الوطن

ارتفاع جنوني في أسعار الملابس الجاهزة أسبوعين قبل العيد

بسبب كثرة الإقبال ورغبة التجار في تعويض خسارة موسم الشتاء الفارط

 

عرفت أسعار الملابس الجاهزة هذه الفترة بالتزامن مع اقتراب عيد الفطر ارتفاعا جنونيا في الأسعار مقارنة بالسنوات الماضية، خصوصا الملابس المستوردة، حيث استغل التجار الأقبال الكبير على محلات بيع الألبسة هذه الفترة وحتى قبل رمضان من أجل رفع الأسعار بطريقة جنونية لتعويض خسارتهم خلال موسم الشتاء الفارط.
وقد شهدت محلات بيع الملابس طيلة الشهرين الماضيين ومنذ بداية شهر رمضان  إقبالا‮ ‬غير مسبوق وذلك لاقتناء ملابس العيد حيث دفع‮ ‬تخوف البعض من ارتفاع أسعار هذه الأخيرة إلى التوجه إلى المحلات مبكرا واختيار الملابس ‬إذ فضل العديد من المواطنين اقتناء ملابس العيد قبل أوانها لتفادي‮ ‬ارتفاع أسعارها مستقبلا ولتفادي‮ ‬الازدحام الكثيف الذي‮ ‬يطال المحلات عشية أيام العيد ألا أن التجار تفطنوا لذلك وقاموا برفع الأسعار قبل حتي حلول رمضان وتضاعف هذا الارتفاع مع  الأسبوع الأول لشهر رمضان لتعويض خسارتهم خلال موسم الشتاء اين تكدست ملابس الشتاء لدي المحلات ولم تلقي أقبالا من طرف الجزائريين بسبب غياب تساقط الأمطار وسخونة الجو وهو ما كبد أصحاب المحلات خسائر يسعون لتعويضها خلال المناسبات وتعد ملابس الأطفال الأكثر غلاءا مقارنة بملابس الكبار  حيث يتراوح سعر الأحذية ما بين 2500 دينار و4000 دينار فما فوق، أي على حسب النوعية وجودة الحذاء، في حين وصل سعر فساتين الفتيات إلى مليون سنتيم وسراويل الجينز ما بين 2500 دينار و4000 دينار، كما وصل سعر طقم ملابس الرضّع والأطفال الذي لا يتجاوزون سن الأربع سنوات إلى 7000 دينار.
وقد عبرت العديد من العائلات عن تذمرهم الشديد من الأسعار المرتفعة لملابس الأطفال، التي حان دورها لاستنزاف جيوبهم بعد الارتفاع الذي شهدته أسعار المواد الغذائية في الأيام الأولى من شهر رمضان، حيث وجد أرباب العائلات انفسهم ما بين نارين نار غلاء الخضر والفواكه أولي أيام رمضان ونار غلاء أسعار ملابس العيد خاصة لذوي الدخل المحدود حيث تقف بعض العائلات الفقيرة والمعوزة موقف المتفرج، مع إلحاح الأولاد على ضرورة إحياء تقليد شراء كسوة العيد كل عام، ليبقى رب العائلة في حيرة من أمره وفي وضع لا يحسد عليه، اين تفوق تكاليف ملابس العيد لأسرة لديها 3 أولاد 4 ملايين سنتيم وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف الاجر القاعدي  وهو الأمر الذي جعل بعض الأسر تغيّر وجهتها وتفضّل البحث داخل الأسواق الموازية وطاولات بيع الملابس أو الاتجاه إلى مكان يباع به "الشيفون" من أجل الاقتصاد في المصاريف فالعديد من الأولياء أنفسهم أمام واقع شراء ملابس العيد، مرغمين لا مخيّرين.
ويرى الكثير من الزبائن أن سبب ارتفاع أسعار الملابس أياما قبل العيد، راجع إلى طمع التجار ورغبتهم في الحصول على نسبة أكبر من الربح، مستغلّين الفرصة، كون العائلات تقوم بشراء الملابس مرغمة غير مخيّرة، كما أنّ غياب الرقابة من بين الأمور التي ساعدت التجار في رفع أسعار الملابس وتخفيضها كما يريدون، بالإضافة إلى عدم وجود أسعار إجبارية تقيّد أصحاب المحلات. من جهتهم، أرجع بعض باعة ملابس الأطفال سبب ارتفاع أسعارها إلى توجه أغلب العائلات لاقتناء الملابس المستوردة على حساب الملابس المحلية لجودتها، بالإضافة إلى الأوضاع التي تشهدها بعض الدول التي اعتادوا على جلب السلع منها وفي مقدمتها "سوريا"  التي تعتبر سوق استيراد مهمة، حيث أصبحت "تركيا"  وجهتهم الوحيدة حاليا، المعروفة بجودة الملابس التي تصنعها، ما يجعل أسعارها مرتفعة نوعا ما فضلا عن الإقبال الكبير على ملابس الأطفال.  زيادة على ارتفاع مصاريف المحل من كراء ومصاريف التنقل من أجل جلب السلع من دول أوروبية وكذا دفع فواتير الكهرباء والغاز والضرائب.
 
س. زموش

من نفس القسم الوطن