الوطن

ثلاثية خطيرة اليوم تفصل في مصير الاقتصاد الوطني ونظام التقاعد

نموذج اقتصادي جديد دون إجماع وقفز على مكاسب العمال في غياب التمثيل الحقيقي

 

تجتمع الحكومة اليوم مع المركزية النقابية وارباب العمل في ثلاثية خطيرة ستناقش محاور مهمة أبرزها النموذج الاقتصادي الجديد الذي ستتحدد أولى ملامحه اليوم بالإضافة إلى قانون العمل ونظام التقاعد فيما تعلق بالطبقة العمالية، وككل مرة تؤكد النقابات المستقلة أن الثلاثية هذه لا ينتظر منها شيء بالنسبة للعمال بل بالعكس فأن فتح محاور تتعلق بقانون العمل ومراجعة نظام التقاعد في هذا التوقيت بالذات ودون الرجوع لكل الشركاء الاجتماعيين يعني تهديدا للمكاسب وهو نفس الحال بالنسبة للنموذج الاقتصادي الذي سيناقش حسب الكثير من الخبراء في نطاق ضيق يقتصر على الحكومة وارباب العمل فقط في حين أن القضية هي قضية اجماع وطني أن تحدثنا عن نموذج اقتصادي جديد بمعني تغيير للذهنيات الاقتصادية الحالية واستبدالها بذهنية جديدة قائمة على قاعدة صلبة وقوية.

تتجه أنظار الخبراء الاقتصاديون والطبقة السياسة والجبهة الاجتماعية اليوم لاجتماع الثلاثية حيث ينتظر الخبراء الاقتصاديون والمتابعون للوضع الاقتصادي الحالي من السياسيين والأحزاب ما ستكشف عنه الحكومة فيما يخص النموذج الاقتصادي الجديد رغم الانتقادات التي طالت هذا النموذج حتي قبل الإفصاح عنه من طرف الحكومة بسبب أن الحكومة التي تريد تغيير سياستها الاقتصادية لم تبحث عن الأجماع الوطني لذلك بقدر ما تبحث عن دعم ارباب العمل ورجال المال والأعمال وهو الخطأ الذي وقعت فيها في كل الإجراءات التي اتخذت لمجابهة أزمة انهيار أسعار النفط والتي فشلت أغلبها بسبب سوء التخطط وغياب النظرة الاستشرافية. من جانب أخر ورغم ان ثلاثية هذه السنة اقتصادية بامتياز ألا أن الطبقة الشغيلة سيكون لها نصيبها من الأزمة ونقاشاتها حيث    تنتظر الطبقة الشغيلة مصير نظام التقاعد ومراجعة سن التقاعد وكذا مناقشة قانون العمل  وهو ما يثير تخوف النقابات المستقلة من منطلق تيقنهم أن الثلاثية هذه والظرف الذي تجري فيه لن تقدم للعامل أي مكسب جديد بل بالعكس فان فتح المجال لمراجعة نظام التقاعد ومناقشة قانون العمل في هذا التوقيت بالذات يعد أمر مقلق كون مناقشة هذه الملفات ستتم على نطاق صيق يقتصر تمثيل العمال على المركزية النقابية فقط وهو ما نددت بها النقابات المستقلة مؤكدة ان أقصائها من النقاش والمشاركة في اثراء مثل هكذا ملفات يعني التواطئ ورهن مصالح العمال.

مزيان مريان: أي قفز على المكاسب يعني تهديد لاستقرار الجبهة الاجتماعية 

وفي هذا الصدد يقول رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان أن ثلاثية لا تشارك فيها النقابات المستقلة التي تمثل شريحة هامة وواسعة من عمال القطاع العام والخاص لا ننتظر منها شيء فيما تعلق بتحسين الوضعية الاجتماعية والمهنية للعامل هذه الوضعية التي تأزمت مع انهيار أسعار النفط وستتأزم أكثر أن تم القفز على مكاسبه يضيف مزيان مريان من خلال تعديل نظام التقاعد ورفع سنة لـ65 سنة كما أعلن عنه مؤخرا مع أمكانية ألغاء التقاعد النسبي والمسبق حيث اكد مزيان مريان في هذا الصدد أنه من غير المعقول التوجه نحو هكذا خيارات فقط لأن صندوق التقاعد يعاني أزمات مالية ليس للعامل فيها أي دخل لا من قريب ولا من بعيد مشيرا في ذات السياق أن التقاعد النسبي والمسبق حق من حقوق العمال خاصة في بعض القطاعات التي يعاني فيها العامل امراض جسدية ونفسية قد يضطر للتقاعد حتي قبل بلوغ السن القانونية، كما قال مزيان في السياق ذاته أن الاستقرار الموجود في الجبهة الاجتماعية رغم كل الصعوبات والمعاناة التي يعشها العامل ل يستمر في حال المساس بمكتسباته وتوقع دخول اجتماعي ساخن أن تم مراجعة نظام التقاعد بطريقة لا تخدم العمال وكذا الإبقاء على ذات المواد التي تم التحفظ عليها من طرف النقابات المستقلة فيا يخص قانون العمل خاصة تلك التي تمس بالحق في الإضراب والحقوق النقابية.

غاشي لوناس: الثلاثية لن تقدم شيء للعمال بل ستأخذ منهم!

من جهة وصف الأمين العام للنقابة الوطنية لممارسي شبه الطبي غاشي لوناس اجتماع الثلاثية اليوم بلا حدث بالنسبة للعمال والنقابات المستقلة مشيرا أن هذا الاجتماع وعلى مدار سنوات لم يقدم شيء للعمال وفي كل مرة تنتقد النقابات المستقلة عدم اشراكها، مضيفا أن الحكومة والمركزية النقابية تعمدت دراسة محاور مهمة مثل قانون العمل ونظام التقاعد خلال هذا الاجتماع من أجل استغلال الفرصة وتهميش النقابات وعدم اعطائهم الفرصة لإبداء رأيهم في الملف الا أن لوناس أكد أن النقابات لن تسكت عن حقوق العمال ومكتسباتهم أ تم المساس بها.

من جهتهم أبدى العديد من نواب البرلمان عدم تفاؤلهم بنتائج الثلاثية خاصة فيما تعلق بأطلاق النموذج الاقتصادي الجديد انطلاقا من توقعات الخبراء الاقتصاديين التي أكدت ان هذا النموذج سيقتصر على حزمة من الإجراءات كتلك التي سبق للحكومة واتخذتها ولقيت أغلبها فشل ذريع بسبب قلة التخطيط والنظرة الاستشرافية.

نعمان لعور: الحكومة غير جادة في نموذجها الاقتصادي الجديد  

وفي هذا الصدد يؤكد النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن حركة مجتمع السلم نعمان لعور ان النموذج الاقتصادي الذي ستعلن عنه الحكومة اليوم وبغض النظر عن التفاصيل التي ستكشف عنه هذه الأخيرة لن يحمل للاقتصاد الوطني شيء من منطلق المؤشرات الموجودة على الساحة اقتصادية مضيفا في تصريحات لـ"الرائد" أن اقتصار هذا النموذج على مجرد إجراءات كتلك التي سبق للحكومة واتخذتها يعني اننا نضيع الوقت وفقط خاصة وان المدة التي تنوي الحكومة خلالها تطبيق هذا النموذج توحي بعدم جدية الحكومة في تغيير ذهنيات الاقتصاد الريعي وتغييرها بذهنية جديدة كما اكد بنعمان لعور أن أي تغيير في سياسة الحكومة الاقتصادية يجب أن يمر على نواب الشعب وليس تمريريه في اجتماعات أحادية الطرف.

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن