دولي

مستوطنون يقتحمون الأقصى وأجواء مشحونة في ذكرى احتلاله

منظمات الهيكل المزعوم تدعو لإقامة الاحتفالات ومسيرات استفزازية تجوب القدس

 

اقتحم حوالي 120 مستوطنا صهيونيا، صباح أمس المسجد الأقصى المبارك، عبر مجموعات صغيرة ومتتالية يتقدمهم "حاخامات"، وبحراسة معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة، والتدخل السريع بشرطة الاحتلال.

وكان عشرات المواطنين استجابوا لدعوات القيادات الدينية والوطنية في القدس بشدّ الرحال والتواجد المبكر في الأقصى، لإحباط مخططات منظمات "الهيكل المزعوم" لإقامة احتفالات خاصة في الأقصى، لمناسبة ذكرى النكسة (احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس، بما فيه المسجد الأقصى عام 67). ولفت شهود عيان إلى أن حراس الأقصى أحبطوا محاولة مستوطن أداء طقوس وشعائر تلمودية داخله، واضطرت شرطة الاحتلال إلى إخراجه منه. بالتزامن مع ذلك، تتصاعد حدة التوتر في البلدة القديمة ومحيطها بفعل تدفق المستوطنين على باحة "حائط البراق"، والتي وصلت ذروتها في ساعات المساء، للمشاركة في مسيرة "الأعلام الاستفزازية" في باحة باب العامود، والتي تخترق البلدة القديمة باتجاه باحة "حائط البراق".

وعززت قوات الاحتلال انتشارها في المدينة المقدسة، وسيّرت دوريات عسكرية راجلة في البلدة القديمة، وأخرى مشابهة بالإضافة لدوريات محمولة وخيالة في الشوارع القريبة والمحاذية لسور القدس التاريخي، وفي المنطقة الفاصلة بين شطري المدينة المقدسة. إلى ذلك قالت مصادر محلية، إن شبان البلدة القديمة تمكنوا من السيطرة على محاولة إحراق محل تجاري يعود للمقدسي طارق العموري في القدس القديمة فجرا من قبل مستوطنين.

وفي السياق ذاته، ضاعفت منظمات الهيكل المزعوم (أكثر من 27 منظمة)، دعواتها للمستوطنين للمشاركة في اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى المبارك، في ذكرى احتلال ما تبقى من مدينة القدس عام 1967م. كما نظمت أحزاب اليمين المتطرف وحركات الشبيبة الاستيطانية المسيرات الاستفزازية تحت اسم "مسيرة الرقص بالأعلام" من باب العامود المدخل الشمالي للبلدة القديمة إلى حائط البراق في باب المغاربة جنوب المدينة المقدسة مروراً بالأسواق التاريخية العربية المقدسية.

وأعادت شرطة الاحتلال تموضع عناصرها وكثفت من انتشارهم في أنحاء المدينة، استعداداً للمسيرة الاستفزازية. وقال مدير عام إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب، إن الوضع في المسجد الأقصى، والاستعدادات لاستقبال رمضان، على أكمل وجه وطبيعية، وقد جرى نصب المزيد من المعرشات في المسجد لاستقبال المصلين في شهر رمضان المبارك. وندد الخطيب بتهديدات الجمعيات الاستيطانية باقتحام الأقصى وقال ": "إن هؤلاء يجوبون محيط وخارج المسجد ولن نسمح باقتحامات المسجد الأقصى بأعلام أو بغير أعلام، حيث إن المسجد عشية شهر رمضان يستقبل آلاف من المصلين". بدوره، قال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري "القدس اليوم تشهد عملية احتلال متكرر، واستباحة للبلدة القديمة، فقد زادت شرطة الاحتلال من أعداد قواتها منذ أكتوبر، واليوم أضافت إلى هذه القوات المزيد لحماية تلك المسيرة السنوية الاستفزازية لمشاعر كل مقدسي فلسطيني وهو يرى تلك العناصر اليمينية المتطرفة ترقص في بيتهم، ووسط مدينته محتفية باحتلال المدينة ومقدساتها". وأضاف الحموري: "كل عام في مثل هذا اليوم في ذكرى النكسة، يأتون لنبش الجراح، ويرددون (الموت للعرب) وغيرها من الشعارات العنصرية التي تمس عقيدتنا ومقدساتنا بالنسبة للمسجد الأقصى وهيكلهم المزعوم، ومطالبة التجار الذين يعيشون في ضائقة اقتصادية ويعانون من كساد اقتصادي ووضع صعب، بإغلاق محالهم". وتابع الحموري: "بدل من وقف الاستفزازات وعدوان المتطرفين والمستوطنين ومنع هذه المسيرة من المرور من باب العامود وأسواق القدس العربية، صممت السلطات الإسرائيلية على مرورها وتوفير الحماية لها". وحذر الحموري من انعكاسات هذه الإغلاقات على الوضع الاقتصادي لتجار البلدة القديمة خاصة. وقال إن هذا الإغلاق سيضر بالكثير من التجار، حيث إن العديد منهم يعتمدون في دخلهم على هذا الشهر، لأن بعض المواطنين يتبضعون لرمضان قبل يوم أو أسبوع أو أسبوعين، خاصة المواد الضرورية. ووصف الحموري الوضع الاقتصادي لتجار المدينة المقدسة بأنه صعب وهش وخطير، وقال ان هناك بعض التجار يعملون كعمال صباحا، ليوفروا قوت عائلاتهم، وهناك بعض المحال لا يتمكن أصحابها من سداد ما عليها من ديون والتزامات، ولا توفر دخلاً يغطي الالتزامات التي عليها، مشيراً إلى أن بعض التجار يلوحون بإغلاق محلاتهم لعدم قدرتهم على دفع ما عليهم من ضرائب والتزامات. 

 

من نفس القسم دولي