الوطن

السياحة ستنتعش عندما تصبح أولوية اقتصادية بالنسبة للحكومة!

الوكالات السياحية تدعو لاعتماد خطة وخريطة عمل حقيقية للنهوض بالقطاع وتؤكد:

 

• سنوسي: هناك تقصير بعض الوكالات السياحة في الترويج للسياحة الداخلية

 

تطرح كل سنة مع اقتراب موسم السياحة والاصطياف مشكلات ونقائص بالجملة  تتعلق بتسيير القطاع السياحي في الجزائر، رغم أن وزارة السياحة ومختلف الدواوين تعمل في كل مرة على ابراز الجهود التي تبذلها للنهوض بالقطاع الا أن ذلك يبقي غير كافي طالما أن الحكومة لم تجعل من السياحة أولوية اقتصادية وتؤكد أغلب الوكالات السياحية أن التسهيلات التي اعلن عنها وزير السياحة عمار غول فيما يخص منح التأشيرات للأجانب غير كافية لأنعاش السياحة الاستقبالية في الجزائر مقارنة بدول الجوار، وتري الوكالات أن السياح الأجانب لن يقصدوا الجزائر رغم تفوقها في جمال الطبيعة على جيرانها لعدة أسباب، أهمها نقص المرافق المستقبِلة وغلائها مع غياب ثقافة التعامل السياحي لدى الجزائريين.

لم يتمكن الوزراء المتعاقبون على قطاع السياحة منذ سنوات من أنعاش السياحة الاستقبالية في الجزائر التي لا تزال ضعيفة بالرغم من أن الخطاب السياسي يشير إلى أن القطاع محرك الاقتصاد إلا أن الواقع عكس ذلك تماما، في ظل الافتقار إلى مقومات موضوعية سياحية، فالحديث عن استقبال سياح الأجانب في هذا الظروف أمر جنوني، طالما أنه لا توجد مرافق لاستقبالهم من فنادق ومطاعم مطابقة للمعايير موجودة ولا أناس أكفاء يقدمون خدمات في المستوي بأسعار تنافسية مع غياب ثقافة سياحة لدى الجزائري بصفة عامة ما يعني أن ترقية السياحة في الجزائر مرهونة بقرار سياسي بالدرجة الأولى يكون البداية لصياغة استراتيجية وخريطة طريق للنهوض وترقية هذا القطاع الذي أضحى ضرورة ملحة أكثر من قبل.

• سنوسي: تسهيل الحصول على التأشيرات سيرفع من عدد السياح الذي يقصدون الجزائر 

وفي هذا الصدد أكد أمس رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية إلياس سنوسي في اتصال هاتفي مع "الرائد" ان قطاع السياحة في الجزائر كان يحتاج لقرار كالذي اعلن عنه وزير القطاع أمس الأول والمتعلق بتقديم تسهيلات للأجانب من أجل الحصول على التأشيرات بسهولة مشيرا انه من الأمور الاستعجالية التي يجب تطبيقها لدعم السياحة الاستقبالية هو تسهيل الحصول على التأشيرات في الموانئ والمطارات حيث قال سنوسي ان تم تحقيق ذلك نتوقع ارتفاع في عدد السياح الذين يقصدون الجزائر، من جانب اخر قال سنوسي أن أنعاش السياحة الاستقبالية لا يتعلق فقط بالتأشيرات وانما بتحسين الخدمات ومضاعفة مرافق الاستقبال فالجزائر يضيف سنوسي بلد سياحي بامتياز تزخر بالعديد من الإمكانيات لكن ما ينقصنا هو التسيير الجيد و الاستغلال الأمثل لها بوضع استراتيجية مفصلة لكيفية تطوير هذا القطاع من جانب اخر أعترف سنوسي بتقصير بعض الوكالات السياحة في الترويج للسياحة الداخلية بالقول صحيح أ، الوكالات السياحة والسفر تقع عليها مسؤولية الترويج للوجهة السياحية الجزائرية والقيام بمهمة السياحة الاستقبالية لداخل الوطن عوض تشجيع السياحة للخارج غير انه بالمقابل ينبغي الإشارة إلى أن هذه الأخيرة تعمل في ظروف قاهرة وفي ظل تعقيدات كبيرة،  مضيفا أن رداءة الخدمات السياسة ونقص المرافق والفنادق وغلاء الأسعار مقارنة بدول الجوار وتعقيدات منح التأشيرات جعل الوكالات مضطرة ومجبرة على الترويج للسياحة للخارج بالنظر للنقص الموجود في الهياكل السياحة المستقبلة في الجزائر وقال سنوسي في السياق ذاته إنه لا يمكن الحديث عن منافسة الدول العربية وواقع السياحة في الجزائر سيء، إلا أن الأمل قائم يضيف سنوسي طالما نطمح أو نضع في أذهاننا استراتيجية نعمل على تطبيقها في القطاع السياحي، بداية من إرساء مقومات على الميدان من خلال مسائل مادية "كمنتجعات والمرافق السياحية الجزائرية لاستقبال الأجانب"، وإمكانيات بشرية بتكوين اليد العاملة في الفندقة والسياحة تكوينا جيدا، إلى جانب الترويج للأماكن والمواقع السياحية الجزائرية، انطلاقا من الداخل ومن الخارج، من خلال السفراء والقنصليات الجزائرية بالخارج، وحتى الجالية الجزائرية التي لها دور كبير في الترويج للسياحة كما شدد سنوسي على أهمية الاعلام السياحي مقترحا أنشاء صحافة سياحية المتخصصة التي لها دور لا يقل أهمية، والذي من شأنه ـ هو الآخر ـ أن يُعطي دفعة قوية للسياحة الجزائرية نظراً إلى الدور الذي يلعبه الإعلام في مرافقة الفعل السياحي على حد تعبير سنوسي. 

س. زموش

من نفس القسم الوطن