الوطن

سيناريو تسريبات 1992 يتكرر مع بن غبريط ويضعها في ورطة

مواضيع التاريخ والجغرافيا حلها التلاميذ في بيوتهم أولا

 
  • لا إعادة لامتحانات البكالوريا و50 صفحة على "الفايس بوك" تحت عيون الدرك

 

لم يمر اليوم  الرابع من امتحانات شهادة البكالوريا، دورة جوان 2016  بسلام على وزيرة  التربية نورية بن غبريط، وهذا بعد تسريب ولليوم الثاني على التوالي موضوع مادتي التاريخ والجغرافيا  على غرار ما وقع أول أمس مع مادة الفرنسية وحتى الفلسفة، حيث تمكن التلاميذ من الاطلاع عليها قبل ساعات من موعد الإمتحان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تخرج الوزيرة عن صمتها وتؤكد صحة حدوث التسريبات بدون اتخاذ قرار اللجوء إلى إعادة الإمتحان الذي تشدد أطراف على أهمية اعادة مصداقيته عبر اقالة المسؤولة الاولى لقطاع التربية الوطنية بعد ان تم اتهامها بالفشل في تنظيم بكالوريا نزيهة، علما ان مصالح الدرك الوطني والامن باشرت وبالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية في  التحري والبحث لايقاع من وراء صفحات "الفايس بوك" التي تروج المواضيع المسربة  وتم وضع تحت اعينها ازيد من 50 صفحة.

وقد قامت بعض الأطراف بتوزيع صور طبق الأصل عن الإمتحان كما تم نشره على صفحة الفايسبوك  ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء أي  قبل ساعات عديدة من انطلاقة الامتحان، وهو ما مكن التلاميذ من الاطلاع عليه،  وقد خرج  العديد من المترشحين  قبل انتهاء المدة  القانونية  للامتحان على اعتبار انهم قاموا بالاطلاع على الامتحان  و  بتحضير  الاجابات مسبقا، وهو السيناريو الذي عاشته الجزائر في 1992 والتي اطاحت انذاك بوزيرة التربية محمد بن على.

ليلة بيضاء قضاها طلبة الباك لحل المواضيع المسربة

كما قام مجهولون صبيحة يوم أمس، بتوزيع صور طبق الأصل عن مواضيع التاريخ والجغرافيا شعبة العلوم التجريبية، وكذا شعبة الاداب  قبل أن يتأكدوا بعد دخول التلاميذ الامتحان بأن تلك النسخ كانت نفسها لمواضيع البكالوريا الرسمية، وهو ما اثار  ضجة كبيرة في أوساط التلاميذ والرأي العام، حيث اغتنم العديد من المترشحين فرصة الإطلاع على الموضوع وتحليله فيما بينهم والإستنجاد بمقربين لهم على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"ّ لمعرفة الأجوبة وهذا بعد ان قضو ليلة بيضاء بحثا عن الاسئلة والحلول، هذا فيما لجا امس التلاميذ وقبل انطلاق الامتحان بكتابة الاجوبة على الطاولات وعلى الجدران وحتى عبر  تذاكر النقل "ايتوزا" .

وياتي هذا بعد ان  عرف امتحان مادة اللغة الفرنسية تسريبا ليلة الامتحان ،  من اهمها موضوع شعبة العلوم الذي كان  على أحداث 08 ماي 1945 ، وهو ما تفاعل لها بشكل كبير التلاميذ ، رغم تشكيكهم في بداء الامر انه مزيف، قبل ان يتيقنو انه نفسه الذي سرب، ما جعلهم يبحثنون عن مواضيع اخرى في المواد المتبقية .

مواضيع الفلسفة تصنع الحدث مجددا على "الفايس بوك"

وفي مساء امس عادت التسريبات لتمس مادة الفسلفة لشعبة العلوم، حيث تم تنقل الموضوع كاملا عبر صفحات "الفايس بوك" حيث خص الموضوع الاول سؤال جدلي حول الرياضيات، وفي الموضوع الثاني ، سؤوال  استقصائي لمقولة سوقراط، في حين جاء موضوع النص الخاص بالموضوع الثالث على الادراك، ولم يتاكد بعد اذا كان نفسه الذي امتحن فيه التلاميذ في ظهيرة امس.

واعترفت امس وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بحقيقة وجود تسريبات في بعض مواضيع البكالوريا "لكنها لن تمس كل الشعب" على حد قولها  مشيرة الى  فتح تحقيق موسع في العملية وهذا قبل ان تشدد عن استحالة التفكير في الوقت الراهن في اعادة امتحانات البكالوريا، قائلة ان اليوم الخميس سيتم للراي العام الجزائري نتائج التحقيق الذي فتحته وزارة التربية بداية من ليلة اول امس بخصوص التسريبات للمواضيع التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشية امتحانات بعض المواد، مؤكدة انها كانت قد التقت النقابات الناشطة في القطاع وقد تم رفع لها انشغال هذه التسريبات، مطمئنة الجزائريين انهم سيتم الوصول للمتورطين ومعاقبتهم من خلال جرهم الى اروقة العدالة ومقاضاتهم.

وزارة التربية تحاول طمأنة التلاميذ بالتأكيد على أن الظروف عادية

وصدرت الوزيرة بيان عاجل جاء فيه " أنه تم فتح تحقيق حول ما تداولته بعض الأطراف بشأن تسريب مواضيع امتحان شهادة البكالوريا على شبكة التواصل الإجتماعي لكشف المتسببين في ذلك ومتابعتهم"، موضحا أنه بالنظر "لما تداولته بعض الأطراف حول تسريب مواضيع إمتحان شهادة البكالوريا على شبكة التواصل الإجتماعي, فإن وزارة التربية الوطنية تطمئن كافة المترشحين والرأي العام بأن هذه الإمتحانات تجري في ظروف عادية وأنه في حالة ظهور أي مؤشر يمس بمصداقية هذا الإمتحان فإنها (الوزارة) وبالتنسيق مع الهيئات المختصة التابعة للدولة, ستقوم بالتحقيقات اللازمة لكشف المتسببين ومتابعتهم". 

من جهة أخرى, أكدت الوزارة أنها "تلتزم بضمان حق كل المترشحين في تكافؤ فرص النجاح لهم, متمنية التوفيق لهم في باقي المواد الجاري الإمتحان فيها". و أضاف البيان أنه "سيتم إخطار الرأي العام اليوم الخميس 02 جوان 2016 غداة الإنتهاء من الإمتحان بتقييم أولي لبكالوريا هذه السنة من طرف الوزارة والشركاء الإجتماعيين".

وأكد في المقابل عضو المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ سمير قصوري، في منشور له على صفحته الرسمية "الفسيبوك" أن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أخفقت في إنجاح إمتحان نهاية الطور الثانوي "البكالوريا " وذلك لما شهدته دورة الـ 2016 من عملية تسريب لمواضيع البكالوريا الخاصة بمادتي العلوم الطبيعة واللغة الفرنسية خلال اليوم الثالث متبوعة بتسريب أسئلة مادة التاريخ والجغرافيا في اليوم الرابع، وذلك رغم تطمينات الوزيرة وإنجاح الحدث والحد من ظاهرة الغش من خلال تنصيب أجهزة تشويش على الهواتف النقالة.

ودعا سمير قصوري من خلال ذات المنشور إلى فتح تحقيق معمق في مهزلة البكالوريا لدورة ماي 2016 التي أعادت إلى الأذهان الرأي العام سيناريو 1992 ومحاسبة المسؤولين والمتورطين في القضية خاصة وأنها انعكست سلبا على التلاميذ الذي دخول في هيستريا خوفا من إعادة الدورة.

عثماني مريم

من نفس القسم الوطن