الوطن

النقابات: اللجوء إلى قطع الانترنت تعدي على الحريات الشخصية للأفراد

اعتبروه حل ظرفي لا يمكنه أن يحدّ من ظاهرة "الغش"

 

أجمعت نقابات التربية أن "الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بقطع شبكة الانترنت على التلاميذ المترشحين لشهادة الباكالوريا بأنه حل ظرفي لا يمكنه أن يحل بصورة نهائية ظاهرة "الغش" بالمؤسسات التربوية فيما عبرت أخرى عن نقص الثقة بين الوزارة والقائمين على هذه الدورة".
وأوضح ،أمس، ايدير عاشور الناطق الرسمي لمجلس ثانويات الجزائر"الكلا" أن "لجوء وزارة التربية الوطنية لمحاربة ظاهرة الغش بالمؤسسات التربوية عن طريق قطع شبكة الانترنت عن المترشحين لشهادة الباكالوريا ليس حلا نهائيا لمحاربة هذه الظاهرة أو الحد منها"، مؤكدا انه يستوجب على وزارة التربية الوطنية اتخاذ إجراءات أكثر عملية للوقوف على هذا المشكل" ، وأضاف ايدير عاشور أن "قطع الانترنت هو حل ظرفي بإمكانه أن يقلل من عملية الغش لكنه يستدعي اتخاذ خطوات أكثر جدية لمنع مثل هذه الظواهر بالمؤسسات التربوية "، مضيفا أن "اللجوء إلى قطع الانترنت من شأنه أن يساهم بضرر كبير على الحريات الشخصية للأفراد ، وكذا بصورة اكبر على الاقتصاد الوطني الذي يستوجب استغلال هذه التكنولوجيا التي تعتبر عصب الحياة "، مشيرا أنها "تجربة تستحق أن تدرس من قبل الفاعلين في قطاع التربية وتقييمها فيما بعد ومن ثم الخروج بحلول من شأنها أن تعيد للامتحانات والمسابقات هيبتها ". 
بدوره أفاد المنسق الوطنية للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السنابست" مزيان مريان أن "إقدام وزرة التربية الوطنية على قطع شبكة الانترنت وبالضبط شبكات التواصل الاجتماعي هو حل لكنه يبقى غير نهائي حيث انه يتعين إيجاد الحلول لهذا المشكل ومعالجته قبل أن يتفاقم أكثر"، مؤكدا أن "لجوء الوصاية إلى هذه الخطوة من شأنه أن تكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد الوطني" ، داعيا "وزارة التربية الوطنية إلى ضرورة التفكير في اتخاذ إجراءات أكثر عملية و هذا بغية تجنب محاولات الغش خاصة مع الطرق الجديدة و تطور التكنولوجيا عن طريق الهواتف النقالة ". 
وفي نفس السياق قال رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري أن "الإجراءات العملية التي اتخذتها وزيرة التربية الوطنية بن غبريط هو حل امثل لكنه غير نهائي مما يستوجب علينا اتخاذ خطوات أخرى من شأنها الحد من هذه الظاهرة التي تفاقمت وبشكل كبير في الآونة الأخيرة كما انه يستدعي وجود قرار حكيم يعيد الامتحانات والمسابقات إلى سابق عهدها في جو هادئ من خلال تكافؤ الفرص وإعطاء كل ذي حق حقه "، وأشار صادق دزيري أن "مواجهة عمليات الغش تحتاج لمزيد من الجهد لوجود أساليب حديثة يصعب تتبعها والتعرف عليها في الوقت الراهن من قبل المتخصصين"، مشيرا أن "يتعين على وزيرة التربية أن تناقش مع المسئولين في الوزارة تطوير عملية التعليم وأسلوب وكذا وضع الامتحانات".
من جانبه قال رئيس جمعية أولياء التلاميذ احمد خالد أن لجوء وزارة التربية الوطنية إلى قطع الانترنت هو حل يستدعي وجود وسائل أخرى أكثر نجاعة مؤكدا انه اقترح على الوزيرة بن غبريط إجراء جديد مفاده أن لا تتم عملية طباعة الأسئلة قبل الوقت مثلما كان معمول به في وقت سابق حيث انه بات من الضروري وجود نظام "اوتوماتيكي" يتكفل بطباعة الأسئلة عبر مختلف مراكز إجراء الامتحان على مستوى 48 ولاية بساعتين قبل الوقت المحدد مع إعطاء إشارة محددة لطبعها وتوزيعها ".
هني. ع
 

من نفس القسم الوطن