الوطن

مسؤولون فرنسيون في مهمة جديدة لجس نبض الطبقة السياسية بالجزائر

وسط غموض سياسي واقتصادي وتدهور أمني بمنطقة الساحل

 

يؤكد متتبعون للشأن السياسي أن الزيارات التي يقوم بها مسؤولون فرنسيون، بعد الأزمة التي عرفها البلدان، تؤكد مدى ضبابية الوضع السياسي والاقتصادي الذي تعيشه الجزائر، والتي فرضت عليهم التحرك لمعرفة ما يدور بإيعاز.

انطلق مسؤولون فرنسيون في سلسلة زيارة إلى مقرات الأحزاب سواء تلك المحسوبة على الموالاة أو المعارضة، أعادت مجددا إلى الواجهة الزيارات المتكررة للمثلي دول غربية لأحزاب سياسية، في سيناريو مشابهة لفترة ما بعد رئاسيات 2014, حيث تواصل وجوه سياسية من الموالاة والمعارضة استقبال ممثلين عن دول غربية، في مقدمتهم فرنسا، حيث التقى الأسبوع الماضي رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، بالسفير الفرنسي، برنارد إيميي، وهو اللقاء الذي جاء بطلب من السفير الفرنسي وتناول قضايا، قال حزب بن فليس، أنها تمحورت حول وضع العلاقات الجزائرية الفرنسية وآفاق تطورها بما يخدم توازن مصالح الشريكين، في كنف الاحترام المتبادل، إلى جانب التطرق إلى الأوضاع السياسية والأمنية السائدة في منطقة الساحل والمغرب العربي

كما لم يخل اللقاء من التطرق إلى الوضع السياسي والاقتصادي الذي تمر به البلاد، وأبلغ بن فليس أن طريق الخروج من الانسداد الشامل الراهن يكمن في انتقال ديمقراطي توافقي وتدرجي وهادئ.

بالمقابل, حظي وفد فرنسي باستقبال من الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، يقوده جون بيار شوفانمون، ولقد كان مرفوقا بالسفير الفرنسي بالجزائر ومستشارين آخرين دون أن يتطرق بيان الحزب إلى ما دار بين الطرفين, ولو أن المتتبعين للشأن السياسي يؤكدون أن الزيارة تدخل في إطار إذابة الجليد بين الطرفين عقب الأزمة الديبلوماسية التي طبعت العلاقات الجزائرية الفرنسية بعد زيارة الوفد الفرنسي الجزائر الشهر الفارط.

هذا وإن كان الأمر اقتصر في الآونة الأخيرة على أطراف فرنسية، إلا أن مقرات الأحزاب السياسية في الجزائر لا تكاد تخلو من زيارات وفود ديبلوماسية وسفراء لدول غربية على غرار أمريكا وسويسرا وبريطانيا، الذين قرروا الانتقال عبر الولايات على غرار الخرجة الميدانية التي قادت السفيرة الأمريكية إلى ولاية جيجل، الأسبوع الفارط، ومن قبلها العديد من الولايات، كما كانت السفيرة من أكثر الدبلوماسيين الذين أدوا زيارات إلى مقرات الأحزاب السياسية.

وكانت آخر تلك الزيارات التي قام بها نهاية الأسبوع الماضي رئيس جمعية فرنسا - الجزائر، جان بيار شوفانمان، الذي قال أن لقاءه مع المسؤولين الجزائريين سمح "بتبديد بعض سوء الفهم المحتمل أن يصدر عن بعض الأخطاء". وقال شوفانمان، عقب اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية، رمطان لعمامرة، "إنني سعيد بزيارتي إلى الجزائر التي سنحت لي فيها فرصة الالتقاء مطولا بالوزير الأول عبد المالك سلال، وتمكنا من تقييم شامل وتبديد بعض سوء الفهم المحتمل أن يصدر عن أخطاء في التنفيذ".

وكانت الجزائر قد عبرت، في الفترة الأخيرة، عن انزعاجها البالغ من تصريحات ومواقف الساسة الفرنسيين، كما حدث مع الوزير الأول الفرنسي مانوال فالس، بعد نشره صورة للرئيس بوتفليقة أظهرته في وضع صحي صعب، وبعدها التصريح الغريب الذي بدر من السفير الفرنسي بالجزائر برنار إيميي الذي تحدث عن حصة منطقة القبائل من التأشيرة، وقال أن 60 بالمائة من الطلبة الجزائريين في فرنسا هم من منطقة القبائل.

أمال. ط

من نفس القسم الوطن