الوطن

بوتفليقة يبقي على الأرندي كشريك سياسي مهم في المرحلة القادمة

رغم انتقادات سعداني لأويحيى وتخوينه

 

أنهى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، من خلال الرسالة التي بعث بها للأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، عقب انتخابه كأمين عام للأرندي في أشغال المؤتمر الاستثنائي للحزب، الذي سيختتم أشغاله اليوم بالعاصمة، الجدل حول موقع الأرندي ومدير ديوان رئاسة الجمهورية في المرحلة القادمة، حيث اعتبره شريكا سياسيا مهما وهو الذي تعرض، في الآونة الأخيرة، لسيل من التخوين والانتقادات من قبل غريمه التقليدي، عمار سعداني، الذي سبق وأن قال له: "... أنت غير مخلص لبوتفليقة، تريد كرسي الرئاسة، وليس لك موقع وتشبه الغراب، ولا تزال تعيش بعقلية التسعينيات، وأعلنت الطلاق البائن معك.."، ملخصا بذلك مشوار أويحيى السابق والقادم، واعتبره المراقبون حين ذاك بإعلان الطلاق البائن بين أويحيى والرئيس، غير أن الرسالة التي بعث بها إليه جاءت مخالفة لتلك التهم التي وجهت إليه من الأمين العام للأفلان المحسوب على جناح الرئيس والمدافع عن خيارات السلطة، وهو ما يطرح تساؤلات حول إمكانية الهدنة بين الطرفين وخضوع سعداني لسياسة وتوجهات الأرندي.

ويرى مراقبون بأن رسالة الرئيس إلى أويحيى وما حوته من دعم لشخصه ولسياسته داخل التجمع الوطني الديمقراطي، ما هي إلا إشارة على أن التصريحات التي كانت تطال شخص أويحيى من قبل سعداني هي إشارة النهاية لأحد الطرفين، قد يكون في الغالب عمار سعداني الذي بدأ خصومه يتحركون للإطاحة به داخل الحزب وبرجاله داخل قبة البرلمان، ويقول البعض بأن الأيام القادمة ستحمل تغييرات واسعة في قمة الهرم السياسي في جناح الموالاة، وإن كان الجميع توقع قبل بداية أشغال المؤتمر الاستثنائي للأرندي رحيل أويحيى وخروجه من الباب الضيق، إلا أن نجاحه في كسب تأييد الغالبية القصوى من المؤتمرين وتجديد الرئيس في رسالته لدعم مسار الحزب وخيار قياداته التي تمسكت بأحمد أويحيى، ما هي إلا مؤشر على أن الطرف الخاسر من معركة كسر العظام التي كانت الساحة السياسية قبل تعديل الدستور الأخير للبلاد وبعده ستكون في كفة الأغلبية.

وبالعودة إلى الرسالة التي بعث بها القاضي الأول للبلاد، فقد كتب الرئيس يقول لمدير ديوانه: "لقد تابعت باهتمام مجريات العملية الديمقراطية التي جرت فيها استحقاقات انتخابكم أمينا عاما لحزب التجمع الوطني الديمقراطي بفوز باهر ومستحق، وهو الحزب الذي تبنى مواقف وطنية، اتسمت على الدوام بالنزاهة والحكمة وتغليب المصالح العليا للوطن، وهذا بفضل برنامجه السياسي والاجتماعي المتجدد وخطه الوطني الصريح".

وأضاف رئيس الجمهورية "وقد كنت على يقين من أن مناضلات ومناضلي التجمع الوطني الديمقراطي لهم من الحس السياسي والوعي ما جعلهم ينتخبونكم أمينا عاما لهذا الحزب، آملين أن يسهم فوزكم في رفع التحديات الكبرى التي تواجه بلادنا في التنمية الوطنية الشاملة وضمان الحريات الأساسية وترقية المرأة والاعتناء بالشباب وبكل ما من شأنه أن يجعل الجزائر تنعم بالاستقرار والسلم والرقي والتقدم".

وختم الرئيس بوتفليقة رسالته قائلا "وبهذه المناسبة يسعدني أن أهنئكم وأن أهنئ من خلالكم مناضلات ومناضلي حزبكم، داعيا لكم بالمزيد من التوفيق في خدمة الجزائر وشعبها ومسار التنمية".

على صعيد آخر، تواصلت أمس أشغال المؤتمر الاستثنائي للأرندي، التي ستختتم اليوم بالمصادقة على جملة من القرارات واللوائح، وعرف اليوم الثاني من المؤتمر تدخلات المندوبين، حيث حيا هؤلاء "الأجواء الديمقراطية" التي جرت فيها عملية انتخاب الأمين العام للحزب, واصفين المؤتمر بـ"الحدث التاريخي" في مسيرة التجمع، كما دعوا, من جهة أخرى, إلى ضرورة التجنيد والتحضير الجيد للانتخابات التشريعية القادمة والمقررة عام 2017 لضمان تحقيق نتائج متميزة تترجم قوة الحزب في الساحة السياسية الوطنية.

وستختتم أشغال المؤتمر اليوم السبت بالمصادقة على عدد من القرارات واللوائح لينشط بعدها الأمين العام للحزب ندوة صحفية.

 

 

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن