الوطن

الخطط الاستباقية واليقظة هي صمام أمان أمننا القومي

خبراء أمنيون يثنون على الحصيلة التي أعلن عنها الجيش في مواجهة الإرهاب ويؤكدون

 
  • الجماعات الإرهابية أدوات لقوى دولية والخطر مستمر
 
بعد نشر الجيش لحصيلة الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية فيما تعلق بموضوع مكافحة الإرهاب، رأى خبراء أمنيون أن هذه الحصيلة والأرقام المقدمة تبرهن على ارتفاع حجم التهديدات الأمنية على الجزائر وأنها في تزايد كبير، كما تؤكد أن المخاطر لازالت قادمة من المناطق الحدودية، كما لازال الخطر في بعض الولايات الداخلية. ويقول الخبراء أن الحصيلة تثبت أيضا نجاعة الاستراتيجية العسكرية التي يتبناها الجيش الوطني الشعبي سواء تعلق الأمر بالعمل الميداني عبر عمل استعلاماتي قوي يسبق العمل العسكري داخليا بالقضاء على الإرهابيين، أو في الحدود من خلال إيقاف استراتيجية بعض الأطراف الداعمة للإرهاب في إغراق البلاد بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وهو ما يزيد في ثقة الجزائريين وتجندهم وراء المؤسسة العسكرية في حربها ضد الإرهاب.
 
ميزاب: الخطط الاستباقية واليقظة هي صمام أمان أمننا القومي
ربط رئيس اللجنة الإفريقية للمصالحة والسلم، أحمد ميزاب، النتائج التي تحققها مختلف الوحدات الأمنية والعسكرية، خلال الفترة الأخيرة، فيما يخص محاربة آفة الإرهاب وبقايا الجماعات الإرهابية الناشطة على مستوى بعض المدن الجزائرية، بكونها تدل على ارتفاع حجم التهديدات التي قال بأنها في تزايد كبير على الجزائر. وأعطى المتحدث مثالا عن ذلك بالنتائج التي تحققها مختلف الوحدات العسكرية والأمنية في الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية، والتي تم فيها القضاء على العديد من الجماعات الإرهابية والداعمين لها. وأوضح المتحدث أن نشاط وتحركات هؤلاء قوبلت بحزم من قبل المؤسسة العسكرية والأمنية، التي أظهرت الحصيلة المقدمة لنشاط وعمل هذه الوحدات بأنها ذات نجاعة، وأن الإصلاحات التي تمت على مستوى هذه المؤسسات والاستراتيجية المنتهجة في مكافحة الإرهاب قد أتت بثمارها.
المحلل الأمني أحمد ميزاب، وفي تعقيب له على النتائج المحققة في الآونة الأخيرة للجيش، سواء من خلال عمليات حجز الأسلحة الحربية والذخيرة أو القضاء على الإرهابيين، وفي تصريح لـ"الرائد"، قال بأن نشاط المؤسسة العسكرية هو نشاط متواصل ومستمر مبني على ارتفاع حجم التهديدات، التي قال بأنها في تزايد كبير على الجزائر، وقد أعطت ثمارها ودلالتها إيجابية على نجاعتها، خاصة على محور العمل الميداني داخل التراب الوطني، حيث أن تمركز العمليات العسكرية ضدّ بقايا هذه الجماعات والاعتماد على المعلومة الأمنية والرصد والترقب والمراقبة داخل المناطق التي تشهد وجود بعض خلايا وبقايا هذه الجماعات، مكن الوحدات العسكرية والأمنية من القضاء عليهم، وشهدت قرابة 8 ولايات من الوطن نشاطا أمنيا مكثفا سمح بالقضاء على ما تبقى من هذه الجماعات.
واعتبر المتحدث في سياق متصل أن المحور الثاني الذي ارتكزت عليه هذه المقاربة، هو المحور الحدودي والذي بدوره أتى بثماره الإيجابية، حيث تمكنت مختلف الوحدات العسكرية، وعبر عدّة نقاط حدودية، من القضاء والكشف عن أسلحة وذخيرة متعددة ومتنوعة وبكميات كبيرة جدا، وهي دليل على أن الخطط الاستباقية التي تطبق على أرض الميدان، سواء داخل المدن التي تشهد تواجد بعض بقايا الجماعات الإرهابية أو على مستوى المناطق الحدودية، كانت ذات نجاعة كبيرة، وهي تعطي، على حدّ تعبيره، دلالات إيجابية على كون العمل الميداني يعطي ثماره، وهو ما نشاهده من خلال الإحصائيات التي تقدمها وزارة الدفاع الوطني بين الحين والآخر، والتي أظهرت بأن نوعية وكمية الأسلحة المحجوزة هي في تزايد.
وفي قراءة لآخر الإحصائيات التي كشفت عنها "الجيش"، لسان حال المؤسسة العسكرية، قال المتحدث بأن الاستراتيجية المنتهجة من قبل السلطات العليا للبلاد سمحت بالوقوف ضد محاولات متعددة ومتكررة لإغراق البلاد بكميات كبيرة من الأسلحة، كانت ستكون يد عون وسند ودعم لبقايا الجماعات الإرهابية الناشطة داخل التراب الوطني. وربط المتحدث الوضع الأمني بدول الجوار والمتغيرات الإقليمية بتزايد نشاط هذه الجماعات، وإن كان رفض تصنيف النتائج المحققة في مجال مكافحة الإرهاب التي كشفت عنها المجلة في آخر عدد لها، بكونه عملا مرتبطا بارتفاع تحركات هذه الجماعات، بل أكد على أن الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى الاستراتيجية الأمنية المنتهجة من قبل الوحدات المختلفة، وهي استراتيجية أمنية غير آنية وإنما بمنظور قريب ومتوسط وطويل المدى، والقائم على اليقظة الاستراتيجية والعمليات الاستباقية.
وخلص المتحدث للقول أن الخطط الاستباقية واليقظة هي عوامل إيجابية في مخطط الوطني للقضاء على الإرهاب.
 
مجاهد: الجماعات الإرهابية أدوات لقوى دولية والخطر مستمر
من جهته، ربط اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد النتائج التي حققتها مختلف الوحدات الأمنية والعسكرية، فيما يخص التصدي لنشاط الجماعات الإرهابية، بحراك أمني خطير يهدد الجزائر من الخارج وبالتحديد من دول الجوار التي تتلقى فيها الجماعات الإرهابية ضربات موجعة، جعلتها تتحرك من مناطقها السابقة، وتتجه صوب الجزائر وتونس، ويكثف أنصارها والناشطون فيها عملياتهم الإجرامية في عواصم غربية أخرى.
وأوضح الخبير الأمني عبد العزيز مجاهد، في تصريح لـ"الرائد"، أن الإرهاب ظاهرة عالمية وتتأثر بالضربات الموجهة للتنظيم في أي بقعة من العالم، وأكد في هذا الصدد أن ما يتلقاه التنظيم الإرهابي المسمى "داعش" في ليبيا وسوريا والعراق جعلته يفر من المواقع التي كان يتحصن فيها في الأشهر الماضية، والبحث عن أراض ومواقع أخرى، وقد تأثرت عدّة دول مجاورة لهذه الدول التي تعتبر معقلا للتنظيم من عمليات إرهابية ومحاولات تسلل واختراق عبر الحدود، وهو ما شهدته الجزائر منذ بداية السنة وتجسد في الكميات الكبيرة للأسلحة والذخيرة التي حجزتها مختلف القوات المسلحة على طول الشريط الحدودي وبأكثر من منطقة، ما يؤكد على أن هناك تحركات كبيرة ومتجددة للتنظيم بمنطقة الساحل والجوار الليبي، وهو ما أثر بشكل كبير على الوضع الأمني بالحدود الجزائرية. وأثنى المتحدث في سياق متصل على العمل والنتائج التي يحققها الجيش فيما يخص التصدي لهذه الأنشطة الإجرامية العالمية.
وبخصوص النتائج النوعية التي حققتها وحدات الجيش الوطني الشعبي في ضرب معاقل الجماعات الإرهابية في عدّة مدن جزائرية، أبرزها العملية الأخيرة التي شهدتها في اليومين الماضيين ولاية المدية، وإن كانت ذات علاقة وصلة بحراك الجماعات الإرهابية الناشطة خارج الجزائر كتنظيم داعش في ليبيا، قال المتحدث أن الإرهاب وسيلة في يد قوى دولية للسيطرة على المنطقة، وهذه القوى تحركها وقت ما أرادت وعلينا، يضيف مجاهد، أن لا نعتبر حراك هذه الخلايا للتنظيم التي استطاع الدرع الواقي للبلاد ممثلا في الجيش الوطني الشعبي من التصدي لهم أنه حراك عادي. وأثنى المتحدث في الأخير على الرؤية الاستراتيجية للجيش فيما يخص عمليات الترصد ورصد تحركات هذه الجماعات والقضاء على ما تبقى منهم.
خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن