انطلقت أمس امتحانات البكالوريا الجزئية على وقع إجراءات لجأت اليها الحكومة لاول مرة في تاريخ المنظومة التربوية تتعلق بقطاع الانترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي على الجزائريين، وهو الذي لم يدم لساعات طويلة بعد أن تفطن هؤلاء ومن بينهم تلاميذ الباك بتقنية "الفي بي ان " ليخرقوا "الفايس بوك" وليتمكنوا حتى من تسريب مواضيع البكالوريا قبل ان تفند وزارة التاربية ذلك وتقول انها مواضيع قديمة لدورات سابقة وكذا مواضيع مزيفة اراد اصحابها التشويش على  الممتحنين.

ورغم حجب  وزارة  البريد  و تكنولوجيات الاتصال مواقع التواصل الاجتماعي  فايس بوك وتويتر في  محاولة لقطع الأبواب  أمام أي  محاولات لتسريب  مواضيع البكالوريا  و تكرار فضيحة  بكالوريا  ماي  2016 ، إلى ان  الكل تمكن من  الولوج الى "الفايس بوك" بعد انطلاقا من تقنية "في بي ان" وتفكيك الشفرة باستخدام عدة تطبيقات متاحة على الانترنت انطلاق من دول مجاورة وأجنبية.

وأكدت وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال ان عملية حجب مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" و" التويتر" متعمد، قصد ضمان حماية من تسريب امتحانات البكالوريا الجزئية المقررة   ابتداء  من  نهار  امس على أن يتم  مواصلة الحجب طيلة  أيام الامتحانات اي  من  19 إلى 23 جوان، بعد استعمل المترشحين خلال الدورة العادية لامتحانات البكالوريا التي تم تنظمها في 29 ماي الفارط في تسريب المواضيع الامتحانات وتداولها عبر صفحات المترشح كما تم التشويش على شبكة الانترنات حيث  تم قطعها عبر عدة مناطق  من الوطن   و أكدت وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال أن عملية الحجب طالت "الفايسبوك" و"تويتر" فقط، وهي التي لم حجب فعلا  بعد اختراق الكل  لمواقع التواصل الاجتماعي التي  تم حجبها بتقنية "في بي ان" ليتناقل التلاميذ مواضبيع على انها مسربة في عدوة مواقع خاصة بهم، في مختلف المواد على غرار التاريخ والجغرافيا والانجليزية والرياضيات.

وسارعت وزارة التربية لتفند أي تسريب للمواضيع من  أشخاص  قامت امس وعشية الامتحان بالتشويش على مصداقية بكالوريا مكرر، وقالت انهم استغلوا موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك لنشر بعض مواضيع مزيفية ليس لها اي صلة بالمواضيع الحقيقة التي انجزت في سرية تامة ولا يمكن الوصول لها، في ظل اعتمادها لمواضيع احتياطية .

وخاطبت  وزيرة التربية نورية بن غبريط    المترشحين للبكالوريا  ووجهت لهم الى  عدم تصفّح شبكات التواصل الاجتماعي عشية الامتحانات  لتفادي التاثير على نفسيتهم  و التقليل  من  تركيزهم   ووجهت نداء  لجميع الاطراف  و على راسهم المترشحين  و  المؤطرين     للمقاومة، و لإحباط كل محاولات التشويش، بعد ان اوضحت ان التلاميذ  لا ذنب لهم ولا مسؤولية لهم في الضائقة التي عاشتها الجزائر  بسبب تسريب  مواضيع امتحانات البكالوريا  .

و اكدت بن  غبريط  في  رسالة وجهتها للتلاميد  و الاسرة التربوية  عبر صفتخها  في الفايسبوك  انها تثمن  كثيرا السلوك الذي تحلّى به المترشحون، الذين أظهروا مستوى عالي من المسؤولية  فرغم كل المحاولات الإجرامية للتشويش عليهم، واصلوا العمل طيلة فترة الامتحانات"، وقالت " ان   هذا النضج – سمح  للمترشحين  بالتأكيد – على  التحضير للامتحانات الجزئية بكل سكينة وهدوء   معتبلاة اياه بالسلوك   السلوك المشرّف للتلاميذ، الدي  ساهم فيه أيضا، المؤطرون الذين تحلّوا بروح المسؤولية   و اظهروا حكمة  لرفضكم الغش لما له من أضرار على المجتمع.

هذا فيما عبرت    عن مساندتها     التلاميذ الذين لا ذنب لهم ولا مسؤولية لهم في الضائقة التي عاشتها الجزائر كلها   مؤكدة ان حضورهم    الامتحانات الجزئية يعكس حرصهم   على تكريس تكافؤ الفرص و شجعت الوزيرة  من  خلال دات الرسالة  المترشحين    على رفع تحدي النجاح بالاعتماد على النفس والجهد الفردي  داعية  اياهم  الى  عدم تصفّح شبكات التواصل الاجتماعي عشية الامتحانات  لان    مثل هذا التصرّف يؤثر على نفسية المترشحين يتعبهم  وينقص من تركيزهم ووجهت الوزيرة  نداء  مقاومة للتلاميد  و المؤطرين    لإحباط كل محاولات التشويش.

واعتبرت ان الاجراءات   التي  تم اتخاذها، تحضيرا للدورة الجزئية للبكالوريا، سواء على مستوى  وزارة  التربية   أو على مستوى كل مؤسسات الدولة، المعنية بهذه العملية    تهدف  الى  توفير ظروف ملائمة للمترشحين  محذرة  من عواقب الغش  داعية   الجميع لليقظة حتى تحترم كل التعليمات الأمنية بالصرامة المطلوبة، وعلى جميع المستويات .

وعن اراء   تلاميذ الباك حول اول يوم للبكالوريا اختلفت اراء ممتحني  شعبة الآداب واللغات احرار ونظاميين  حول صعوبة المواضيع وسهولتها  حيث فيما اجمع البعض على انها  كانت صعبة مقارنة بالكالوريا الاولى حيث طرحت لهم اسئلة  ذات فهم حول بيان اول نوفمبر  وجبهة التحرير  الوطن علاواة على الاتحاد السوفياتي في مادة التاريخ، فيما كانت مواضيع الجغرافيا حول الاتحاد الاروبي والمبادالات التجاري وكذا الشركات المتعددة الجنسيات، اجمع اخرون  ان المواضيع كانت في المتناول وسهلة والكل يمكن ان يجيب عنها خاصة وانها تعتمد على الفهم.

وهذا فيما عرف اجراء وزارة التربية بقطع الانترنت انتقاد كبير لدى النقابات والمختصين خاصة مع الخسائر التي تسببتها بالملايير لمؤسسات اقتصادية ، واكدت اطراف تربوية  أن "الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بقطع شبكة الانترنت على التلاميذ المترشحين لشهادة الباكالوريا بأنه حل ظرفي لا يمكنه أن يحل بصورة نهائية ظاهرة "الغش" بالمؤسسات التربوية فيما عبرت أخرى عن نقص الثقة بين الوزارة والقائمين على هذه الدورة".

واكدت ان  قرار الحكومة واللجوء لحظر مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت أسلوب كلاسيكي والحجب ليس حلا صائبا للقضاء على التسريبات، وأفاد هؤولاء أن وزارتي التربية والبريد فشلتا في مجابهة حقائق الميدان المتعلقة بالكفاءات الشابة المتحكمة في التكنولوجيا خاصة وأن الحكومة تستصغر ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي وقطع الانترنت حل ساذج.