تمكن رجال الأعمال المجتمعون في إطار مبادرة "التليطون" الذي أطلقه رئيس منتدى رؤساء المؤسسات على حداد لتشجيع القرض السندي من جمع 152 مليار دينار كقيمة سندات وعد المنخرطون ضمن الأفسيو بشرائها لتضاف هذه الكتلة النقدية لما تم جمعه سابقا بقيمة 251 مليار دينار وتكون القيمة الإجمالية لغاية الأن ومنذ أطلاق هذه الصيغة من القروض 403 مليار دينار ستذهب لتمويل المشاريع الاقتصادية الكبرى.

وقد حضر السهرة التي نظمت من طرف "الافسيو" ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بالعاصمة 400 مشارك من بينهم رؤساء منظمات أرباب العمل وممثلين عن شركات عمومية وخاصة وكذا مسؤولين عن بنوك وشركات تأمين ومؤسسات مالية أخرى، بالإضافة إلى وزير المالية حاجي بابا عمي والأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد ورئيس جمعية البنوك والمؤسسات المالية بوعلام جبار، وتم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة مساعدة الحكومة للخروج من أزمتها الحالية. وقد خرج المستثمرين ورجال المال والأعمال وأصحاب الشركات الكبرى المشاركين في هذه المبادرة  بحصيلة ضئيلة من وعود الاكتتاب ضمن القرض السندي للنمو الاقتصادي حيث لم يتمكن المجتمعون من جمع قيمة تفوق الـ152 مليار دينار رغم ان هذه القيمة جاءت ضمن الهدف الذي حدده صاحب المبادر علي حداد والذي راهن قبل هذا اللقاء على جمع 100 مليار دينار، ورغم أن سهرة "التليطون " هذه نجحت بالنسبة لحداد ومنظمي المبادرة بتجاوز الرقم المحصل الهدف الذي حدد ألا أن عدد من المتابعين أكدوا أن هذا المبلغ لن  يخفف من حدة الازمة التي تعرفها الجزائر ولم يفيد الحكومة في شيء بسبب أن عجز الخزينة بلغ حوالي 14 مليار دولار خلال الشهرين الأولين فقط من سنة 2016، وعجز الميزانية العمومية حوالي 13 مليار دولار خلال نفس الفترة، كما ان هذا المبلغ الذي يضاف لما تم جمعه سابقا لا يتجاوز الـ9 بالمائة من قيمة الأموال المتداولة في السوق السوداء والتي حددها الوزير الأول في تصريحات سابقة بـ3700 مليار دينار.

رغم ذلك أعرب وزير المالية حاجي بابا عمي عن ارتياحه لنتيجة اللقاء وحيا بالمناسبة مساهمة رؤساء المؤسسات الجزائرية العمومية والخاصة على نجاح عملية التعبئة الوطنية، وعن سؤال حول المبلغ الإجمالي الذي تم جمعه منذ إطلاق في أفريل الماضي القرض السندي للنمو أكد بابا عمي انه سيتم قريبا الإعلان عن هذا المبلغ، وقال الوزير للصحفيين "سوف نعلن عنه قريبا وستفاجئكم قيمة هذا المبلغ. ومن جهته جدد الامين العام للمركزية النقابية دعوته للعمال من اجل المساهمة في نجاح هذه العملية التي تشكل حسبه بديلا حقيقيا للمديونية الخارجية. أما رئيس جمعية البنوك والمؤسسات المالية فجدد بدوره التزام المجموعة المصرفية الجزائرية لمرافقة هذا القرض والمساهمة في نجاحه من خلال أعمال إعلامية وتحسيسية في اتجاه الزبائن.

في حين أكد رئيس الاتحاد الوطني للمقاولين العموميين لخضر رخروخ مشاركة المؤسسات العمومية الاقتصادية في هذه العملية مضيفا أن هذه المشاركة تجسدت من خلال "مستوى الاكتتاب المرضي" من طرف هذه الشركات وعمالها.