الوطن

أويحيى في اختبار الزعامة داخل الأرندي

عاش حركتي تمرد قبل مؤتمر اليوم الاستثنائي وخرج منتصرا في كل مرّة

 

تتوجه أنظار المتابعين للشأن السياسي في الجزائر، اليوم، صوب مؤتمر الأرندي الاستثنائي الذي سيعقد بالعاصمة على مدار الأيام القادمة، ويخوض خلالها الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، امتحانا صعبا في نظر البعض وسهلا في نظر البعض الآخر للعودة إلى منصبه كأمين عام للحزب، بعد استقالته من صفوفه قبل ثلاث سنوات، خاصة وأن أويحيى الذي يشغل الآن مدير ديوان رئاسة الجمهورية سبق له وأن عاش حركتي تمرد، الأولى التي جرت في 2002 أخرجته من الباب الضيق في آخر اللحظات، غير أن الثانية التي كانت في 2012 ضعفته ودفعت به إلى تقديم الاستقالة والخروج بوجه مشرف من الأمانة العامة، التي عاد إليها بالنيابة عقب رمي بن صالح المنشفة في وجه التصحيحية التي قادها البعض ضده، ويبدو أويحيى اليوم الذي يعيش تصحيحيه جديدة يقودها رؤوس سابقون في وجهه، أبرز المرشحين لخلافة بن صالح على رأس الأرندي رغم وجود بعض المنافسين له، ورغم أنه اختار الصندوق لتتويج الأمين العام القادم للأرندي لأول مرة في تاريخ القوة السياسية الثانية في البلاد، إلا أن منافسة بلقاسم ملاح له الذي يبدو الآن أول منافس له في انتظار ما سيسفر عنه الترشيحات التي ستسبق عملية الاقتراع السري.
يعقد التجمع الوطني الديمقراطي اليوم مؤتمره الاستثنائي الذي سيتمخض عن انتخاب أمينه العام, وهو المنصب الذي يشغله بالنيابة منذ 2015 أحمد أويحيى الذي خلف عبد القادر بن صالح المستقيل، ويظل أحمد أويحيى الذي عاد على رأس التجمع منذ نحو سنة, الأوفر حظا لخلافة نفسه في الأمانة العامة التي ينافسه عليها أيضا الإطار بنفس الحزب بلقاسم ملاح, حيث ستتم عملية الانتخاب - ولأول مرة في تاريخ التشكيلة السياسية- من خلال الاحتكام إلى الصندوق عن طريق الاقتراع السري، وذلك من أجل "وضع حد لأي محاولة للزعامة", كما جاء على لسان أويحيى.
كما سيشهد هذا المؤتمر الاستثنائي الذي ستستمر أشغاله على مدار ثلاثة أيام, بمشاركة نحو 1600 مؤتمر من بينهم 500 امرأة, انتخاب المجلس الوطني الجديد للتجمع. وتحسبا لهذا الحدث, كان التجمع قد عقد مؤتمراته الجهوية شهر أفريل المنصرم, بغية تمكين المناضلين على المستويات المحلية من المشاركة في إثراء الوثائق المعروضة على المؤتمر للمصادقة و المتضمنة إعادة النظر في القانون الأساسي و اللوائح التنظيمية.
وتجدر الإشارة إلى أن التحضير لعقد المؤتمر الاستثنائي للتجمع لم يجر في أجواء هادئة تماما, حيث كانت مجموعة من إطاراته ونوابه السابقين قد طالبت بتأجيل تاريخه, بحجة تسجيل "خروقات" في التحضيرات الخاصة بهذا الموعد السياسي, وهو ما رد عليه أويحيى بالتأكيد على أن هذا الأخير "سيمكن من وقف الانحرافات التي دخلت بيت التجمع منذ أربع سنوات و التي يسعى البعض عبثا لإعادة إحيائها.
وحرص أويحيى على الرد على جماعة "التصحيحيين" بالقول: "ثقافة الأغلبية لطالما كانت ثقافة راسخة لدينا, فنحن نعمل في ظل احترام قوانين الجمهورية وروح الديمقراطية والقانون الأساسي للحزب و سنقف في وجه من يسعى للعودة إلى ديكتاتورية الأقلية وفوضى الشراذم"، كما شدد على أن هذا المؤتمر حضر له بالحرص على "احترام القانون و الشرعية", مذكرا بأن المجلس الوطني كان قد قرر في يناير الفارط تأجيله إلى غاية الانتهاء من معركة انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة.
وأعرب في ذات الصدد عن أمله في أن يتوج المؤتمر الاستثنائي بمواقف تكون "في مستوى التحديات و الرهانات التي تواجهها الجزائر" و"تسمح للتجمع بالمساهمة في إثراء النقاش السياسي في البلد.
 
بلقاسم ملاح يتحدى أويحيى بالفوز عليه على رأس "الأرندي"
على صعيد آخر، كشف بلقاسم ملاح المترشح والمنافس الوحيد لحدّ كتابة هذه الأسطر لأحمد أويحيى، أن "المؤتمر الخامس لحزب التجمع الوطني الديمقراطي هو حدث الهام الذي يشهده الأرندي أيام الخميس، الجمعة والسبت، من أجل انتخاب أمين جديد على رأس الحزب والذي يعرف منافسة قوية بينه وبين  الأمين العم بالنيابة أحمد أويحيى".
وأكد بلقاسم ملاح عن "إمكانية فوزه في الانتخابات بالأمانة العامة لحزب التجمع  الديمقراطي"، مضيفا أن "منافسه أويحيى لا يخيفه ودليل أنه تقدم إلى هذه المنافسة بكل ثقة دون أي اعتبارات لمن يقف أمامه، مضيفا أن دخوله لهذه المرحلة على أساس الفوز، والثقة الكبيرة في المناضلين الحقيقيين  الذين ساندوه في هذا الحدث، منذ أن بدأت التحضيرات إلى يومنا هذا، معتبرا أن هذه الفترة الانتخابية  التي استمرت قرابة الشهرين وهذا على مستوى 29 ولاية، مشيرا أن المناضلين الذي التفوا حوله منذ عام 1997 وشجعوا برامجه رغم عدم وجود الإمكانيات اللازمة لذلك، كما قدم لهؤلاء المناضلين شكر خاص في هذا الدعم مشيرا إلى العنصر النسوي الذي وقف إلى جانبه حيث ثمن هذه الالتفاتة من المناضلات. 
وأفاد بلقاسم ملاح أن الأمين العام بالنيابة أحمد أويحيى، الذي قال عنه أنه "ضحية المحيط الذي يتواجد فيه، خاصة الذين جاءوا للحزب في 2002 مناضلين لا يكنون له الإخلاص والوفاء"، مطالبا: "إياه بالتخلص منهم في أقرب الآجال ".
كما توعد ملاح في "حالة فوزه بالانتخابات أن الحزب لن يتغير مهما تغيرت الأشخاص وتغيرت الصلاحيات"، مؤكدا أن حزب التجمع الوطني الديمقراطي حزب كبير وله وزنه بالساحة السياسية الجزائرية، ويعتبر ثاني حزب يحوز على شعبية كبيرة بعد حزب جبهة التحرير الوطني، مشيرا إلا أن الحزب يحمل بين طياته الأمل ،العمل الدائم، وتضامن بين جميع المناضلين نساء ورجال، من أجل تحقيق كل الأهداف المسطرة والتي في مقدمتها التوصل إلى انتخابات نزيهة عن طريق الصندوق، كما أضاف في حالة الفوز دائما أن هناك أشياء عديدة تتغير على مستوى الحزب، والتي اعتبرها بغير الإيجابية، مشيرا إلى العمل الجماعي الذي يكون داخل الحزب وليس خارجه، مؤكدا أن الحزب لا ينتهي بأيام الخميس والسبت وإنما سيبقى يناضل من أجل الاستمرارية مهما كان الفائز".
 
خولة بوشويشي / هني. ع

من نفس القسم الوطن