الوطن

مدرسة رفض التدويل والعنف والإقصاء !!

الشيخ نحناح في ذكرى وفاته الثالثة عشر

 

تمر ذكرى ثلاث عشرة سنة على وفاة الرجل الذي استطاع أن يؤسس لمدرسة كبيرة وواسعة كان من الصعب أن يستوعبها تنظيم واحد على مستوى الفكرة من جهة، وحتى القدرة على استيعاب المتناقضات بين التركيبة النفسية والفكرية لأتباعه رحمه الله، فبقدر ما كان الرجل متأثرا بمرجعيات المدرسة الإصلاحية في الجزائر وبالحركة الوطنية في العمل والتحرك وبمدارس دعوية متعددة في العالم الإسلامي، على غرار مدرسة الإخوان المسلمون بل حتى المدارس الإنسانية، على غرار غاندي في الهند ومانديلا في جنوب إفريقيا وغيرهم من الشخصيات التي صنعت التغيير والتحول في مجتمعاتها، كان الشيخ نحناح نموذجا متميزا في الاعتدال، قاوم التطرف الديني كما قاوم غلو العلمانية ونزعتها الإقصائية والاستئصالية لكل من يختلف معها، رغم أن الشيخ نحناح لم يعمر كثيرا إلا أنه استطاع بجهاده وتضحياته أن ينال احترام وتقدير الجميع، الخصوم قبل الأصدقاء والمريدين، وكان لإعتذار السلطة في الجزائر بعد وفاته خير دليل على وطنيته ومعدنه الخاص في التعاطي مع كل التجاوزات التي حدثت في حقه، بما فيها منعه من الترشح للانتخابات الرئاسية 99.

الشيخ نحناح كان معلما واضحا للاستشراف ورفض العنف، بل أن بعض التنظيمات المسلحة كان من الأوائل الذين استبقوها على غرار القاعدة الذي كان يعرف خطورتها وسارع إلى التنبيه من انعكاساتها في وقت مبكر، وهو نفس الشيء للجيا حينما كان يصرح رحمه الله أن الإسلام يرفض الخنجريست والشاقوريست، في إشارة إلى من يستعمل الخناجر والشواقير وأكدتها الأحداث فيما بعد.

الشيخ نحناح رافع ودافع عن الجزائر في كل المحافل والمراكز الفكرية الغربية والعربية، وحذر في فترة الإرهاب من مغبة سقوط الدولة، وكان له الدور البارز أثناء زيارة الوفد الأممي للجزائر في 97 وحتى في عقد روما، حيث كانت مقاربته رحمه الله أنه مهما كانت الصعوبات الداخلية إلا أن آثار التدويل وإدخال الأزمة الجزائرية في المحافل الدولية مسار لا يمكن التحكم فيه ولا في نتائجه، وأثبتت التجارب في ما بعد هذه الخلاصة رحم الله شيخ نحناح وأسكنه فسيح جناته في ذكرى وفاته.

خالد. ش

من نفس القسم الوطن