الوطن

محور "الجزائر - إيران"... مصلحة اقتصادية مشتركة تحتاج لديناميكية جديدة

في وقت تعرف فيه أسعار النفط انخفاضا أثر على البلدين

 

سراي لـ"الرائد": تقارب الرؤية الاستراتيجية بين الجزائر وإيران سيدعم التعاون الاقتصادي بشكل جيد 

 

تسعى الجزائر هذه المرحلة لتطوير شراكات اقتصادية بعيدة عن الاتحاد الأوروبي وهو ما يتضح من خلال أبداء الحكومة  بمناسبة انعقاد الدورة الثانية للجنة الجزائرية الإيرانية المختلطة نيتها  في تطوير الشراكة مع إيران وإعطائها ديناميكية جديدة خاصة في القطاعات التي يملك فيها البلدين مؤهلات وامكانيات كبيرة وهو ما يراه الخبراء الاقتصاديون ضرورة يفرضها سوق النفط المتأثر بانخفاض الأسعار في هذا التوقيت خاصة مع رغبة الجزائر للتوجه نحو سوق مفتوحة تقلص من التبعية النفطية، ورغبة إيران في جعل الجزائر بوابة جديدة للعمل مع دول الاتحاد الأوربي وغرب أفريقيا. 

وعن التعاون الجزائري الإيراني أكد أمس الخبير الدولي عبد المالك سراي في تصريحات لـ"الرائد"  أن توجه الحكومة نحو السوق الإيرانية ليس بالجديد فالعلاقات الجزائرية الإيرانية تطورت كثيرا منذ قدوم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للحكم حيث بدأت إيران تجد لها مكانة في خارطة الجزائر الاقتصادية من خلال العديد من الاستثمارات في مجال البناء والميكانيك مشيرا ان تقارب الرؤية الاستراتيجية بين الجزائر وايران جعل هذه الأخيرة تتخذ الجزائر كأطروحة جديدة من أجل العمل مع دول الاتحاد الأوروبي عبر الجزائر بالإضافة إلى العمل مع دول غرب افريقيا، خاصة لما نجحت كل من إيران والجزائر من تقريب وجهات النظر بينهما وأصبحت الرؤية السياسية لكل القضايا واحدة وهذا التداخل في النظر إلى الأحداث العالمية بشقيها السياسي والاقتصادي أتاح التوافق على مجمل الملفات الأخرى يضيف سراي الذي أكد أن الجزائر تحتاج للتعاون الاقتصادي مع أيران الذي يفتح لها المجال لتعزيز وجودها في السوق الإيرانية، وفي المنطقة ككل  خاصة في هذا التوقيت بالذات أين تشهد أسعار النفط انخفاضا اثر على البلدين مع تنامي رغبة الجزائر في توجيه بوصلتها الاقتصادية من محور اروبا لمحاور أخرى،  مشيرا ان أن الوجود الايراني سيتعزز أكثر فأكثر في الجزائر في مجال الاستثمار، على الخصوص بعد الدورة الثانية للجنة الإيرانية الجزائرية والتي اسفرت عن توقيع 15 اتفاقية بين البلدين ،حيث كانت هذه فرصة سانحة لتقييم آفاق التعاون المتاحة أمام البلدين اللذين يريدان النهوض بالعلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية الثنائية الجيدة.  من جانب اخر أشار سراي أن اهتمام إيران بالسوق الجزائرية يتعدى مجال التجارة باعتبار السوق الجزائرية سوق استهلاكية لعدة استثمارات حقيقية أخرى في مجال المياه، الصيد البحري، السكن، صناعة السيارات وقطع الغيار، البلاستيك وعدة مجالات أخري  وأكد سراي، أنه من المنتظر أن تتضاعف الاستثمارات الإيرانية، مستقبلا في الجزائر بشكل يلبي طموح البلدين الذي عبر عنه وزير الصناعة بوشوارب والمسؤولون الإيرانيون في الجزائر خاصة وأن الملفات موجودة والمحاولات كانت منذ سنوات، وصادفتها مشاكل بيروقراطية  كما أن الجزائر -يضيف سراي-كانت من بين عدد ضئيل من الدول التي اتخذت موقفا ممتازا مع إيران والإيرانيون يعلمون بذلك، حيث يوجد موقف استراتيجي وتبادل واستراتيجي بين البلدين، فهم يحتاجون الجزائر وأيضا نحن نحتاجهم، إذ يوجد ارتباط قوي بين الدولتين -كما قال-، حيث سيتعزز نفوذ الجزائر في الشرق الأوسط أحسن من قبل. هذا ويقدّر خبراء الجزائر صادرات إيران إلى الجزائر بحدود 500 مليون دولار وهي قيمة قابلة للارتفاع في الخمسية المقبلة وتمدّ إيران الجزائر بكميات هائلة من الدواء وتساهم في مجال البناء والشركات الإيرانية تنجز مئات الوحدات السكنية في مختلف المناطق الجزائرية، وهناك شراكة في مجال النفط والغاز والسيارات وستتضاعف هذه الشراكة عند دخول الاتفاقيات الموقعة أمس حيز التنفيذ.

س. زموش

من نفس القسم الوطن