الوطن

الوكالات السياحية تروج لتركيا وتونس على حساب جيجل وبجاية

تتحجج بغياب التخفيضات وأسعار الإيواء المرتفعة ونقص الفنادق

 

مع اقتراب نهاية شهر رمضان الكريم كثفت أغلب الوكالات السياحية من نشاطها من أجل استقطاب الراغبين في قضاء عطلتهم خارج الوطن حيث تروج هذه الأيام الوكالات لوجهات متعددة على رأسها تركيا، تونس، اليونان، المغرب واسبانيا متجاهلين تماما الوجهة الداخلية بحجة غلاء أسعار الايواء ونقص الطلب على السياحة الداخلية وهو ما يعرقل مساعي الحكومة من أجل تطوير هذا القطاع ويضع الوكالات في خانة الاتهام.
في الوقت الذي كان ينتظر فيه مشاركة الوكالات السياحية في تحقيق مسعي الحكومة بتطوير قطاع السياحة باعتبارها طرف هام في المعادلة من خلال الترويج للسياحة المحلية سواء بالنسبة لأبناء الوطن أو بالنسبة للأجانب سارعت هذه الوكالات السياحية الخاصة مع اقتراب نهاية شهر رمضان والانطلاق الفعلي لموسم الاصطياف والعطل بالنسبة للجزائريين  إلى إشهار إعلانات خاصة بالعروض السياحية التي توفرها خلال هذه الفترة، أغلبها وجهات خارجية على غرار تركيا، المغرب، تونس، وحتى ماليزيا، أندونيسيا، روسيا، ودول الخليج العربي، في حين غابت الملصقات التي تروج للسياحة الداخلية، وهو ما يضع هذه الوكالات في خانة الاتهام باعتبارها ومن خلال منهجية عملها هذه تعد احدي العوامل المتسببة في تقهقر السياحة الداخلية وهو ما أعترف به الوزراء المتعاقبون على القطاع منقدين في كل مرة عزوف الوكالات السياحية عن الترويج للسياحة الداخلية، إذ أن أغلب الوكالات وعددها 900 وكالة تروج للوجهات الخارجية، رغم أن الوزارة الوصية أصدرت ومنذ  سنة 2010 مرسوم تنفيذي ينظم نشاط أصحاب الوكالات، حيث صنفتها إلى قسمين صنف ''أ'' وصنف ''ب''، لوضع حد لهذه الفوضى.
من جانب أخر تختفي وكالات السياحة والأسفار الخاصة، في كل مرة يطرح فيها للنقاش موضوع ترقية السياحة الداخلية، وراء العرض لتبرير أسباب تفضيلها الوجهات الخارجية على حساب الداخل كما يحمل أغلب مسري الوكالات السياحية المسؤولية لأصحاب الفنادق ومراكز الإيواء والمنتجعات السياحية معتبرين أن ارتفاع الأسعار مقارنة بتدني الخدمات المقدمة هو الدافع الأكبر لغزوف الجزائريين عن السياحية الداخلية ومنه غياب نشاط حقيقي للوكالات السياحية في هذا السياق. إلا أن تبريرات أصحاب الوكالات السياحة تبقي غير مقنعة، ففي الوقت الذي يشتكى أصحابها من عدم التوصل إلى اتفاق مع أصحاب الفنادق يمكنهم من الحصول على تخفيضات في أسعار الإيواء أيام العطل وفي المواسم السياحية، تمكن الديوان السياحي الجزائري ''أونات'' على مدار السنتين الماضيتين من إبرام عدة اتفاقيات مع فنادق عمومية وخاصة، مكنته من الفوز بتخفيضات عن كل مجموعة سياحية تقصد أحد المناطق سيما تلك الواقعة على الشريط الساحلي، وهو ما جعله يطلق تخفيضات مغرية على أسعار الشقق الفندقية، والغرف وصلت إلى 50 بالمائة السنة الماضية فضلا عن تقديم عروض وبرامج بمختلف الأسعار للزبائن وللمجموعات السياحية، وهو نفس ما تقدمه بعض الوكالات السياحية التي تحسب على الأصابع ما يعني ان الترويج للوجهة الداخلية بأسعار تنافسية ليست مهمة مستحيلة رغم أنها صعبة.
 
س. زموش

من نفس القسم الوطن