الوطن

السعودية تلجأ إلى التهدئة وإيران إلى المقاطعة

وفد بعثة الحج الإيرانية انسحب من التوقيع على محضر ترتيبات شؤون حجاجهم

 

أوضحت السفارة السعودية بالجزائر، في بيان لها، أمس، حقيقة المفاوضات التي جرت بين الطرفين السعودي والإيراني فيما يخص تحضيرات البلدين لموسم الحج لهذه السنة، والذي دفع بالإيرانيين إلى الانسحاب منه ومقاطعته ومطالبة المواطنين الإيرانيين بعدم الذهاب لأداء هذه المناسك، وفق ما صدر عن مؤسسة الحج والزیارة. وقال بيان سفارة السعودية نقلا عن وزارة الحج والعمرة بالمملكة، أمس، بأن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية غادر البلاد٬ دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام٬ في ثاني محاولة فاشلة للتوصل لاتفاق بين الطرفين. وحّملت الوزارة البعثة الإيرانية "مسؤولية عدم قدرة مواطنيها على أداء مناسك الحج لهذا العام"، مؤكدة "رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين".
وتأتي هذه التوضيحات التي تكون السعودية قد حرصت عبر ديبلوماسياتها المعتمدة في الدول الإسلامية المعنية بالحج، كخطوة لرفض أي تأويلات قد تحدث بخصوص هذه الحادثة التي بررتها السلطات الإيرانية بكونها "عراقيل" تكون السعودية قد وضعتها فيما يخص المفاوضات حول ترتيبات موسم الحج. وفي وقت اختارت السعودية التهدئة، تكون إيران قد قررت المقاطعة رافضة الدخول في جولة من النقاشات مع السلطات السعودية.
وأوضحت وزارة الحج السعودية بخصوص الخطوة التي اتخذتها نظيرتها الإيرانية، بأنه وبعد رفض منظمة الحج الإيرانية٬ خلال زيارة وفدها إلى السعودية٬ شهر أفريل الماضي، التوقيع على "محضر الحج"٬ للعام الحالي٬ تمت تلبية رغبة رئيس المنظمة والوفد المرافق له٬ للقدوم إلى المملكة مجددا للتوقيع على المحضر، مشيرة إلى أنه وبعد اجتماعات مع الوفد الإيراني استمرت لعدة ساعات الأربعاء والخميس الماضيين٬ تم خلالها بحث كافة القضايا التي سبق تداولها في اجتماعات الزيارة السابقة. وأوضحت الوزارة أنها لبت عددا من المطالب التي تقدم بها الإيرانيون، والتي تمحورت حول تقديم تأشيرات إلكترونية من داخل إيران ومناصفة نقل الحجاج جوا بين السعودية وإيران، والموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح الحجاج الإيرانيين، بالإضافة إلى كون الوفد قد أدى مناسك العمرة في جو اتسم بالحصول على تسهيلات تمحورت حول تحضيرات موسم الحج الحالي، غير أن الوفد الإيراني أبدى في الأخير رغبته في المغادرة إلى بلاده فجر الجمعة الماضية٬ دون توقيع محضر ترتيبات شؤون حجاجه، قبل أن تصدر أمس بيانا حملت فيه الأطراف السعودية مسؤولية الخطوة التي اتخذتها والرامية إلى منع الحجاج الإیرانیین من أداء هذه الفریضة الدینیة للعام الجاري.
خالد. ش

من نفس القسم الوطن