الوطن

خصوم سعداني يعتمدون خيار المناضلين على المعارضة الفوقية

راسلوا الرئاسة وينظمون اجتماعات في الولايات

 

أعطت تهنئة رئيس الجمهورية لأمين عام الأرندي، أحمد أويحيى، ديناميكية لخصوم سعداني، بدأت من خلال تحرك العضو القيادي العياشي دعدوعة الذي بدأ تحركا قاعديا منسقا مع أحد الوزراء. وقد راسلت المجموعة قواعد الأفلان وإطاراتها القاعدية، ووزعت عليهم أرقام فاكس قيل أنها بمكاتب في رئاسة الجمهورية، وبدأت العملية تكتسي تحركات أوسع من خلال لقاءات تتم على المستوى القاعدي، كانت أمس بولاية بسكرة ومن المتوقع أن تتوسع في ولايات أخرى.
كما بدأ التنسيق بين هذه المجموعة وخصوم سعداني الآخرين ممثلين في جماعة بلعياط وأعضاء المكتب السياسي القديم. ورغم أن كل المؤشرات لا توحي بوجود قرار لإبعاد عمار سعداني من المشهد، إلا أن الجماعة التي تتحرك الآن تستفيد من عدة عوامل سياسية تعطي لها القابلية لدى القواعد النضالية، أهمها قرب الاستحقاقات الانتخابية ووجود فئات كثيرة غاضبة على المحافظين الجدد، وهو ما يجعل حظوظهم محدودة في إمكانية الترشح في قوائم الحزب، وهو ما يدفع بالكثير منهم إلى فرض واقع جديد يرفع منسوب الأمل لديهم.
ويعترف قياديو الأفلان بأن الانتخابات كانت دوما سببا رئيسيا في الحراك الداخلي وأن أغلب الاحتجاجات تتزامن دوما مع الانتخابات، وهو ما فرض خيار التحرك القاعدي لإعطاء المبرر في إيجاد تغيير داخل الحزب.
كما أن الظرف السياسي وخاصة بعد رسالة الرئيس لأويحيى الذي رفض الانخراط في مبادرة الجدار الوطني لسعداني رغم محاولاته المستمرة في إعطائها بعدا رسميا، بل أكثر من ذلك أنها المبادرة التي تؤسس للمرحلة السياسية القادمة، اعتبرت بمثابة إنهاء التفويض لسعداني وقرأها خصوم سعداني على أن كل النعوت التي وصف بها سعداني أويحيى قد تعود عليه، ومن أهمها موضوع الولاء لرئيس الجمهور، وهو ما دفع بسعداني للإكثار من دعم الرئيس في خطاباته الأخيرة.
ووظف خصوم سعداني موقفه من حادثة "التويتر" لرئيس الحكومة الفرنسي، والتي نشر فيها صورة مسيئة لرئيس الجمهورية حركت الرأي العام الوطني، في حين تأخر عمار سعداني عن إصدار بيان أو موقف يشرف الحزب، وحتى لما تكلم بعد أكثر من أسبوع لم يكن رده في مستوى غريمه الأرندي، بل حتى بعض أحزاب المعارضة، وهو ما لا يتسامح معه رئيس الجمهورية ومحيطه المقرب الذي يحتفظ لوحده بقرار تحديد القرب أو البعد من باريس.
ورغم أنه ليس من السهل أن يحقق خصوم سعداني هدفهم ما لم تتحرك السلطة ممثلة في محيط الرئيس المؤثر، أمام وجود مؤشرات على أن عمار سعداني أصبح ممن يعتمد عليهم في إعداد الخريطة السياسية القادمة، إلا أن إشارة التحرك قد تعطي الانطباع بوجود رغبة في تقسيم الأفلان قبل الانتخابات، ثم القيام بعملية جمعه بعدها، خاصة أمام وجود ولاء مطلق لكل الأطراف للرئاسة والرئيس بوتفليقة خصوصا، ما يجعلنا أمام خيارات جديدة لم تتضح معالمها بعد حتى لمن يتحرك في الميدان.
خالد. ش 

من نفس القسم الوطن