الوطن

فراد: المعارضة ترفض مبدأ التداول على السلطة

انتقد تغييب الأدوات عنها لممارسة دورها على أكمل وجه

 

  • الطبقة السياسية بشطريها تعاني من الإفلاس بعد أن استقال الشعب من السياسة
 
شخصّ الناشط والمحلل السياسي، محند أرزقي فراد، المشهد السياسي القائم اليوم في الجزائر بكونه يعيش حالة من الإفلاس بسبب غياب الأطر الصحيحة لممارسة العملية السياسي، سواء لقطب المعارضة أو لقطب الموالاة. ورأى المتحدث أن هذه الأخيرة تعيش اليوم حالة من التغييب خاصة على مستوى الأدوات التي تستعملها لممارسة عملها والقيام بدورها على أكمل وجه، فهي على حدّ تعبيره محرومة من الآليات التي تمكنها من القيام بذلك.
أوضح القيادي السابق في جبهة القوى الاشتراكية، أرزقي فراد، أن الساحة السياسية الآن تعرف حركية كبيرة خاصة على المستوى الداخلي للأحزاب، رافضا الخوض في مسألة أن التكتلات لم تعد قائمة أو أنها لم تعد تستقطب الكثيرين، واعترف في رده على سؤال لـ"الرائد" حول الموضوع، بأن أغلب الأحزاب، سواء تلك التي تتواجد في صف الموالاة أو المعارضة، منشغلة بالتحضير للتشريعيات والمحليات القادمة، وهي مسألة تتم بعيدا عن الحلفاء في الغالب.
وعن هذه القضية، أكد المتحدث بأنه لا يتوقع أن تتأثر كتلة المعارضة أو الأحزاب التي تشكلت ضمن التنسيقية أو ضمن هيئة التشاور والمتابعة بالانتخابات القادمة، حتى ولو قررت بعض التشكيلات من هذين القطبين المشاركة في المواعيد الانتخابية القادمة، على اعتبار أن الأمور التي ترتبط بها هذه الأحزاب هي آليات تحقيق الانتقال الديمقراطي والعمل على تحضير أرضية مشتركة للوصول إلى ذلك، وبالرغم من أن مسألة الفصل في المشاركة أو مقاطعة التشريعيات القادمة والمحليات التي ستجرى تباعا في 2017، داخل كتلة المعارضة لم يتم طرحه بشكل رسمي، إلا أن المتحدث يتوقع أن تشارك غالبية الأحزاب المنضوية في القطبين "التنسيقية وهيئة التشاور" في الاستحقاقين القادمين لاعتبارات عديدة، أبرزها أن هناك بعض الأحزاب المنضوية في قطب المعارضة لديها مؤسسات هي من تفصل في مثل هذه المسائل.
ولدى تطرقه لقضية الاستقطابات التي لم تعد كما كانت عليه في السابق، فلا قطب المعارضة عزز موقعه في الساحة السياسية ولا فعلت الموالاة ذلك، مؤكدا على أن الطبقة السياسية بشطريها تعاني من الإفلاس بعد أن استقال الشعب من السياسة. ولخص المتحدث أسباب ذلك في كون هناك تصحر سياسي تعيشه الجزائر منذ سنوات عديدة دفعت بالشعب إلى الاستقالة من الفعل السياسي ويرفض الانخراط فيه، لأن الأحزاب لم تعد تدافع عن أطروحات الشعب، ولعل غياب التمثيل الحزبي عبر مختلف بلديات الوطن خير دليل على ذلك، فقلة قليلة من الأحزاب التي تحوز على هذا التمثيل أن لم تكن تمثل أقل من 10 بالمائة من الأحزاب المعتمدة والناشطة في المشهد السياسي العام.
وعن الحلول التي يرى بأنه من شأنها أن تعيد الشعب إلى العمل السياسي وتجعله ينخرط فيه، قال فراد أن القوى السياسية ككل مجبرة اليوم على البحث عن عقد سياسي جديد، فالمعارضة فقدت أدواتها والموالاة كذلك، بالرغم من تأكيده على أن المعارضة ما يميزها عن الموالاة هي قدرتها على النضال وتمسكها به لتحقيق مشروع التغيير المنشود.
خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن