الوطن

البنوك تعطل منح القروض الاستهلاكية بسبب الصعوبات المالية

رغم مرور 6 أشهر على إطلاقها لا وجود لمستفيدين من هذه الصيغة

 

رزيق: تأخر تفعيل القروض الاستهلاكية راجع لتخوف البنوك من الوقوع في أزمة سيولة 

 

لم تنفذ لغاية الآن الأوامر التي أعطاها الوزير الأول عبد المالك سلال مؤخرا بخصوص ضرورة تفعيل إطلاق القروض الاستهلاكية والبدء بالعمل بها على مستوي البنوك والمؤسسات المالية حيث ولغاية الآن لا اثر لهذه القروض على أرض الواقع.

مر على أطلاق القروض الاستهلاكية أكثر من 6 أشهر لحد الأن ولا وجود لمستفدين ضمن هذه الصيغ رغم أن البنوك والمؤسسات المالية استقبلت الآلاف من الطلبيات والملفات ألا أن الفصل في هذه الملفات وإطلاق العملية بشكل فعلي لا يزال مجمد لأسباب لم تكشف عنها الحكومة ولم يكشف عنها مسيرو البنوك في حين يؤكد الخبراء الاقتصاديون والماليون أن الوضعية المالية والاقتصادية للجزائر والتي انعكست على وضعية البنوك والمؤسسات المالية لا تسمح بهكذا قروض حاليا فمشكلة السيولة النقدية قد تتفاقم أن تم الإفراج عن هذه القروض خاصة أن أغلب المؤسسات المالية تعرف مشاكل سيولة وتعجز عن تغطية كافة الميزانيات والنفقات والقروض التي تمولها خاصة مع رغبة الحكومة في  التخفيف عن الخزينة العمومية من خلال التوجه نحو البنوك لتمويل الاستثمارات الخاصة والعمومية وتمويل مشاريع المؤسسات الكبير على غرار سونلغاز وسونطراك وهو ما يستنزف المواد المالية للبنوك ويجعل القروض الاستهلاكية في هذه الحالة خطر على البنية المصرفية خاصة وان لا ضمانات تقدمها العائلات الطالبة للقروض.

هذا وينتظر العديد من المواطنين تفعيل القروض الاستهلاكية لدى البنوك، من أجل اقتناء المنتجات التي حددتها الحكومة في القائمة المعنية بالقرض الاستهلاكي، ويتساءل العديد من المواطنين عن سبب تأخر البنوك في تحديد الإجراءات الإدارية اللازمة من أجل منح القروض للراغبين فيها، والظاهر أنّ غالبيتهم يريدونها من أجل شراء سيارة  سامبول  الجزائرية الصنع، وحسب مصادر مطلعة من داخل بعض البنوك، أكّدت أنّ منح القروض الاستهلاكية تستوجب إجراءات إدارية تستلزم بعض الوقت، رغم أن الحكومة حدّدت في وقت سابق النشاطات ونوعية المواد المؤهّلة للاستفادة من هذا القرض، على غرار تصنيع السيارات والدرّاجات النارية، وتصنيع الأجهزة المكتبية، ومعالجة المعلومات وتصنيع الهواتف والألواح الإلكترونية، وكذا الهواتف الذكية والإنتاج الصناعي لجميع الأثاث الخشبي والمنزلي وصناعة النسيج والجلود ومواد البناء، والتي تصنّعها المؤسسات الممارسة لنشاط الإنتاج فوق التراب الوطني، التي تقوم بإنتاج وتركيب السلع الموجّهة للخواص في الجزائر.

رزيق: تأخر تفعيل القروض الاستهلاكية راجع لتخوف البنوك من الوقوع في أزمة سيولة 

وفي هذا الصدد يؤكد الخبير الاقتصادي والمالي كمال رزيق أن أغلب البنوك لم تطلق القروض الاستهلاكية بصفة فعلية رغم أنها سبق وأبدت جاهزيتها لدلك وحدد سقف القروض كما حددت نسب الفوائد ألا أن التفعيل يبقي غائب بسبب تخوف هذه المؤسسات المالية من الوقوع في أزمة سيولة وعدم قدرتها علة تغطية كافة هذه القروض بالنظر لكثرة الطلبات المودعة موازاة مع التزامات فرضت على هذه البنوك خاصة الفترة الحالية أين تعول الحكومة على المؤسسات المالية تخفيف الضغط على الخزينة العمومية والمساهمة في تمويل المشاريع الاقتصادية واستثمارات كبري الشركات العمومية التي تواجه مشكل في التمويل مضيفا في تصريحات لـ"الرائد"  أن الضغط كبير على المؤسسات المالية وهو الأمر الذي جعلها تماطل في تفعيل هذه القروض لتبقي حبر على ورق من جانب آخر قال رزيق أن القروض الاستهلاكية ومنذ إعلان نية الحكومة في أعادة إطلاقها كانت محكومة بالفشل لأن الظرف الذي أعادت فيه الحكومة هذه القروض لم يكن مناسب كما أن الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للكثير من الآسر تحول دون استفادتها من قروض ضمن هذه الصيغ فأغلب الآسر يضيف رزيق تعاني مديونية خانقة، ما يمنعها من الاستفادة من هذه القروض كما أن البنوك تتخوف من المغامرة مع مثل هذه الأسر نظرا لعدم وجود ضمانات حقيقية يستطيع البنك من خلالها ضمان تسديد القروض في موعدها.

س. زموش

من نفس القسم الوطن