الوطن

الإبراهيمي: الحكومات العربية تخلت عن فلسطين

استثنى الجزائر منها وعبر عن ارتياحه للمناعة من التصدع

 
  • لا وجود لمحور جزائري روسي إيراني سوري وإنما تعاون ثنائي
 
بعد سلسلة لقاءاته مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، خرج، أمس، مستشار الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي وزير الخارجية السابق، الأخضر الإبراهيمي، في محاضرة من تنظيم مجلس الأمة وبحضور رئيس المجلس ووزير الخارجية، رمطان لعمامرة، إضافة إلى إطارات من مختلف المؤسسات ونواب بالبرلمان بغرفتيه، تعرض فيها إلى موضوع "الثورات العربية حقيقة، سراب أم مؤامرة"، قدم فيها وجهة نظره فيما حدث ويحدث في العالم العربي بلغة دبلوماسية، تحاشى فيها الدخول في خصومة مع أي طرف، كما تحاشى التعرض لمواقف الدول خاصة العربية إلا بالتعميم. واستبعد الإبراهيمي إمكانية وجود مخطط لخلق "سايكسبيكو" جديد في المنطقة.
الإبراهيمي أسهب في الحديث عن الأزمة السورية، معتبرا أن الأمل في الحال محدود ومعلقا أساسا بوجوده تقدم في المحادثات والاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، كما عبر عن رأيه أن سوريا غير مهددة بالتقسيم كما يرجحه البعض، رغم محاولة الأكراد إقامة كيان مستقل لهم مثلما جرى في العراق, وإنما هي مهددة بالصوملة من خلال انهيار الدولة المركزية وسيطرة "أمراء الحرب"، وهم من يمثل المليشيات حاليا، على الحكم في البلاد وتناحرهم فيما بينهم من أجله (الحكم). وتحدث عن أرقام خيالية للتنظيمات المسلحة في سوريا، حيث أشار إلى أنهم وصلوا إلى إحصاء 500 فصيل وأن بعض السوريين يقولون أنه يصل عددهم إلى ألف تنظيم. وأوضح أنه من بين العوامل التي من شأنها أن تحول دون تقسيم سوريا، هو التنوع الذي يعرفه المجتمع السوري، فهو عبارة عن "فسيفساء فيها السني والشيعي والمسيحي والدرزي، وحتى المسيحيون منقسمون إلى عدة فصائل"، حيث يصل عددهم من 15 إلى 18 فصيل، كما أرجع سبب استمرار الأزمة السورية إلى أن "الأطراف الأولى بمساعدتهم هي دول المنطقة التي هي منقسمة ومختلفة وعاجزة بدورها عن مساعدة السوريين على حل أزمتهم، ما استوجب اللجوء إلى الدائرة الأبعد من سوريا، وهي الدائرة الدولية التي تضم أساسا الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. وعن الموقف الجزائري، قال الإبراهيمي "أن الجزائر  لطالما غلبت الحوار السياسي لحل الأزمات". وذكر الإبراهيمي بأن "علاقات الجزائر وسوريا علاقات تاريخية وقوية تندرج في إطار المسؤولية المعنوية والمصلحة المشتركة". كما أكد على ضرورة إشراك كافة الأطراف الإقليمية وعلى رأسها إيران "نظرا لوجودها المكثف في سوريا ولكونها شريكا لا يمكن الاستغناء عنه في حل الأزمة". كما رفض فكرة وجود محور جزائري روسي إيراني سوري بلغة فيها كثير من المزح، معتبرا ما هو موجود تعاونا ثنائي بين هذه البلدان ليس إلا.
وتحدث الإبراهيمي أيضا عن إيران التي أصبحت تعبر نفسها الدولة القوية في المنطقة، على حد تعبيره .وفي حديثه عن ليبيا قال الإبراهيمي أن "التدخل العسكري الذي قاده ساركوزي بالتعاون مع صديقه الحميم برنار هنري، جاء مدمرا ومخربا ووقف في وجه المحاولات الإفريقية التي تسعى لحل يرضي الجميع".
الإبراهيمي حاول أن يجمع بثلاثية السراب والحقيقة والمؤامرة للربيع العربي، محذرا من "مغبة الاستخفاف بما يحدث حولنا من أزمات وتململات" وأن الأحداث يمكن أن تتواصل تأثيراتها على الجزائر، رغم أن الجزائر محصنة منها وعبر عن ارتياحه لهذا. 
الإبراهيمي تعرض للقضية الفلسطينية معبرا عن أسفه لأن الحكومات العربية تخلت عن فلسطين وأن أغلب الدول تسعى للتطبيع مع إسرائيل، مستثنيا الجزائر من هذه المواقف، كما تحدث عن مأساة غزة التي اعتبر سكانها في سجن كبير، وحمل أيضا المسؤولية للأطراف الفلسطينية، وشرح أسباب عدم اعتراف المجتمع الدولي بحكومة التوافق وأرجعه إلى اللوبي الإسرائيلي المتحكم في القرار الأمريكي الرافض لحركة حماس في الحكم .
المبعوث الأممي لم يخف أيضا بعض ملاحظاته حول ما يحدث في الواقع العربي، خاصة في العراق الذي، في وجهة نظره، أن الولايات المتحدة لم تقصد تسليم العراق إلى إيران وإنما الغباء الأمريكي هو الذي أوصل إلى هذه النتيجة.
خالد. ش

من نفس القسم الوطن