أكد أمس الخبير الاقتصادي الدولي عبد المالك سراي أن اجتماع الثلاثية أمس الأول ابقي نفس الغموض بالنسبة للنموذج الاقتصادي الجديد حيث لم تفصل الحكومة في الاليات لتي ستعتمدها من أجل ترقية الاقتصاد الوطني بعيدا ع قطاع المحروقات ولا القرارات والإجراءات التي ستتخذها لتطوير قطاعات أخري كالصانعة الفلاحة وقطاع الخدمات وهي نفس الرؤية التي ذهب لها الخبير الاقتصادي كمال ديب الذي أكد أن أتساع هذا النموذج الاقتصادي لم يسمح للحكومة ضبط كل الاليات والإجراءات التي ستعتمدها مؤكدا ان الحكومة والبترونا أتفاقا أمس على المبدأ متوقعا أن يبدأ الجهاز التنفيذي في دراسة الاليات والكشف عنها طيلة المرحلة المقبلة حتي تتضح جميع معالم هذا النموذج.

واشار سراي في أتصال هاتفي مع "الرائد"  أن الحكومة لم تتمكن لغاية الأن من ضبط الخطوط العريضة التي تتبعها من أجل إخراج الاقتصاد من التبعية للمحروقات مضيفا أن الحديث عن ترقية الصانعة وتطوير الفلاحة وقطاع الخدمات وتشجيع الاستثمار هي شعارات نسمعها منذ بداية الأزمة لكن لا شيء لحد الان ملموس، مضيفا ان نفس الحلول التي طرحت خلال هذه الثلاثية رأينها في الثلاثية السابقة من جانب اخر قال سراي أن حضور الولاة هذه الطبعة كان أمر ايجابي مشيرا أن التعليمات الصارمة التي أعطيت لهم من شأنها أن تخفف من أزمة العقار الصناعي المطروحة منذ سنوات، عن موضوع إلغاء التقاعد النسبي والمسبق والتجوه نحو الغاء الأمر  يؤسس الإحالة على التقاعد دون شرط السن الساري حاليا من اجل تجسيد سن الإحالة على التقاعد في سن ال60 قال سراي أن الأمر كان متوقع بسبب اختلال التوازنات المالية لصندوق التقاعد رغم ان التوجه نحو هكذا خيار لا يمثل الحل الأمثل بالنسبة للصندوق فهناك حلول أكثر نجاعة لم تفكر فيها الحكومة.

من جهته وصف الخبير الاقتصادي كمال ديب في تصريحات لـ"الرائد"  ان نتائج الثلاثية جاءت أغلبها في صالح الباترونا ورجال الاعمال الذين كانوا الرابح رقم واحد خلال هذا الاجتماع حيث جاءت بعض النتائج واضحة وفي صالحهم خاصة فيما تعلق فتح الاستثمار على مصرعيه لصالح الخواص وتقديم تسهيلات بالجملة للمستثمرين خاصة فيما تعلق بمشكلة العقار الصناعي وتسهيلات جبائية وجمركية مضيرا ان الحكومة ومن خلال ما اسفر عنه لقاء الثلاثية تحاول التقليل من النفقات العمومية وتحقيق التوازنات المالية بالاعتماد على القطاع الخاص سواء تعلق الامر بالمؤسسات أو رؤوس الأموال الموجودة بالبنوك، وبخصوص النموذج الاقتصادي أكد ديب أن هذا الأخير كان محل اتفاق واجماع من طر الثلاثية كمبدأ متوقعا أن تتم خلال المرحة المقبلة ضبط الاليات التي تسير هذا النموذج والتوجه الجديد، من جانب أخر أكد ديب أن الوزير الأول عبد المالك سلال ومن خلال خطابه مرر العديد من الرسائل خاصة باستعماله مصطلحات معينة على غرار قوله "كنا في سفينة واحدة" وتلميحه لإلغاء الدعم مستقبلا وتوجيهه للفئات التي تستحقه حيث لم يستبعد ديب أن تفتح وزارة التضامن ووزارة الداخلية في الأيام المقبلة ورشة لتحديد الفئات المستحقة للدعم كما سبق للحكومة وأعلنت عنه عند بداية الأزمة وفي السياق ذاته أشار ديب أن تصريحات سلال التي رسمت صورة سوداوية للوضع كاعتراف بخطورة الوضع قد تكون تبرير لفرض مزيد من الضرائب على المواطنين وتغيير في الالتزامات الاجتماعية رغم تأكيد اطراف الثلاثية على أن المساس بالمكتسبات خط أحمر.

س. زموش