دولي

الضفة ومقصلة الضم

القلم الفلسطيني

 

أعلنتها «إسرائيل» صراحة، ومن دون مواربة، عزمها على شرعنة قانون في «الكنيست» لضم الضفة الغربية إليها، وهذا الإعلان لم يصدر عن أصوات نشاز، بل من قيادات متنفذة في الكيان. الإعلان جاء في وضع حرج يتجسد في تهالك الأمتين العربية والإسلامية، وطيش سهامهما، وتبعثرهما وتشتتهما، إضافة إلى حروب داخلية أغرقت بعض الدول العربية بالدماء، وقيادة فلسطينية ضعيفة جداً غير قادرة على المبادرة والمناورة. فكل ذلك شكل بيئة خصبة لإعلان الاحتلال عن نواياه التوسعية الخبيثة، بدءاً من الجولان السوري المحتل إلى مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وانتهاء بالتخطيط لضم الضفة. الصهيوني شيلا إلدار قائد المستوطنين أكد عزمه على تقديم مشروع قرار ضم الضفة للكيان على «الكنيست» قريباً، كما أكد حصوله على تعهدات من وزراء ونواب حزب «الليكود» وقادة حزب «البيت اليهودي»، بأن يتم سن قانون يشرع الضم، وإلحاق الضفة بالكيان، وقد شكل مجلس المستوطنات اليهودي «لوبي» داخل البرلمان للدفع نحو سن القانون بأسرع وقت ممكن، على أن يتم تطبيق القرار بالتدريج بدءاً من القدس المحتلة. القرار الصهيوني ليس صادماً لمتتبع الأوضاع على الساحة الفلسطينية، فكل يوم يمعن الكيان بمصادرات ضخمة للأراضي لتسمين المستوطنات وبناء الجديد منها وشق طرق التفافية لربط المستعمرات ببعضها بعضاً. نوايا الاحتلال باتت جلية بطمعه الجشع بأراضي الضفة، وعزمه على تهجير من تبقى من الفلسطينيين. ولكن المحبط والمثير للاستغراب هو التغاضي، وعدم إعطاء هذا الموضوع الخطر حجمه على الصعيدين الداخلي والخارجي، كأن الأمر لا يعني أحداً. المحيط العربي المتصارع، أمست فلسطين بالنسبة إليه صداعاً مزمناً وعبئاً ثقيلاً، باستثناء بعض التصريحات الخافتة هنا وهناك، أما على صعيد السلطة، فاكتفت بالتصريحات، ولم تتخذ خطوات فاعلة وجدية. فالتنسيق الأمني مستمر، إضافة إلى تمسكها بكل التزاماتها تجاه الكيان، فالرئيس عباس أعلنها صراحة أنه لا يملك غير التفاوض، بعد أن أسقط كل الخيارات الأخرى، كما أن التوجه إلى المنظمات الدولية قد تراجع عنه تحت مبررات واهية، والتهديد بالتوجه للمنظمات صار مجرد ورقة ابتزاز يستخدمها لدفع «إسرائيل» إلى طاولة مفاوضات أثبتت عبثيتها على مدار 22 عاماً. شره ««إسرائيل»» بالأرض الفلسطينية ورغبتها في التهويد والضم الزاحف لا بد أن يواجَها بتعزيز صمود الفلسطينيين في أراضيهم وقراهم ومدنهم، ورفد الصمود بتواصل الحراك السياسي القائم على استجلاب الضغط على الكيان لإجباره على التراجع عن قراراته وإفشال مخططاته.

 

 

على قباجة

من نفس القسم دولي