الوطن

الصحراء الغربية تفقد رجل الإجماع والتوافق

محمد عبد العزيز في ذمة الله بعد 40 سنة من قيادة البوليساريو

 

  • بوتفليقة يشيد بالفقيد ويصفه برجل السلم الذي لم يحضر إستقلال بلاده 
 
توفي رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، إثر مرض عضال حسبما أعلنته سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر، عشية أمس، ويعتبر الراحل من مؤسسي جبهة البوليساريو، حيث انتُخب في مكتبها السياسي خلال مؤتمرها التأسيسي في 10 ماي 1973، وظل قائدا عسكريا في الجبهة حتى انتخابه أميناً عاماً ورئيساً لمجلس قيادة الثورة، بعد مقتل الولي مصطفى السيد العربي، مؤسس جبهة البوليساريو وأمينها العام سنة 1976، قبل أن يتم تعييه في أكتوبر من نفس السنة رئيسا للجمهورية الصحراوية في مؤتمر جبهة البوليساريو الخامس. وظل في هذا المنصب إلى غاية وفاته، وبعد إعلان جبهة البوليساريو وفاة زعيمها عن عمر ناهز 68 عاما٬ بعد صراع طويل مع المرض، عينت الجبهة رئيس المجلس الوطني الصحراوي، خطري آدوه، زعيماً مؤقتاً لمدة 40 يوماً، حيث ينص القانون الأساسي للجبهة وفق المادة 49 على أن يتولى رئيس المجلس الوطني منصب الأمين العام للجبهة ورئيس الجمهورية٬ إلى غاية انتخاب الأمين العام الجديد في مؤتمر استثنائي يعقد في ظرف 40 يوما من وفاة الرئيس"، فيما أعلنت جبهة البوليساريو الحداد لـ40 يوماً، بينما قرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إعلان الحداد الوطني لمدة 8 أيام عبر كامل التراب الوطني.
وفي ظل رئاسة الراحل محمد عبد العزيز ، أصبحت الجمهورية الصحراوية عضوا في منظمة الوحدة الإفريقية، كما ساهم بشكل كبير في اعتراف عشرات الدول خاصة من أمريكا اللاتنية بالجمهورية العربية الصحراوية، كما كان يشرف بشكل مباشر على المفاوضات مع المحتل المغربي تحت رعاية أممية وكانت توجهاته هذه سببا رئيسيا في انسحاب المغرب من المنظمة الإقليمية وكان الراحل في آخر رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي، نقلتها وكالة الأنباء الصحراوية الرسمية، قد طالب بالإسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة والعقوبات الصارمة ضدّ دولة الاحتلال المغربي، من أجل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية والعودة الفورية للمكوّن السياسي والمدني لبعثة المينورسو، مع وضع رزنامة عاجلة لتنفيذ مأموريتها لتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.
وفي رسالة تعزية للشعب الصحراوي أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الشعب الصحراوي فقد بوفاة رئيسه محمد عبد العزيز، مناضلا صلبا، جعل من السلم مبدأ استراتيجيا وقناعة نضالية لا بديل عنها، معربا عن ألمه لرحيله قبل أن يرى بلاده مستقلة. وفي برقية بعث بها لرئيس المجلس الوطني الصحراوي خطري أدوه، يعزيه فيها بوفاة الرئيس الصحراوي، كتب الرئيس بوتفليقة "إنه لحدث مفجع وخطب جلل، هذا الذي حل بالشعب الصحراوي الشقيق وكل أحرار العالم من التواقين إلى الحرية والسلام، بوفاة المجاهد والمناضل محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: "لشد ما آلمني النبأ، وعز علي أن تنطفئ فيه جذوة الحياة ولما يبلغ هدفه، الذي أمضى زهرة حياته وكل عمله ووقته في سبيل تحقيقه، وقبل أن يرى شمس الحرية تبسط أشعتها على ربوع وطنه، وهو الذي كان يفيض أملا ويكد عملا للعودة إليه مع رفاقه سادة أحرارا عن طريق تجسيد حقيقي لمخطط السلام الأممي حول قضية الصحراء الغربية".
وتابع رئيس الدولة "يعز علي أن يفقد الشعب الصحراوي مناضلا صلبا من مناضليه، وأحد مؤسسي جبهة البوليساريو البواسل، رفع السلاح لتحرير بلاده في باكورة الثورة، وسرعان ما أصبح القائد العسكري العام للجبهة، ولم يمض عليه غير وقت قليل حتى عين أمينا عاما لها، ورئيسا لقيادة مجلس الثورة، بفضل كفاءته في الميدان، وبراعته في إدارة دفة السياسة".
وذكر بأن الرئيس الصحراوي الراحل "لم يترك سانحة إلا اغتنمها، كان يقظا لكل ما يمس بقضيته، يفاوض بحجة وإقناع، ويحاور بلطف ورزانة. إلى أن أنهك جسده التعب، وتسلل إليه المرض، ووافاه الأجل المحتوم، فرحل إلى رحمة الله وعفوه، تزفه الدعوات والرحمات".
فبوفاة الفقيد محمد عبد العزيز، يضيف الرئيس، "لقد رزء الشعب الصحراوي الشقيق اليوم، في واحد من أبنائه الرموز البررة، كما فقد المجتمع الدولي وكل المستضعفين في الأرض، داعية لقيم التحرر والتعايش السلمي، كسب تعاطف شعوب العالم والمجتمع المدني والحقوقي إلى مؤازرة قضية شعبه المشروعة".
خالد. ش

من نفس القسم الوطن