الوطن

تهميش وسوء تسيير يطال موانئ الصيد والوزارة الوصية تتفرج؟!

تحولت إلى فضاءات للإجرام وملاه لشرب الخمور وتعاطي المخدرات

 

بلوط: نطالب الحكومة بالتحرك لبدء عملية تهيئة شاملة للموانئ ومرافقة حقيقية للصيادين 
"مافيا الموانئ" يضاربون في أسعار السمك في ظل غياب الرقابة
 
تعرف موانئ الصيد على طول الشريط الساحلي وضعية كارثية من حيث التهيئة والمرافق المتوفرة وحتى التسيير الأمر الذي انعكس سلبا على وفرة مختلف المنتجات البحرية في ظل الإشكالات المتعلقة بالأسعار وهو ما يتطلب تدخل الوزارة الوصية ليس فقط لتنظيف هذه الموانئ عبر حملات تحسيسية كتلك التي انطلقت بداية الأسبوع تحت عنوان موانئ زرقاء وانما لبدء عملية تهيئة شاملة ومرافقة حقيقية للصيادين ومهني الصيد.  
رسم أمس رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري حسين بلوط صورة سوداوية عن وضعية أغلب موانئ الصيد على طول الشريط الساحلي حيث أكد بلوط في تصريحات لـ"الرائد"  أن وضعية هذه الموانئ كارثية وتحولت في العديد من الولايات الساحلية إلى فضاءات للإجرام وملاه للشرب الخمور وتعاطي المخدرات مؤكدا أن سوء تسيير موجود بأغلب الموانئ التي أصبحت تفتقد لأبسط المرافق منها الإنارة وقاعة للعلاج تهتم بصحة الصيادين وسيارة إسعاف تعمل على نقل الحالات الحرجة في حالة حدوث حوادث وطالب بلوط في هذا الصدد الحكومة بتحويل مؤسسة تسيير موانئ الصيد البحري إلى الوزارة الوصية وليس وزارة النقل كي تلعب دورها المنوط بها في تسيير مختلف الموانئ الجزائرية من أجل تحسين مردودية مختلف المنتجات البحرية في ظل الإشكالات القائمة حول الأسعار، من جانب اخر ثمن بلوط الحملة التي انطلقت بالموانئ تحت عنوان موانئ زرقاء لكن بالمقابل قال بلوط أن ذلك غير كافي كون الموانئ لا تحتاج فقط للتنظيف وإزالة القاذورات وانما تحتاج لتهيئة شاملة  وجهة الأموال التي تم تخصيصها لتهيئة موانئ الصيد البحري في العديد من الولايات.
"مافيا الموانئ" يضاربون في أسعار السمك في ظل غياب الرقابة
من جهة أخري وحول الارتفاع الجنوني في أسعار السمك والذي دفع أغلب الجزائريين لمقاطعة هذه المادة أكد حسين بلوط ان هناك مافيا بالموانئ أصبحت تشتري على الصيادين الأسماك بأسعارها العادية وتبيعها بأسعار خيالية مستغلة غياب عمل الادارة واعوان الرقابة في الليل مشيرا أن هذه "العصابات" تتلقى تسهيلات كبيرة لدى دخولها الميناء بالرغم أن أعضاءها ليسوا صيادين ولا تربطهم أي صلة بالصيد البحري، من جهة أخري تحدث بلوط عن عامل نقص الإنتاج الذي ساهم في ارتفاع الأسعار بسبب الصيد العشوائي الذي تسبب في هروب الأسماك من السواحل الجزائرية حيث توقع بلوط أن تعرف أسعار الأسماك مزيدا من الارتفاع السنوات المقبلة  بسبب تنامي ظاهرة هروب الأسماك من السواحل الجزائرية لعدة عوامل أبرزها عدم احترام الراحة البيولوجية وتفاقم الصيد بالشباك المحرمة دوليا ونهب الرمال من الشواطئ وتسويق الأسماك في صناديق خشبية  وأوضح المتحدث بأن الوضع إذ استمر على هذا النحو سيتحول البحر الابيض المتوسط خلال  50سنة المقبلة إلى بحر ميت، مشيرا إلى أن المواطن البسيط في الأخير هو الذي سيدفع الثمن في ظل سياسة الصمت المطبق التي تنتهجها السلطات المعنية للتصدي لمافيا الأسماك التي أصبحت تتحكم في الأسواق والأسعار بحيث تخفض متى تشاء وترفع متى شاءت كما دعا المتحدث ذاته السلطات المعنية إلى التحرك العاجل لوضع حد لبيع مادة "الديناميت" التي أصبحت تستعمل في صيد الأسماك  مشيرا أن لجنته راسلت السلطات المعنية مرارا للتصدي لهذه الظاهرة لكن دون جدوى.
س. زموش

من نفس القسم الوطن