الوطن

مراكز الأعمال والتجارة في الجزائر... تجربة فاشلة من الناحية الاقتصادية!

لا تلقى الإقبال من طرف الجزائريين

 

بولنوار: المساحات التجارية الكبرى من شأنها أن تكون فضاءً‮ ‬لتطوير التجارة في‮ ‬الجزائر أن أحسن استغلالها 
 
لم تتمكن أغلب مراكز الأعمال والتجارة التي بدأت تنتشر في الجزائر من التموقع وإيجاد تصنيف مناسب لها رغم أنها بدأت تلقي أقبال معتبر من طرف الجزائريين الذين بدأت ثقافتهم الشرائية تتطور وتتجه نحو الأسوق والمساحات المغلقة على حساب الأسواق الشعبية فبمقارنة بسيطة نجد أن أغلب هذه المراكز في الجزائر هي مجرد بازارات وسويبرات أو مساحات للتسلية في حين أن مراكز مثل هذه في بلدان اخري تعد فضاءات للاستثمار الحقيقي وقبلة للمنتجات والماركات العالمية.
تعيش عدد من المراكز التجارية الضخمة، في مقدّمتها فضاءات فاخرة بالعاصمة، سوء تسيير وأحيانا قلة إقبال المواطنين وغلق عدد من محلاتها رغم حداثة نشأتها، لتتحول إلى بنيات مهجورة أو مجرد مساحات شبيهة بالسوبيرات أو مساحات للتسلية وتقتصر ارقام مسؤولي هذه المراكز على عدد الزائرين لها وليس رقم الاعمال الذي حققته أو الفائدة التي قدمتها للاقتصاد الوطني، كما أن معظم هذه المراكز التجارية تعاني مشاكل مالية بالجملة وتهديدات بالإفلاس والغلق، بسبب قلة النشاط التجاري رغم لأقبال فمراكز مثل مركز التجارة والأعمال بباب الزوار ومركز سيتي سنتر وكارفور بالعاصمة يلقي اقبال منقطع النظير ألا أن المبالغة في الأسعار جعل هذا الأقبال مقتصر على التسلية فقط في حين تحولت مراكز أخري على غرار مركز القدس بالشراڤة، والذي افتتح أبوابه سنة 2008، وكارفور ببلدية بئر مراد رايس إلى مجرد بناية شبه مهجورة لا تسكنها إلا الأشباح، حيث بات هذه الأخيرة لا يستهوي الزبائن بفعل تحولها إلى سلسة محلات فارغة، نفس الوضع يعيشه مركز المحمدية مول والذي على الرغم من مرور فترة قصيرة على افتتاحه يعيش وضع كارثي اين يعد الإقبال عليه ضيف بسب قلة المحلات التي تفتح أبوابها هناك وكذا قلة الماركات العالمية المتواجدة بالمركز، حيث نجد أن الماركات العالمية تقتصر فقط على بعض الماركات التركية بصفة حصيرا مع غياب شبه كلي للتنوع في العرض. وحول هذه الوضعة يتساءل العديد من الخبراء    عن سبب فشل المراكز التجارية ذات العلامات الفاخرة والاستثمارات الأجنبية في الجزائر، بالرغم من التزامها بالمعايير العالمية، وبالرغم من توفير ميزانيات ضخمة لإنشائها وبالرغم كذلك من تشجيع الحكومة مثل هذه الاستثمارات نظرا لأهميتها الاقتصادية.
من جهة واهميتها بالنسبة لعادات الاستهلاك حيث أن هذه المساحات التجارية من شانها أن تساعد على العادات الاستهلاكية للمواطن الجزائري، ‮ ‬وهو ما دفع الحكومة لمنح تعليمات لكلّ‮ ‬السلطات الإدارية من أجل تشجيع هذه المساحات التجارية وإيجاد مساحات وعقارات للاستثمار في‮ ‬مثل هذه المشاريع، ‬ ''‬الهامّة‮'' ‬في‮ ‬المجتمع الجزائري.
بولنوار: المساحات التجارية الكبرى من شأنها أن تكون فضاءً‮ ‬لتطوير التجارة في‮ ‬الجزائر أن أحسن استغلالها 
وفي هذا الصدد أكد رئيس جمعية التجار والحرفيين الحاج طاهر بولنوار في تصريحات لـ"الرائد"  أن المساحات التجارية الكبرى ومراكز الأعمال والتجارة في الجزائر لم تتمكن لغاية الأن من أيجاد مكانتها الحقيقية لدي المستهلك الجزائري وعلى مستوي الاقتصادي الوطني رغم ان الأقبال على مثل هذه المراكز تضاعف السنوات الاخيرة الا ان المشكلة تبقي مشكلة التحفيز المرتبط بأسعار الجودة والتنافسية حيث يؤكد بلنوار أن أغلب الجزائريين الذين يقصدون هذه المراكز والمساحات الكبرى يقصدونها فقط من أجل التسلية وقضاء الوقت  في حين أن مثل هذه المساحات التجارية الكبرى من شأنها أن تكون فضاءً‮ ‬لتطوير التجارة في‮ ‬الجزائر،‮ ‬كون هذه الأسواق تضمن للمواطن جملة من الخدمات دفعة واحدة،‮ ‬وتسمح له بابتياع حاجياته من دون أن‮ ‬يتنقّل كثيرا بين المحلاّت،‮ ‬وقال ذات المتحدّث،‮ ‬إن هذه المساحات التجارية كذلك  تسمح بإبراز الطابع الحضري‮ ‬في‮ ‬المدن الجزائرية كونها ذات طابع جمالي‮ ‬مـــعين،‮ ‬وعن أسباب اقتصار الاقبال على التسلية والترفيه فقط يؤكد بلنوار ان مشكلة الأسعار يأتي في المقدمة حيث تعتبر الأسعار المتداولة على مستوي هذ المراكز مبالغ فيها وليست في متناول الطبقة المتوسطة كما الثقافة الاستهلاكية للجزائريين لا يمكنها أن تتحول 180 درجة في غضون سنوات قليلة فقط مؤكدا أنه رغم الحداثة يفضل الجزائري اقتناء حاجياته من الأسواق الشعبية والأسواق الموازية بسبب تراجع قدرته الشرائية كما اضاف بلنوار أن المشاكل التي تعيشها هذه المراكز التجارية اثرت أيضا على حجم هذه الاستثمارات مقارنة ببلدان أخرى. 
س. زموش

من نفس القسم الوطن