دولي

فالس في الأراضي المحتلة: محاولة يائسة لإحياء المبادرة الفرنسية

يعوّل على رصيده في الدفاع عن الاحتلال

 

وصل رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، ليلية السبت إلى الأحد، إلى تل أبيب، في زيارة تدوم ثلاثة أيام تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك برفقة وفد وزاري رفيع، ويرتقب أن يلتقي الضيف الفرنسي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من وفد الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو.

ورغم أن هذه الزيارة كانت مبرمجة منذ عدة أشهر، فإن مهمتها الأساسية في السياق الحالي الذي يشهد توتراً كبيراً بين باريس وتل أبيب، تتمثل في إقناع الاحتلال الصهيوني بالتراجع عن رفضها للمبادرة الفرنسية لإحياء مفاوضات السلام الفلسطينية الصهيونية المتعثرة، والتي باتت الشكوك متعاظمة في نجاحها بعد الرفض الصهيوني القاطع لها.

وتأتي هذه الزيارة في سياق أكدت فيه باريس عقدها لاجتماع وزاري دولي في 3 يونيو/حزيران المقبل، تُشارك فيه 20 دولة، ويحضره بالخصوص وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وممثلون عن الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى عدة بلدان عربية، في محاولة لإحياء المفاوضات بين الاحتلال الصهيوني والفلسطينيين.

وينعقد هذا الاجتماع بدون مشاركة ممثلين عن الاحتلال الصهيوني وفلسطين "تفادياً لتعثره"، بحسب وزارة الخارجية الفرنسية.  وسيلجأ فالس في مساعيه إلى تليين الموقف الصهيوني لاستثمار رصيده الكبير في دعم تل أبيب والمؤسسات اليهودية في فرنسا.

وقد برز فالس في السنوات الأخيرة منذ تعيينه وزيراً للداخلية في الحكومة الاشتراكية الأولى التي عينها الرئيس فرانسوا هولاند، غداة انتخابه عام 2002، كواحد من المسؤولين الفرنسيين الأكثر مغالاة في الدفاع عن دولة الاحتلال.

وهاجم فالس في السنوات الأخيرة بقوة حملة مقاطعة البضائع الصهيونية ، وكان من الرافضين لاعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين، وأخيراً، أثار فالس جدلاً كبيراً حين صرح خلال حضوره الحفل السنوي لممثلي المؤسسات اليهودية بفرنسا أن "معاداة السامية هي مرادف لمعاداة الصهيونية".

ووجّه فالس اعتذاراً علنياً إلى الاحتلال الصهيوني في 11 مايو/ أيار الجاري، من تحت قبة البرلمان الفرنسي، بسبب مصادقة فرنسا على قرار أصدرته منظمة اليونيسكو حول القدس في 14 إبريل/ نيسان الماضي، واعتبر أنه "تضمن صياغات مؤسفة وفي غير محلها تلحق ضرراً بالاحتلال الصهيوني "، وذلك في إشارة إلى قرار المنظمة الدولية الذي يشير إلى فلسطين المحتلة، من دون استخدام تسمية "جبل الهيكل" التي يطلقها اليهود على باحة المسجد الأقصى.

ويرى مراقبون أن حظوظ فالس ضئيلة بإحداث تغيير في الموقف الصهيوني ، رغم رصيده الواسع في محاباة الاحتلال، وأنه لن ينجح في ثني نتنياهو عن رفضه للمبادرة الفرنسية التي يعتبرها الأخير تدخلاً في الشأن الداخلي الصهيوني و"إملاءً خارجياً مرفوضاً".

الوكالات

 

من نفس القسم دولي