامية-على الاختفاء عن شاشات الرادار، ولها قدرات على حمل عدد من الأسلحة الذكية.
إن تسليم الولايات المتحدة طائرات (F-35) يضع علامات استفهام وتعجب على الدور الأمريكي الخبيث في دعم الكيان الصهيوني، ودعم الجرائم الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، ويؤكد على سياسة الاحتضان الأمريكي للعدو الصهيوني وتقديم كل ما يحتاجه من مساعدات، حتى إن المرشحين الأمريكان يتهافتون على إرضاء "إسرائيل"، والمرشح الأمريكي الجمهوري (دونالد ترامب) لا يتوانى عن مغازلة الكيان الصهيوني، ودعم سياسات "إسرائيل" وتقديم كافة الوعودات لضمان أمن الكيان، ويشجع حكومة (نتنياهو) الفاشية على مواصلة جرائم التهويد والاستيطان بحق الأرض الفلسطينية. إذاً جهود الكيان الصهيوني المتواصلة في تطوير قدراته العسكرية والاستخباراتية، والكشف عن بناء أكبر مرصد استخباراتي في أفريقيا، واستلام عدد من الطائرات الأمريكية المتطورة، إنما يؤكد على نزعة الإجرام والنازية في الحكومة الإسرائيلية ومواصلة جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني، وتؤكد هذه التطورات على رفض الكيان الصهيوني لأية حلول تعمل على وقف الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا ومقدساتنا.
إن ما يحدث من تطورات عسكرية كبيرة في الكيان والسعي الدائم لامتلاك الترسانات العسكرية المتطورة والتفوق العسكري على دول المنطقة، هذه الأمور وغيرها تتطلب منا كفلسطينيين توحيد الجهود ورصّ الصفوف وتوحيد الكلمة والموقف الفلسطيني في مواجهة المؤامرات والدسائس الصهيونية التي تستهدف القضية الفلسطينية وتستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني.
غسان الشامي