الوطن

مراقبون يحذرون من نزاع مسلح وشيك بالصحراء الغربية

مع استمرار "المخزن " في عرقلة عمل بعثة المينورسو ورفض العمل باللوائح الأممية

 

  • تاج: استمرار الاحتلال المغربي للصحراء سيؤدي إلى حالة انفلات في المنطقة

 

حذر خبراء ومراقبون من تداعيات احتمال نشوب نزاع مسلح في الصحراء الغربية المحتلة من طرف المغرب، تزامنا مع وقف عمل البعثة الأممية "المينورسو"، وقرار مجلس الأمن بإعادتها بعد المهلة التي منحتها والمقدرة بـ 90 يوما، مؤكدين أنه سيؤدي لا محالة إلى تراجع مستوى درجة الأمن بالمنطقة، وظهور نتائج سلبية على المنطقة ككل، في حين اعتبر رئيس حزب تجمع أمل الجزائر "تاج"، عمار غول، أن استمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية سيؤدي لا محالة إلى حالة انفلات في المنطقة، لاسيما بعد فشل المساعي الدبلوماسية الأممية في تنظيم استفتاء تقرير المصير، وذلك بتواطؤ واضح من طرف دول كبرى في مقدمتها فرنسا مع المحتل لانتهاك حقوق الإنسان وثروات الصحراويين.

وأوضح عمر غول، في كلمته بمناسبة انعقاد الندوة التضامنية مع الشعب الصحراوي، أمس، بالعاصمة، أن تنظيم هذه الوقفة التضامنية مع الشعب الصحراوي والتي هي نابعة من عمق المجتمع الجزائري المتضامن مع كل الشعوب المظلومة إحساسا بما عاناه سابقا، خصوصا ونحن نستعيد ذكرى 8 ماي 1945، وهذه الوقفة أيضا تعكس الإرادة الحقيقية والجادة للدولة الجزائرية ورئيس الجمهورية في الوقوف مع القضايا العادلة في العالم، وتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. وأضاف يقول: "قضية الصحراء الغربية قبل أن تكون قضية حق، فهي قضية واجب على الشعوب، والمؤسسات، والفاعلين، والدول، وكل العالم واجب الوقوف مع هذا الشعب من أجل استقلاله وإعطاء الحرية لهذا الشعب المستضعف والمستعمر، هذا الملف الذي استمرت عشرات السنوات لا يمكنها أن تبقى هكذا، فهي قضية إنسانية عالمية يجب مناصرتها".

وفي سياق متصل، أعرب المتحدث عن "قلقه من استمرار التملص المغربي من الشرعية الدولية التي تنص على ضرورة استفتاء تقرير المصير"، معتبرا "القضية تصفية استعمار"، مضيفا أن "الأزمة قد تتوسع وتؤدي بالمنطقة إلى بؤرة توتر".

وأفاد عمار غول أن "مسألة النزاع بين جبهة "البوليساريو" والمغرب تخص الطرفين ولا يمكن للجزائر التدخل فيها، متأسفا للدعاية المغربية المستمرة التي تقحم الجزائر في صراعها مع الجبهة، مؤكدا أن مخاطر حقيقية باتت تهدد كيان المنطقة والساحل الإفريقي باستمرار النزاع الذي قد تجعله دول غربية ذريعة للتدخل لحل النزاع".

وفي نفس السياق، قال سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر، حمدي بشرايا بيون، أن "تداعيات الملف الصحراوي باتت تلقي بضلالها اليوم على المشهد الدولي أكثر من أي وقت مضى، بعد أن فضح بان كي مون مساعي المغرب التوسعية ورفضه الانصياع وراء قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد في مجملها أن القضية تصفية استعمار".

وأفاد المتحدث بأن "تفاوض المغرب مع الأمم المتحدة حول قرار عودة بعثة "المينورسو" الذي أقره مجلس الأمن بحر الأسبوع الفارط خلال مهلة 90 يوما، يمثل تلاعبا مغربيا لصد أنظار المجتمع الدولي عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة، وفي مقدمتها ملف المعتقلين السياسيين وعمليات التعذيب المستمرة، بالإضافة إلى انتهاء الثروات الطبيعية، رغم قرار المحكمة الأوربية بإلغاء اتفاقية الصيد مع المغرب.

بالمقابل، دعا سعيد العياشي، رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، إلى "الوقوف مع طرح جبهة "البوليساريو" لتنظيم استفتاء تقرير المصير"، مذكرا المغرب بأن "الجزائر لا تمثل طرفا في النزاع ولكن مبدأ التضامن مصيري ويقتضي تلقين الأجيال الحاضرة بمبدأ مناصرة حركات التحرر في العالم الذي لن يحيدنا عليه أي طرف، على تعبيره.

هني. ع

من نفس القسم الوطن