الوطن

العدالة والتنمية تعتبر زيارة مساهل لدمشق انزلاقا خطير في السياسة الخارجية للجزائر

في سؤال وجهته لوزير الخارجية رمطان لعمامرة

 

من المرات القليلة التي توجه فيها انتقادات لمواقف الخارجية للدولة، تساءلت التشكيلة السياسية لجبهة العدالة والتنمية، في سؤال وجهه النائب حسن عريبي، لوزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، حول ما وصفه بـ"الانزلاقات الخطيرة" للسياسة الخارجية للجزائر، بعد الزيارة التي قام بها الوزير عبد القادر مساهل إلى دمشق قبل أسابيع، حيث اعتبرت التشكيلة السياسية لجاب الله أن هذه الزيارة حياد واضح عما تعرف عنه الجزائر من مواقف ثابتة تجاه القضايا الدولية.

وطالب عريبي، في سؤال كتابي موجه لوزير الخارجية، رمطان لعمامرة، توضيح سبب التغير المفاجئ للسياسة الخارجية الجزائرية وانحرافها عن خطها المعروف في مساندة المظلومين ضد الظالمين. وقال: "إذا كانت العلاقات الدولية تحكمها المصالح فما هي مصلحة الجزائر في مساندة النظام المجرم في سوريا وتشجيع بشار من خلال الزيارة التي قام بها وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل".

واستغرب النائب البرلماني كيف يمكن لليد الجزائرية المشحونة بقيم الثورة والحرية أن تصافح يدا وصفها بـ"آثمة" والمطلوبة للعدالة الدولية، مضيفا أنه إذا كانت الضرورة تقتضي اتخاذ موقف واضح من الأزمة في سورية، فلماذا تراهنون على الأوراق الخاسرة وتتجاهلون الإجماع العربي وشبه الإجماع الدولي على تجريم نظام بشار الأسد والبحث عن مستقبل سورية في مرحلة ما بعد الأسد؟ وهل زيارة الوزير مساهل لنظام المجرم بشار هي إعلان رسمي عن تخندق الجزائر في المحور الفارسي الروسي ضد المحور العربي الإسلامي الإنساني؟

وأشار عريبي إلى أن العالم العربي يعيش أحداثا متسارعة وبات من الضروري الاتجاه نحو الخيارات الصحيحة، وفق رؤية استراتيجية شاملة تحفظ المصالح، وتمد جسور التواصل مع كل القوى التي تربطنا بها قواسم مشتركة، لاسيما الدول العربية والإسلامية والعديد من الدول الصديقة، مؤكد أن أي خطأ في هذا الشأن وفي هذه الحقبة الجيوسياسية سيكون كارثة على مكانة البلاد وسمعتها، وقد يؤثر في رسم واقعها السياسي والاقتصادي، ويزلزل تمساك جبهتها الداخلية، وقال أن الزيارة التي قام بها وزير الجزائر إلى نظام بشار لطخت سمعة الدبلوماسية الجزائرية الطاهرة ذات صاحبة الصفحات التاريخية النقية وأسقطتها في وحل القمامة الدموية.

هني. ع

من نفس القسم الوطن