الوطن

الاستمرار في تمويل مشاريع "لونساج" خطأ فادح!

الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة الجزائر مولد حشمان يؤكد:

 

أرجع أمس الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة الجزائر مولود حشمان فشل مشاريع "لونساج ولونجام" في دفع عجلة الاستثمار الاقتصادي في الجزائر للهدف الذي أنشأت من اجله هذه الصيغة ككل حيث قال حشمان أن الحكومة عندما قررت أطلاق الصيغة لم تفكر في استثمار اقتصادي أو مؤسسات قادرة على إعطاء الإضافة للاقتصاد وإنما فكرت في وسائل لإلهاء الشباب وإعطائهم فرص عمل معتمدة في ذلك على البحبوحة المالية التي كانت تعرفها الجزائر آنذاك، والأن وقد تغير الوضع يقول حشمان فان الاستمرار في تمويل هذه المشاريع يعد خطأ فادح.

 وقال حشمان أمس في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن الحكومة أخفقت  في تسيير مشاريع أونساج ولونجام التي جاءت ضمن مرحلة عرفت فيها الجزائر بحبوحة مالية كبيرة وهو ما دفع بمسؤولينا لتوزيع المشاريع على الشباب دون أولوية ولا خلفية اقتصادية لتبقي هذه المشاريع الأن دون مرافقة ومتابعة ومصيرها الفشل، مشيرا أنه ليس فقط فشلت هذه المشاريع في المساهمة في التنمية بل فشلت أيضا في تقليص نسب البطالة بما أن أغلب المؤسسات في اطار لونساج ولونجام لم توظف أكثر من 2 على 3 عمال وغالبا ما يكونوا من محيط العائلة، وقال  حشمان أن الحكومة أخطأت  توزيع هذه المشاريع دون تكوين ولا مستوي علمي ما جعل أغلب أصحاب المشاريع يبعون العتاد ويهاجرون والباقي منهم يغرقون في الديون بسبب عدم التخطيط المسبق والصحيح للمشروع، من جهة اخري قال حشمان أنه من المعروف في كل اقتصادات العالم أن المشاريع ذات التمويلات الضعيفة تكرس الفقر وتساهم في تفاقم العديد من الآفات وتخلق العديد من المشاكل مثل ما حدث مع مشاريع لونساج فحتي حوادث المرور تضاعفت بسبب الشاحنات التي وزعت على شباب بطال "متهور" في اطار مشاريع لونساج، وفي هذا الصدد طالب حشمان بتجميد صيغة لونساج وإعادة  النظر منظومة هاته المشاريع ووضع استراتيجية مبنية على أسس اقتصادية صحيحة مؤكدا ان استمرار تمويل هذه المشاريع يد استنزافا للخزينة العمومية خاصة في ظل الظروف الحالية مضيفا أنه لو كانت المؤسسات المنشأة في اطار لونساج مؤسسات حقيقية لساهمت الان في تجاوز الازمة كما اقترح حشمان اجراء جرد واحصاء للنشاطات الاقتصادية والإنتاجية القليلة في الجزائر من اجل فتح هذه النشاطات أمام طالبي المشاريع لكن الأهم من ذلك مرافقة أصحاب هذه المشاريع ماديا وتقنيا لتقليص هامش الخطأ والخسارة لان خسارة هذه المشاريع وفشلها يعني ملايير تصرف دون اية جدوي اقتصادية كما يقول حشمان.

س. ز

من نفس القسم الوطن