الوطن

رسائل مجموعة سلطاني في تحركاتهم الأخيرة

توجت بإفطار جماعي عرف حضور عدّة شخصيات سياسية

 

لم يمر الإفطار المنظم في فندق السلطان، الأسبوع الماضي، دون أن يثير الكثير من التساؤلات حول الرسالة التي أراد منظمو الإفطار إيصالها لكثير من الجهات، الإفطار الذي أشرفت عليه قيادات من حمس على غرار أبو جرة سلطاني وعبد الرحمان سعيدي والهاشمي جعبوب، وغياب رئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري، وأعضاء المكتب الوطني المقربين، في حين حرص المنظمون على دعوة كثير من الشخصيات على غرار وزير الشؤون الدينية الأسبق غلام الله والوزير السابق للعلاقات مع البرلمان خدري وغيرهم من الشخصيات الوطنية.
بعض العارفين بحركة حمس يقولون أن المنظمين أرادوا تبليغ رسالة لقواعد حمس مفادها أن هذه الشخصيات التي لا توافق على طريقة تسيير مقر للحزب لديها علاقات ممتدة مع كثير من الأطراف داخل السلطة ومحسوبة على المحيط الرئاسي، رغم استغناء الرئيس عن خدماتها، كما أن المنظمين أرادوا أن يعطوا صورة أنهم الممثلون لامتداد الشيخ نحناح رحمه الله، ومحاولة إثبات هذا الامتداد بدعوة البعض عن طريق أصدقاء الشيخ، كما كان في الدعوة الشفوية الممررة لبعض الضيوف.
الرسالة الثانية الموجهة للسلطة مفادها أن هذه المجموعة تتمتع بحضور وقبول سياسي رغم عدم حضور نوعي لقيادات حمس الملتصقة بقواعدها، باستثناء بعض الولايات على غرار العاصمة، وبدرجة أقل البليدة، وكان حضور ولاية الوادي لافتا من خلال الشيخ عبد الكريم بلقط، الذي يتمتع بحضور معنوي لدى مناضلي ولاية الوادي التي تعد من أكبر الولايات في قوة حمس الحالية، واختيار ولاية الوادي له دلالته عند الكثيرين وقد يؤثر على التحالفات القائمة حاليا بين مكونات حمس.
اللقاء جاء في فترة سياسية متميزة ودقيقة تشهد تحولات وبداية تشكل خريطة سياسية جديدة، ويرغب أبو جرة وجماعته التموقع فيها من خلال الظهور بشكل البديل الذي يغري المناضلين الراغبين في الاستفادة من الترشح في الانتخابات القادمة وهم كثر، خاصة أن بعض التحاليل داخل الحزب تدرك بأن الانتخابات لا يمكن اجتيازها دون توافقات أولية مع السلطة، وهم يدركون ربما أن القيادة الحالية لا ترغب في إيجاد هذه التوافقات، ما ينذر بخطورة مواجهة مصير 91 وهو ما يهدد باستمرار التشرذم داخل الحزب ويقلص من حظوظه في إحداث التغيير المطلوب.
الأكيد أن مثل هذه المبادرات لا تلقى قبولا بل تزعج رئيس حمس الحالي، ولكن في نفس الوقت لا تترك له الكثير من الهامش في التعامل معها، وقد تدفع به إلى التقليل من حدة الخطاب من جهة، وربما أيضا تدفعه إلى التقليل من الاندفاع مع مبادرات المعارضة، خاصة التنسيقية وحتى هيئة التشاور والحوار التي اجتمعت، أمس، وأفرغ اجتماعها من محتواه بعد تحالف حزب الشيخ جابا الله مع الأفلان في إسقاط المادتين 73 و94 من قانون الانتخابات، وهو ما يقلل من حجم ولا حتى مضمون بيان الهيئة في هذه الفترة الحساسة.
 خالد. ش
 

من نفس القسم الوطن