الوطن

فرنسا مستعدة لتسليم 36 جمجمة تخصّ أوائل شهداء المقاومة التحريرية

تتواجد بمتحف الإنسان في باريس ومحفوظة منذ أكثر من قرن ونصف هناك

 

أعلن متحف الإنسان بباريس، عن "استعداده" لدراسة "جدية" لطلب إعادة 36 جمجمة لشهداء جزائريين ظلّت رؤوسهم محفوظة منذ أكثر من قرن ونصف بفرنسا، وحسبما صرح به ميشال غيرو، مدير المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس لوكالة الأنباء قائلا: "نحن مستعدون لدراسة طلب تسليم جماجم الجزائريين المحفوظة في متحفنا"، ونفى المسؤول ذاته أي صعوبات بقوله: "ليس هناك أي عائق قانوني لتسليمها". ويأتي هذا الردّ بعد الحراك الذي قام به ناشطون في "رابطة حقوق الإنسان" الفرنسية، فرع مدينة تولون، أواخر الشهر الماضي، حين أصدروا لائحة طالب فيها باحثون جزائريون وفرنسيون في التاريخ، بتمكين السلطات الجزائرية من استرجاع الرفات التي تحتفظ بها فرنسا في "متحف الإنسان" بباريس.
ونشرت "رابطة حقوق الإنسان" الفرنسية، في 25 ماي الماضي لائحة تضمنت ستمائة توقيع لباحثين تاريخيين مهتمين بفترة استعمار فرنسا للجزائر (1830 – 1962)، وبالعلاقات بين البلدين في شقها التاريخي، وقضية "الذاكرة" التي يطالب بها الجزائريون، ومفادها "اعتذار فرنسا عن جرائم الاستعمار ودفع تعويضات".
وجاء في موقع الرابطة الحقوقية أنه "تم وضع بقايا جماجم عشرات الجزائريين الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي خلال القرن الـ19 في أكياس من الورق، موجودة على رفوف خزانات حديدية، داخل متحف الإنسان بباريس"، علما أن أصحاب الرفات هم "رجال شرفاء سقطوا في ميدان الكرامة". وأفاد الموقع بأن غالبية بقايا الجماجم لم يعتن بها خبراء المتحف، في وقت تشير المعطيات التاريخية، أنه بعد معركة الزعاطشة التي خاضها المقاومون الجزائريون من 16 جويلية إلى 26 نوفمبر 1849، على بعد 30 كلم جنوب غرب بسكرة، بقيادة "الشيخ بوزيان القلعي" و"الحاج موسى"، قرر القادة العسكريون الفرنسيون قطع رؤوس القادة، وعرضها في إحدى الثكنات، ثم الأسواق ببسكرة لمدة ثلاثة أيام، لتكون، حسب المحتل الفرنسي، عبرة لمن يتجرأ على مقاومة فرنسا، وأضافت المعطيات إلى أن المدعو "فيكتور كوستون ريبو" ساهم في وصول رفات الجزائريين إلى متحف باريس، وأرفق كل رأس برقم تسلسلي وملصقة تتضمن تاريخ القتل وختم المكتب السياسي الفرنسي لقسنطينة، وتوقيع العقيد "دونوف" وتوقيع آخر لـ"غريسيلي"، وهم أصدقاء لـ"فيتال"، حيث حمل رأس الشيخ بوزيان، قائد مقاومة الزعاطشة رقم 5941، بينما حمل رأس بوبغلة رقم 5940، وحمل الشريف بوقديدة رقم 5943، بعد أن استشهد في معركة تبسة، ويوجد ضمن السلسلة رأس عيسى الحمادي، رفيق درب بوبغلة ومساعده، فضلا عن ابن الشيخ بوزيان الحسن و"موسى الدرقاوي" المعروف بـ"حاج موسى"، رفيق درب بوزيان، ومختار بن قويدر التيطراوي وابنه، وهما من أشراف قبيلة أولاد البخاري بالمدية، هذه الرؤوس وضعت في متحف قسنطينة، مع غنائم الغارات الفرنسية، وتعاون "ريبو" مع "روني هونوران فيتال" شقيق "إدموند فيتال" على جمع رؤوس الشهداء الجزائريين، وسلّم "فيتال" رؤوس القادة الجزائريين لرينو، وعددهم تجاوز العشرين، لتحوّل إلى المتحف الوطني للتاريخ بباريس.
ميشال غيرو مدير المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس أوضح لدى تطرقه لهذه القضية بالقول أن "هذه الرفات تحمل كلها رقما تسلسليا، وبالتالي فإننا نرى أنه يمكن إخراجها من الإرث، ونحن ننتظر فقط القرارات السياسية"، مؤكدا على وجوب انتهاج طرق معينة من ناحية الإجراءات حتى يؤخذ هذا الطلب بعين الاعتبار، قبل أن يؤكد على "إننا نعترف بحق العائلة والأحفاد"،، مشيرا إلى أن الطلبات "يجب أن تتم عن طريق الديبلوماسية، وليس من خلال جمعية ليس لها حق خاص حول هذه الرفات". 
 
إكرام. س

من نفس القسم الوطن