الوطن

استقرار في أسعار الخضر والفواكه هذه الفترة هل سيمتد لشهر رمضان ؟؟

اتحاد التجار يطمئن والجزائريون متخوفون من المضاربة

 

تعرف الخضر وبعض الفواكه هذه الأيام استقرار في الأسعار بسبب الوفرة المسجلة خاصة في الخضر والفواكه الموسمية في حين يتوقع ممثلو التجار أستمار هذا الاستقرار لغاية شهر رمضان كون الشهر الفضيل هذه السنة تزامن وموسم الجني لكن رغم ذلك يُبدي عديد المواطنين تخوفاتهم من توجه الأسعار نحو الارتفاع واستغلال المُضاربين، كالعادة، هذه المناسبة الدنية لتحقيق الربح، تخوفات تأتي موازاة مع تراجع القدرة الشرائية لأغلب العائلات الجزائرية، غير أن الهاجس الأكبر يبقى في أسعار اللحوم خاصة الحمراء التي تشهد أسعارها ارتفاعا محسوسا.

توقع أمس رئيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين صالح صويلح ان يكون شهر رمضان لهذه السنة مخالفا لباقي السنوات من حيث الأسعار حيث أكد صويلح في تصريحات لـ"الرائد" أن الوفرة المسجلة في الخضر والفواكه وتزامن شهر رمضان مع بداية فصل الصيف وموسم الجني سيجعل الأسعار مستقرة وفي متناول القدرة الشرائية للجزائريين، لكن بالمقابل لم ينفي صويح إمكانية ارتفاع بعض الخضر منها البصل اليابس الذي وصل هذه الأيام سعره لـ140 دج وكذا الطماطم وأنواع أخرى من الخضر غير موسمية، غير أن أسعار البطاطا يضيف ذات المتحدث ستبقي منخفضة، هذا واكد صالح صويلح أنه من أسباب استقرار الأسعار هذه الأيام وفي شهر رمضان هو الوفرة الموجودة في السوق وقيام فلاحي عدد من الولايات بتخصيص مساحات من المزروعات لشهر رمضان. ما يعني ان هذه الوفرة ستسمر لشهر رمضان حيث ستتولى مناطق الساحل والمتيجة ومعسكر ومستغانم وخصوصا بسكرة بتموين باقي الولايات. وعن الارتفاع المحتمل للأسعار يقول الناطق الرسمي للاتحاد الوطني أن هذا مرتبط بحجم الطلب، حيث اذا كان هناك طلب كبير من قبل المواطنين ما يجعله يطغى على العرض المتواجد في السوق، كما أكد ذات المتحدث أن لهفة المواطنين على مختلف المنتوجات الاستهلاكية هي التي تتحكم في زيادة الأسعار الى جانب احتكار بعض التجار في الأسبوع الذي يسبق شهر رمضان الكريم والأسبوع الأول منه، وهنا انتقد صويلح التجار وكذا مسيرو الكثير من غرف التبريد الذين يرفضون تخزين الفائض من المنتوجات من بينها البطاطا حاليا، ويتعمدون تخزين المنتوجات التي قل إنتاجها هذا الموسم، وعرضها على الأسواق عندما ينقضي موسمها بغرض المضاربة، وهو ما يفسر الارتفاع الجنوني لبعض أنواع الخضر والفواكه في رمضان.  وعليه دعا ذات المتحدث المواطنين الى ضرورة التحلي بثقافة الاستهلاك المنطقي والعقلاني طيلة الشهر الكريم حتى لا يسمح للانتهازيين للمضاربة في الأسعار وتجنب اقتناء المنتوجات التي تعرف ارتفاعا غير مبرر في الأسعار. 

من جهة أخري قال صويلح أن الاتحاد وككل سنة يحضر بالتنسيق مع البلديات للقيام بحملة تحسيسه تحسبا لشهر رمضان، لتقليص الفارق الكبير ما بين أسعار التجزئة والجملة، الذي يتجاوز بالنسبة إلى عدد من المنتجات مائة في المائة، كما عرج صويلح في سياق حديثة للتجارة الفوضوية التي تنتعش خلال شهر رمضان بسبب نقص الأسواق الجوارية وغياب التنسيق بين وزارة التجارة ووزارة الداخلية  متوقعا انتعاش التجارة الفوضوية، هذه السنة أيضا بسبب عدم التزام مصالح البلديات وكذا وزارة التجارة بالقضاء على الظاهرة، والدليل على ذلك عدم إنشاء العدد الكافي من الأسواق الجوارية لامتصاص الظاهرة، مشيرا أن وجود أسواق جوارية كافية يساهم أيضا في استقرار الأسعار، كما أن نشاط الأسواق الموازية بات يتطلب تشديد الرقابة من قبل فرق مديرية التجارة لردع جميع المخالفين من الباعة، الذين يعملون خارج القانون وهو ما يندد به أزيد من 200 وكيل في السوق للحفاظ على استقرار الأسعار على اعتبار أن40 بالمائة من المنتوجات الفلاحية لا تدخل إلى الأسواق وتسوق خارجها في الأسواق الفوضوية وبالطرقات وعلى الطاولات وهو ما يعد قمة الفوضى السارية في قطاع التجارة يضيف صويلح. 

من جهة أخر ورغم تطمينات الحكومة وعلى راسها وزارة التجارة وممثلي التجار لا يزال أغلب الجزائريين يُبدون تخوفاتهم من توجه الأسعار نحو الارتفاع واستغلال المُضاربين، كالعادة، هذه المناسبة الدنية لتحقيق الربح، تخوفات تأتي موازاة مع تراجع القدرة الشرائية لعديد العائلات بسبب ارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية وغير الغذائية الأخرى، وهو ما دفع العديد من العائلات لاستغلال فرضة استقرار الأسعار هذه الأيام وتخزين بعض المنتجات تحسبا للشهر الكريم خاصة اللحوم البيضاء وبعض الخضر غير سريعة التلف بالإضافة إلى الحبوب والمكسرات والفواكه الجافة وهي الظاهرة التي تتكرر خلال كل شهر كريم وحول ذلك يقول صويلح أن هذه العادة قد تساهم في تراجع الطلب خلا الأسبوع الاول من الشهر الكريم وبالتالي بقاء الأسعار في مستويات مقبولة.

س. زموش

من نفس القسم الوطن